logo

مأساة القارب الغارق قرب الساحل السوري تسلط الضوء على الفقر المتزايد في شمال لبنان

تقرير رويترز
26-09-2022 06:02:24 اخر تحديث: 18-10-2022 08:19:43

مصطفى ميستو سائق سيارة أجرة في طرابلس، اُنتُشلت جثته وجثث أبنائه الثلاثة ضمن 94 جثة قبالة الساحل السوري يوم الخميس (22 سبتمبر أيلول)،

 بعد أن غرق قارب كان على متنه أكثر من 100 مهاجر غير شرعي.
باع ميستو سيارته لتأمين احتياجات أسرته التي لم يكن باستطاعته تأمينها، ثم انطلق في رحلته هجرة على أمل أن يجد وضعا ماليا أفضل مما يعيشه في وطنه.

"كل العالم اللي بتروح بالبحر عارفين إنه رايحين يموتوا بس بيقولوا يا عمي بركي وصلنا لنتيجة بركي في أمل "
وتقول روان المانع – من سكان طرابلس 24 عاما:  "كل العالم اللي بتروح بالبحر عارفين إنه رايحين يموتوا بس بيقولوا يا عمي بركي وصلنا لنتيجة بركي في أمل عم يتأملوا يعني هن رايحين على أمل مانهن رايحين انتحار هن رايحين بدهن يجددوا حياتهم ليك هن صاروا بحياة جديدة وإن شاء الله حياتهم اللي هنيك تكون أحلى من هيدي هون بكتير يعني ما بعرف شي كتير عن جد مش قادرة استوعب لهلق إنه هيك صار عن جد مش قادرة استوعب وياريت وصلوا وقدروا يأمنوا حياة حلوة حياة اللي كانوا عم يحلموا فيها".
وسلطت مأساة القارب الغارق الضوء على الفقر المتزايد في شمال لبنان وطرابلس على وجه الخصوص، الذي يدفع الناس لاختيار تدابير يائسة بعد ثلاث سنوات من الانهيار الاقتصادي في البلاد، بالتوازي مع حالة الثراء الموجودة لدى عدد من السياسيين الأثرياء الذين لم يعيروا مناطقهم الاهتمام كما فعل غيرهم من السياسيين في باقي أرجاء لبنان للحصول على الدعم.

"مؤامرة"
ويقول جهاد مناع، مسؤول القبيلة المحلي: "هي مش أول فاجعة على طرابلس، هي المؤامرة على طرابلس والله مدروسة لتهجير شبابنا لتفريغ طرابلس هي مؤامرة لا يكذبوا علينا هدول كذابين مجرمين مش أول ناس يقتلوهن هدول، هدول هنن قاتلينهم".
وميستو هو ابن هذه المدينة التي تعتبر من أكثر المناطق اللبنانية اضطراباً بعد الحرب الأهلية، والتي تحوي هذا القصر المسمى بـ "قصر ميقاتي" المملوك لرئيس الحكومة الحالي نجيب ميقاتي، والذي اتخذه السكان المحليون في السنوات الأخيرة نقطة تجمع خلال الاحتجاجات على الفساد واليأس الاقتصادي.
ورغم كل التهم في الداخل اللبناني التي طالت السياسيين المنحدرين من الشمال إلا أنهم يعتبرونها ذات دوافع سياسية لتشويه سمعتهم.
أما احصائيات الأمم المتحدة بارتفاع معدلات الفقر إلى 80 بالمئة ووصف البنك الدولي بأن الركود الاقتصادي الحاصل مدبر من النخبة لإحكام القبضة على الموارد، فإنها لم تلق أي ردود واضحة.
وما زالت المدينة البالغ عدد سكانها نصف مليون نسمة، والتي شهدت مغادرة 3460 شخصاً بصورة غير شرعية، بحسب المفوضية السامية لشؤون اللاجئين، على حالها دون أي جهود إنمائية.

 
صور من الفيديو - تصوير رويترز