logo

غلاء الأسعار يطال قهوتنا – كم سيبلغ سعر ‘المعشوقة السمراء‘؟

من شحادة سامي عازم مراسل موقع بانيت صحيفة بانوراما
21-09-2022 07:45:26 اخر تحديث: 18-10-2022 08:21:08

يبدو أن موجة الغلاء العالمية التي طالت معظم القطاعات، بدأت تطال أيضًا أسعار القهوة، لأسباب عديدة، منها مناخية تؤثر على الانتاج ومنها ما يتعلق بغلاء تكاليف النقل،

التي تأثرت بجائحة الكورونا وعوامل أخرى.
وسواء كنا نحب احتساء القهوة في الصباح أو المساء أو في أي وقت من اليوم، فيبدو أن ارتفاع الأسعار العام والذي يطال الجيوب ويعكّر معه مزاج المستهلكين، سيطال أيضًا تناول القهوة بأنواعها المختلفة، لكن هذا لن يمنع عشاق القهوة من مواصلة الاستمتاع بطقوسها والتمسك بها، كمنتج لا غنى عنه.  لكن ما الذي يحدث للقهوة فعليًا ؟

تشير معطيات نشرتها شركات متخصصة بجمع المعطيات حول التجارة العالمية من خلال " الذكاء الاصطناعي "، إلى أن أسعار حبوب البن حول العالم ارتفعت بشكل كبير في الشهر الأخير، خاصة عند الحديث عن صنف " الأرابيكا " - (القهوة العربية)، فيما ذكرت مصادر أخرى بـأن الحديث يدور عن ارتفاع  قدره ثلاثة أضعاف في العامين الأخيرين، علمًا أن الغلاء طال العديد من المحاصيل والمنتجات الزراعية أيضًا، متأثرًا بحالة الطقس والتغييرات المناخية، بالإضافة إلى الأزمات العالمية، التطورات السياسية ، الأزمات الداخلية في الدول وغيرها، بحيث يطال ذلك أسعار القهوة مثلما طال من قبل أسعار الصويا، القمح وغيرها.

 ارتفاع  السعر 3 أضعاف منذ بداية الكورونا
من المؤشرات على غلاء القهوة، ما يحدث في بورصة ICE في لندن، والتي تتداول صنفين أساسيين من القهوة، صنف الروبوستا ومصدره غرب افريقيا وقهوة " الأرابيكا " ، وهي القهوة العربية التي بلدها الأم اليمن وشبه الجزيرة العربية، لتُزرع لاحقًا في دول أخرى.
وتعتبر " الأرابيكا " الصنف الأكثر جودة ورواجًا اليوم حول العالم، وباتت البرازيل اكبر منتج لهذا الصنف، علمًا أن نحو 60% من استهلاك القهوة العالمي هو من هذا الصنف والذي شهد في شهر أغسطس/ آب الماضي ارتفاعًا  كبيرا، وبالمجمل ارتفعت الاسعار 3 أضعاف في العامين الأخيرين، وتحديدًا منذ  مطلع سنة 2020 وجائحة الكورونا.
وتشير تقديرات الخبراء إلى أن السبب الأساسي للارتفاع، خاصة في الشهر الأخير، نابع من التخوفات بشأن انخفاض الإنتاج في البرازيل وانخفاض جودة الحبوب، على ضوء أزمة المناخ وتقلبات الأحوال الجوية السائدة في مناطق زراعة القهوة.
وتعتبر قهوة " الأرابيكا " حساسة جدًا للبرد، في حين شهدت البرازيل في السنة الماضية درجات حرارة متدنية جدًا وأجواء باردة، الأمر الذي أثر سلبًا على كميات القهوة المنتجة هناك، كما أثر على انتاج القهوة في دول مجاورة، وكل ذلك جراء البرد الذي  يشهده المحيط الهادئ، ما يخلق أحوالًا جوية متطرفة في عدة دول ويؤثر على محاصيلها.   

ارتفاع أسعار النقل البحري
ومن بين العوامل التي أثّرت بشكل كبير على أسعار القهوة ومختلف السلع القادمة الى البلاد، قضية الشحن البحري التي تأثرت بجائحة كوورنا وارتفاع أسعار النفط وأزمات أخرى في العالم، ما جعل سعر النقل يقفز الى مستويات قياسية، بآلاف الدولارات أحيانًا للحاوية الواحدة، هذا عدا عن النقص العالمي بالحاويات وانتظار السفن لفترات طويلة نسبيًا في موانئ البلاد قد تمتد لأسابيع حتى تفريغها، بسبب مشاكل تواجهها الموانئ، فضلًا عن عوامل أخرى.
 
توقعات باستمرار ارتفاع أسعار القهوة
يتوقع الخبراء وبناء على عدة معطيات متوفرة استمرار ارتفاع أسعار القهوة حول العالم، الأمر الذي قد يؤثر على أسعارها في بلادنا أيضًا في المستقبل القريب، لتلحق بركب الغلاء، كسابقاتها من السلع الأخرى. ويشار في هذا السياق، إلا أن انخفاض سعر الدولار مقارنة بالشيكل، ساعد المستوردين والمصنعين على امتصاص الغلاء إلى حد ما وعدم رفع أسعار بعض السلع للمستهلك حتى الآن ومن ضمنها القهوة، لكن يبدو ان مسألة ارتفاع أسعار القهوة في البلاد هي مسألة وقت، ليس إلا، وقد يكون الارتفاع كبيرًا نسبيًا بحسب التقديرات الحالية،  فيما تبقى القهوة خاصة في البيوت العربية، رمزًا للضيافة ومنتجًا يوميًا لا غنى عنه.