logo

الازمة في المُشتركة | بروفيسور غانم : ‘ نحن امام مشهد سياسي غير معقول من حيث عدم الالتزام بمصالح الناس ‘

موقع بانيت وصحيفة بانوراما
29-08-2022 16:06:30 اخر تحديث: 18-10-2022 08:17:26

في ظل الجمود في المشهد السياسي داخل القائمة المشتركة، والمتمثل بانتظار قرار التجمع الوطني الديمقراطي، حول طريقة خوضه للانتخابات بتحالف بديل عن المشتركة،

أو البقاء مع الشركاء: الجبهة الديمقراطية للسلام والمساواة والحركة العربية للتغيير، يبدو أن هذه الأزمة لا تبشر بخير للمشتركة . فقد أشار استطلاع للرأي نشرته قناة مكان ، اجراه معهد ستاتنت بإدارة يوسف مقلدة الى انه لو جرت الانتخابات هذه الأيام، فان نسبة المشاركة في المجتمع العربي ستكون 39% وهي النسبة الأكثر تدنيا التي يتم تسجيلها في صفوف المواطنين العرب .
ووفقا للاستطلاع، فان القائمة المشتركة بمركباتها الثلاثة تحصل على خمسة مقاعد، فيما تحصل الموحدة على 4 مقاعد، بينما يحصل حزب الليكود على مقعد ونصف المقعد من أصوات المواطنين العرب .

وفي حال قرر التجمع الوطني الديمقراطي خوض الانتخابات خارج المشتركة،  فانه لن يجتاز نسبة الحسم وفقا للاستطلاع، بينما تتراجع المشتركة الى 4 مقاعد، وتكون هي والموحدة على مقربة من نسبة الحسم اذ تحصل الموحدّة على 4 مقاعد أيضا .
 
" المجتمع العربي سيقوم بمعاقبة الأحزاب في حال تفككت المشتركة"
وللحديث حول المشهد السياسي العربي ، يقول البروفيسور اسعد غانم ، المحاضر في العلوم السياسة ، ردا على سؤال لقناة هلا  حول ما اذا كان يريد المجتمع العربي وحدة الأحزاب العربية: " انا كنت من المؤيدين للوحدة العربية قبل القائمة المشتركة عام 2015 لحاجتنا الماسة اليها لأنها ستكون ذراعا إضافيا للجنة المتابعة وتعمل في الحقل البرلماني على تنظيم الجماهير العربية، وهذا أدى الى صعود نسبة التصويت عند العرب وحصول المشتركة على 15 عضو كنيست. ولكن للأسف ما حصل في السنوات الأخيرة حينما تفككت المشتركة وتمت إقامة قائمتين عربيتين بالإضافة الى الخلافات الجدية الموجودة في المشتركة، جعلت الجمهور يشاهد الأحزاب تتنافس على المقاعد ووحدات التمويل ولا تختلف على البرامج السياسية وتنظيم الجماهير العربية في الشارع. لذلك، بإعتقادي اذا تم تفكيك المشتركة نهائياً، فإن المجتمع العربي سيقوم بمعاقبة الأحزاب، وستكون هناك خطورة جدية ان لا تتجاوز نسبة الحسم. الجدير ذكره كذلك، ان التجمع لا يستطيع ان يخوض الانتخابات بشكل منفصل لذلك يقوم باجراء اتصالات من اجل تحسين قدرته على المناورة امام المشتركة، وايضاً لا يستطيع دكتور احمد الطيبي خوض الانتخابات حتى لو كان هناك شراكة بينه وبين التجمع وهذا سيهدد تمثيل الجبهة. لذلك، نحن امام مشهد سياسي غير معقول من حيث عدم الالتزام بمصالح الناس".


" الخلافات الموجودة في المشتركة هي ليست خلافات سياسية"
وتابع بروفيسور  اسعد غانم قائلاً لقناة هلا: "الخلافات الموجودة في المشتركة هي ليست خلافات سياسية، بل الخلاف الأساسي هو على المقاعد مع الحفاظ على الاستقلالية النسبية لكل حزب داخل القائمة المشتركة. واعتقد ان هذه الخلافات ستستمر حتى ليلة تقديم القائمة، ومركبات المشتركة لن تحصل على تمثيل اذا تفككت".

"المواطنون العرب يريدون قائمة موحدة حتى لو كانت توقعاتهم تجاهها متدنية"
وحول نسبة التصويت المتدنية المتوقعة في المجتمع العربي، قال بروفيسور غانم: "التفسير لعزوف الناس عن التصويت يتعلق بثلاثة أمور رئيسية ، أولها هو تفكيك القائمة المشتركة لأن المواطنين العرب يريدون قائمة موحدة حتى لو كانت توقعاتهم تجاهها متدنية. العامل الثاني هو عدم القدرة على التأثير فالحكومة السابقة اكدت ان هناك بدائل ربما لحكومة اليمين المتطرف ولكنها لم تغير سياستها بالنسبة لكل القضايا المتعلقة بالقدس والنقب والاحتلال. اما العامل الثالث فهو الأداء الضعيف جداً لاعضاء القائمة المشتركة والموحدة على حد سواء، فالاحزاب السياسية لا تقوم باي عمل سياسي، والمشتركة برأيي قد فشلت بشكل تام. اما بالنسبة لمنصور عباس فبرأيي ان طريقه واضح تجاه الاندماج بالحكومات الإسرائيلية ولكن كانت قدرته على التغيير منعدمة".


"السبب الرئيسي للعنف ليس وجود السلاح وتقاعس الشرطة بل تفكك المجتمع"
وأشار بروفيسور اسعد غانم الى مدى حضور ملف الجريمة والعنف في ميزان المصوت المشارك بالتصويت، قائلاً: "الاستطلاعات تشير في السنوات الأخيرة بسبب تفاقم ظاهرة العنف ان الغالبية الساحقة من الجماهير العربية يعتقدون بان السؤال المركزي هو قضية محاربة العنف. بالنسبة لقضية التأثير على التصويت فإن هناك عاملين رئيسين وهما: شيوع حالة اليأس داخل المجتمع، وعدم قدرة الأحزاب صياغة رأي عام سياسي داخل الجماهير العربية . السبب الرئيسي للعنف ليس وجود السلاح وتقاعس الشرطة بل تفكك المجتمع. بالإضافة الى شيوع حالة اللامبالاة من إمكانية معالجة هذا الامر، فعلى الرغم من وجود برنامج لمحاربة العنف الا ان الجريمة في انتشار واسع بشكل يومي".


" صعود اليمين يشكل خطراً حقيقياً على وجود المواطنين العرب"
وحول مقطع الفيديو الذي قام ايتمار بن غفير بنشره مشيراً الى ترحيل أعضاء الكنيست العرب من البلاد، قال بروفيسور  غانم:" صعود اليمين يشكل خطراً حقيقياً على وجود المواطنين العرب، والاستمرار في نفس النهج وعدم تدارك الحاجة لتنظيم مجتمعنا وتهالك مجتمعنا، سيشكل كذلك خطراً كبيراً على المجتمع العربي. يجب ان تقوم القيادات بعمليات تنظيم لمجتمعنا وهي لا تقوم بدورها في هذا المجال. تخيلوا ان يصبح بن غفير وزير الداخلية ماذا سيفعل مع المواطنين البدو في النقب او في الطيبة وسخنين والعرب في المدن المختلطة ؟، سنكون امام خطر حقيقي، لذلك يجب ان تستنفذ كل الطاقات في مجتمعنا لعدم السماح بحدوث هذا الامر. في سنوات السبعينيات والثمانينيات  كنا مجتمعا منظما والقيادة الحكومة كانت تخشى المجتمع العربي وتحسب له الف حساب. لهذا يجب ان تقوم القيادة ببذل كافة الجهود لتغيير الوضع ومن لا يستطيع القيام بدوره فعليه بالتخلي عن مقعده وإتاحة الساحة لغيره".
واختتم حديثه قائلاً: "هناك جهود لايجاد  حلفاء في الشارع اليهودي من قبل الأحزاب العربية وهذا امر مهم، ولكن الامر الأساسي هو تنظيم مجتمعنا وقوانا وصوتنا، فعلى الرعم من إيجابية التواصل مع اليهود هذا الامر لن يأتي بتغيير جدي".
 

لمشاهدة المقابلة الكاملة عن قناة هلا - اضغطوا على الفيديو اعلاه .