logo

نَجَحَ فيما فشلت فيه السياسة.. إنجاز المغرب بكأس العالم يثير مشاعر الوحدة العربية

من زكية عبدالنبي - رويترز
13-12-2022 18:17:37 اخر تحديث: 14-12-2022 09:41:22

الرباط (رويترز) - تجاوز وصول المنتخب المغربي لكرة القدم إلى نصف نهائي كأس العالم قطر 2022 حدود ما هو كروي ورياضي،

إذ أثار مشاعر الوحدة العربية والأفريقية والتضامن العربي الإسلامي لتنجح الكرة في لم شمل ما فرقته السياسة.

واستطاع المنتخب المغربي بقيادة مدربه وليد الركراكي أن يصل لأول مرة في تاريخه وتاريخ العرب والأفارقة إلى هذا الدور المتقدم في هذا المحفل الرياضي العالمي، بعد تعادله في أولى مبارياته مع كرواتيا قبل أن ينتفض محققا انتصارين متتاليين على بلجيكا وكندا في الدور الأول ليتصدر المجموعة السادسة بسبع نقاط.

المفاجأة الكبرى 
وفي دور الستة عشر ، حقق منتخب (أسود الأطلس) مفاجأة كبرى بالفوز على المنتخب الإسباني، الفائز بكأس العالم عام 2010، بركلات الترجيح قبل أن يتغلب على البرتغال في دور الثمانية. ومن المنتظر أن يواجه المنتخب المغربي فرنسا يوم الأربعاء. وأثنى العديد من المحللين والمتابعين على الروح القتالية التي يلعب بها الفريق المغربي المكون من لاعبين محليين وآخرين يلعبون في دوريات أوروبية كبرى لكنهم فضلوا تمثيل بلادهم رغم تلقيهم عروضا بتمثيل البلاد التي يلعبون فيها. كما أشادوا بخطط الركراكي المحكمة للانتصار على أقوى الفرق الأوروبية التي واجهها المنتخب، والتي كانت من ضمن المرشحين للفوز بكأس العالم في نسخته الحالية.

فرحة عربية شاملة
انتصارات الفريق المغربي التي لم تتحقق منذ مشاركته في المكسيك 1986، عندما فاز على البرتغال وتأهل إلى الدور الثاني، لم تُخرج المغاربة فحسب إلى الشوارع للاحتفال بنشوة النصر في هيستيريا أنستهم أزماتهم الاجتماعية، وعلى رأسها غلاء المعيشة، وإنما أدخلت السرور على نفوس العرب جميعا. واحتفل بعض المواطنين الجزائريين بفوز المغرب على الرغم من أن حكومة بلادهم تجاهلت ذكر المغرب نهائيا في هذه المنافسات، بل وأقالت المدير العام للتلفزيون الجزائري بعد أن سمح ببث خبر تأهل المنتخب المغربي لنصف النهائي، وذلك بسبب القطيعة الدبلوماسية بين البلدين منذ أكثر من عام، على أثر تراكم الخلافات بينهما. 

وأطلقت نجاحات المنتخب المغربي المدوية كذلك العنان للفرحة داخل مخيمات اللاجئين السوريين مثلما ظهر جليا في مقاطع مصورة على وسائل التواصل الاجتماعي، وحملت الفلسطينيين أيضا على الخروج للاحتفال بإنجازات المغرب. 

وسبق ان حمل لاعبو المنتخب المغربي العلم الفلسطيني عقب الفوز في مباراة بلجيكا، كما غنى الجمهور المغربي لفلسطين في مبارياته. كما احتفل الإسرائيليون من أصل مغربي بانتصارات هذا المنتخب العربي الأفريقي، مثلما ظهر على وسائل التواصل الاجتماعي. وتلقى العاهل المغربي الملك محمد السادس التهاني من رؤساء دول عربية وأفريقية بفوز المنتخب المغربي.

مالك تويتر يهنئ المغرب 
وهنأ رجل الأعمال الأمريكي ومالك تويتر الجديد إيلون ماسك المنتخب المغربي لتأهله للدور قبل النهائي، كما هنأه السفير الأمريكي في الرباط وظهر وهو يرتدي قميص المنتخب المغربي خاتما تهنئته بعبارة "سير سير" التي تشتعل بها مدرجات الدوحة لتحفيز المنتخب وتعني "امض قدما لتسجيل الأهداف".

وهنأ الرئيس التركي طيب رجب أردوغان المنتخب المغربي على إنجازه كذلك. 

وحدة من نافذة الرياضة
واعتبر محسن بنزاكور أستاذ في علم النفس الاجتماعي في تصريح لرويترز "هذه الفرحة المغربية العربية لا يمكن حصرها في الجانب الرياضي فقط، لأن الجانب الرياضي يمكن أن يعبر عنه الإنسان فقط بالتهاني وانتهى الأمر، لكن أن تخرج الشعوب إلى الشوارع وأن تهدي الحلويات وترفع الأعلام.. وغيرها، سيكون من الغباء أن نتحدث عن فرحة كروية فقط، هناك أشياء لابد من الوقوف عندها".

وأضاف أن للأمر بعدين "بعد الوحدة العربية ، حيث تبين أنها لا زالت في العقول وفي العواطف وتنتظر فقط من يحققها". وأفاد بأن البعد الثاني "هو أن العالم العربي يعيش احباطات تأسست على المستوى الاقتصادي والسياسي، ولكن أيضا على مستوى كرة القدم، فالعالم العربي كان يُنظر إليه على أن له فرقا صغرى وأنها لم تحقق أبدا حتى الصعود إلى الدور الأول".

" هذه المرة تجمعنا قضية مفرحة " 
من جهته ، قال محمد مصباح الخبير في علم الاجتماع السياسي ورئيس المعهد المغربي لتحليل السياسات لرويترز :" نجاح المغرب في كأس العالم بقطر أعاد الشعور بالهوية الاقليمية العربية، ولو بدا كأنها خبت فيما مضى، لكنها برزت بقوة في كأس العالم هذه". وأضاف "القضايا التي كانت تجمع الناس في العالم العربي وفي هذه المنطقة غالبا ما كانت قضايا سياسية حزينة وحساسة كالقضية الفلسطينية والربيع العربي.. ولكن هذه أول مرة تجمعنا كرة القدم وهذه قضية مفرحة وليست كالأزمات السياسية".

درس في الترابط الأسري
ويرى محللون أن المنتخب المغربي لم يعط درسا في اللعب الجيد وتحقيق النصر فقط وإنما أعطى دروسا للعالم، خاصة الغربي، في القيم والارتباط الأسري. ودللوا على ذلك بما قاله مذيع ألماني من أن "هذه المشاهد الحميمية مع العائلة لم نعد نراها في مجتمعاتنا الغربية التي تسودها الأنانية واندثار مفهوم الأسرة"، في إشارة إلى مشاهد معانقة بعض اللاعبين كأشرف حكيمي وسفيان بوفال وحكيم زياش لأمهاتهم وتقبيلهن بعد انتهاء المباريات.


(Photo by PATRICIA DE MELO MOREIRA / AFP) (Photo by PATRICIA DE MELO MOREIRA/AFP via Getty Images)


 (Photo by Kirill KUDRYAVTSEV / AFP) (Photo by KIRILL KUDRYAVTSEV/AFP via Getty Images)


(Photo by KARIM JAAFAR / AFP) (Photo by KARIM JAAFAR/AFP via Getty Images)


 (Photo by KARIM JAAFAR / AFP) (Photo by KARIM JAAFAR/AFP via Getty Images)


 (Photo by Odd ANDERSEN / AFP) (Photo by ODD ANDERSEN/AFP via Getty Images)


(Photo by Kirill KUDRYAVTSEV / AFP) (Photo by KIRILL KUDRYAVTSEV/AFP via Getty Images)