logo

لبيد : ‘ الشراكة بين اسرائيل وألمانيا تحمل في طياتها معاني اقتصادية وأمنية ‘

موقع بانيت وصحيفة بانوراما
12-09-2022 12:14:39 اخر تحديث: 18-10-2022 08:20:41

قال رئيس الوزراء يائير لبيد ، خلال المؤتمر الصحفي المشترك الذي عقده مع المستشار الألماني أولاف شولتز في برلين : " "يا صديقي المستشار شولتز وأيها الحضور الكرام,

إنني نجل طومي لابيد, ناج من المحرقة من غيتو بودبشت, وحفيد بيلا ليمبل الذي قتل في معسكر الإبادة ماتهاوزن. واليوم أقف هنا على أرض ألمانيا كرئيس وزراء دولة اليهود.

في وقت لاحق من هذا اليوم سنسافر, أنا والمستشار, إلى فيلا فانزي, حيث التأم مؤتمر فانزي الشهير الذي خطط لارتكاب "الحل النهائي لمسألة اليهود" ففي أعقاب هذا المؤتمر تمت إقامة معسكرات الإبادة.

سنلتقي هناك ناجين من الححرقة وأحفادهم الذين قدموا خصوصا من إسرايل. بالنسبة لهم هذه هي لحظة انتصار عظيم. إنهم نجوا وأقاموا دولة مستقلة وقوية وها هم يعودون إلى هناك أحرارا ورؤوسهم مرفوعة.

يبدو, يا سعادة المستشار, أن هذا هو لقاء معقد بالنسبة لك وأثمن كثيرا شجاعتك الأخلاقية واستعدادك للمشاركة فيه.

العلاقات العميقة بين بلدينا تثمل دليلا على أن الإنسانية تقف دائما أمام خيار. الصداقة تستطيع أن تبدل الشر. ويمكن تبديل القتل بالكرامة الإنسانية وبالقدرة على إقامة التعاون.

أعلم, أيها سعادة المستشار, أنك ملتزم تماما بالخيار الصحيح. ومجرد أمس وقع بلدانا على اتفاق تفاهمات مهم بشأن تبادل البعثات الشبابية وهذه الزيارة تهدف إلى وضع اللمسات الأخيرة على اتفاقية تعاون استراتيجي بين البلدين بدأ بالحوار الاستراتيجي الذي أجري بين فريقينا في القدس .

هذه الشراكة تحمل في طياتها معاني اقتصادية وأمنية وهي تشكل تعبيرا عمليا عن الالتزام الألماني بأمن إسرائيل بصفتها دولة يهودية وديمقراطية كما عبرت عنه حين قمت بتشكيل حكومتك.

إسرائيل من جانبها ستكون جزءا من تشكيل القوة الدفاعية الألمانية الجديدة, خاصة في مجال الدفاع الجوي.

سيكون بالتأكيد أولئك الذين سيقولون إن شراكة عسكرية بين ألمانيا وإسرائيل هي بمثابة سخرية تاريخية. أعتبر ذلك دليلا على أننا استخلصنا الدروس من الماضي: الأقوال لا توقف الشر. يجب على الدول الديمقراطية الليبرالية أن تكون مستعدة وقادرة على الدفاع عن نفسها. يجب أحيانا الدفاع عن الحرية من خلال استخدام القوة.

الشراكة فيما بيننا تلزمنا أيضا بالعمل ضد التهديد المتزايد والمتمثل بتحول إيران إلى دولة نووية. ألمانيا هي إحدى دول ال-E3, وهذا هو جزء من المسؤولية التي أخذت على عاتقها.

عرضت أمام المستشار معلومات استخباراتية حساسة تتعلق بهذا الموضوع. مثلما هو الأمر دائما في علاقاتنا القريبة مع ألمانيا, حظينا بآذان صاغية وبتعاون كامل.

رحبت بإعلان ألمانيا وفرنسا وبريطانيا بشأن الاتفاق النووي. آن الأوان للمضي قدما بعيدا عن المفاوضات الفاشلة مع إيران. هي لن تحقق هدفنا المشترك وهو منع إيران من الحصول على سلاح نووي.

بحثنا الضرورة لبلورة استراتيجية جديدة لوقف البرنامج النووي الإيراني. إيران نووية ستزعزع الشرق الأوسط وستخلق سباق تسلح نووي سيعرض سلامة العالم أجمع للخطر.

العودة إلى الاتفاق النووي, في الظروف الحالية, ستكون بمثابة خطأ فادح. رفع العقوبات وضخ مئات المليارات من الدولارات إلى إيران سيخلق موجات إرهابية ليس فقط في الشرق الأوسط وإنما أيضا في كل أنحاء أوروبا.

هناك طريق آخر وأفضل للمضي قدما فيه بالنسبة للشرق الأوسط. هذا هو طريق إتفاقيات إبراهيم وقمة النقب. هذا الطريق مبني على رؤية مشتركة للمنطقة, لا تتعلق بالحرب والتطرف والإرهاب بل بالسلام والتسامح والتعاون. يدنا ممدودة للسلام مع كل جيراننا وستكون دائما هكذا.

أيها المستشار شولتز, شكرا على حفاوة الاستقبال هنا في برلين. بينما نذكر ماضينا, أتطلع إلى المضي قدما ومواصلة ملاحقة الرؤية المشتركة لنا حيال المستقبل".