فيما شق متظاهرون يحملون أعلاما سوداء ومشاعل خشبية مشتعلة طريقهم تحت أعين الشرطة.
وقالت أروموجا لاكشمي التي استقلت حافلة في شمال سريلانكا تحمل أشخاصا متجهين نحو نفس المكان للاحتجاج " أريد فقط أن أرى وجه ابني. كان ابنا رائعا".
وبينما كانت لاكشمي تمسح دموعها، بينت أنها لا تعرف ما إذا كان طفلاها، اللذان كانا يبلغان من العمر 16 و20 عاما عندما اختفيا، ماتوا أم لتا يزالون على قيد الحياة.
وخلال الحرب الأهلية الوحشية التي استمرت 26 عاما بين حكومة سريلانكا وجماعة نمور تحرير تاميل إيلام ، اختفت ابنة لاكشمي ، رانجينيثرفي في عام 2004 وتبعها أخوها سيفاكومار بعد ثلاث سنوات.
وفقد آلاف الأشخاص، معظمهم من جماعة التاميل، خلال الحرب الأهلية فيما عُرف "بالاختفاء القسري".
وإن وجدت حالات قد عرف مصيرها فإنها قليلة بصورة لا تكاد تذكر، وقدم مسؤولون حكوميون تفاصيل متباينة عما حدث للمختفين على الرغم من جهود التحقيق.
وتعد حالات الاختفاء القسري في سريلانكا من بين أعلى حالات الاختفاء القسري في العالم، حيث قدرت منظمة العفو الدولية لحقوق الإنسان عددها بما يتراوح بين 60 ألفا و100 ألف منذ أواخر الثمانينيات.
وبعد سنوات من انتهاء الحرب في عام 2009، ما زالت عائلات مثل عائلة لاكشمي يبحثون عن أقاربهم المفقودين.
وفي تقرير في الرابع من أكتوبر تشرين الأول، قالت المفوضة السامية لحقوق الإنسان التابعة للأمم المتحدة إن المفوضية والخطوات الأخرى التي اتخذتها الحكومة لم ترق إلى مستوى تحقيق "النتائج الملموسة التي كان يتوقعها الضحايا وغيرهم ممن يعنيهم الأمر".
تقول سريلانكا إنها لا تزال ملتزمة بتحقيق تقدم ملموس في مجال حقوق الإنسان من خلال المؤسسات المحلية.
ونفت المزاعم حول إبادة جماعية للمدنيين التاميل خلال الهجوم الأخير للحرب في موليفيكال.
وقالت فالانتينا دانيال وهي موظفة حكومية إن والدتها المصابة البالغة من العمر 66 عاما اختفت خلال المرحلة الأخيرة من الحرب.
وقالت "أولا ستقول (الحكومة) سنخفض الأسعار، سنخفض (سعر) هذا، وسنخفض ذلك. سنعثر على المفقودين. سيقولون كل هذه الأشياء. ولكن مع مرور الوقت، ستتغير مواقفهم. يقولون كل هذه الأشياء فقط عندما يتجهون للانتخاب، ولكن بعد ذلك يتغير كل شيء بمجرد انتخابهم. هذا (العثور على أقاربنا) لن يحدث أبدا. لن يفعلوا هذا. لو حدث ذلك، لو كان من الممكن أن يحدث هذا لكانوا قد حلوا مشكلتنا منذ وقت طويل.. لكانوا أعادوا لنا أقاربنا المفقودين ".

صور من الفيديو - تصوير رويترز