الحزن يخيم على عائلاتهم والحسرة تنهش قلوبهم الموجوعة برحيل اغلى ما يملكون .
في الاسبوع الاخير لقي 19 شخصا مصرعهم في حوادث طرق مختلفة في البلاد، 7 منهم من المجتمع العربي....
كان اخرهم رامي صقر سليم ابو القيعان من قرية حورة في النقب والذي لقي مصرعه اثر انقلاب سيارته على شارع 80 في منطقة ‘جبل عمشا‘ جنوب الخليل، كما واصيب طفلاه بجروح متفاوتة...
امس السبت مساءً، اعلنت الطواقم الطبية في مستشفى هيلل يافة في الخضيرة ،وفاة الشاب منيب محمد أبو فنة من كفرقرع متأثرا باصابته بجراح خطيرة جراء حادث طرق وقع بين دراجتين ناريتين وسيارة على شارع 65 قرب مفرق كفرقرع قبل نحو ثلاثة أيام .
يشار الى أن الحادث كان قد وقع قبل 3 أيام ، ولقي فيه الشاب محمد حمارشة من كفرقرع مصرعه ايضا .
ومن الجدير ذكره أن عدد ضحايا حوادث الطرق في البلاد وصل منذ مطلع العام الجاري 2022 وحتى هذا اليوم 225 ، 74 منهم من ابناء المجتمع العربي في البلاد..
وللحديث أكثر حول هذه الحوادث المأساوية التي أودت بحياة عدد لا بأس به من أبناء المجتمع العربي ، استضافت قناة هلا في بث حي ومباشر من عكا، بروفيسور وفاء إلياس - رئيسة قسم هندسة البناء في كلية سامي شمعون للهندسة، والمحاضرة في معهد التخنيون..
حوادث الطرق مستمرة في حصد الأرواح، 74 قتلى عربيا بحوادث طرق منذ مطلع العام، 7 في غضون أسبوع ، كيف تعلقين على هذه الأرقام، خاصة وان كل ضحية يمثل قصة انسان لديه أحلام وعائلة وحياة، لكن برمشة عين ينتهي كل شيء وتبقى الحسرة في قلوب اهله وعائلته ؟
أبدأ حديثي بتقرير للمجلس الأوروبي للسلامة على الطرق الذي تحدث عن فشل واهمال الحكومة الإسرائيلية بمكافحة القتل وافة الموت على الشوارع . إسرائيل منذ سنة 2011 وحتى 2021 من أسوأ الدول في التغير في نسبة القتلى بحوادث الطرق لأسباب كثيرة وعديدة .
كما أن الازدياد في عدد السيارات لا يتناسب مع البنية التحتية الموجودة اليوم .
حوادث دهس كثيرة نشهدها ، ضحاياها غالبا أطفال، ما مدى أهمية تربية الأبناء على قطع الشارع من ممر المشاة، وإلى مدى يُحترم مبدأ إعطاء حق الأولوية على ممر المشاة للمشاة انفسهم في مجتمعنا العربي ؟
للأسف الشديد في مجتمعنا العربي لا توجد تربية أو ثقافة في كيفية التصرف على الشارع ، لذا لا يمكن أن ألوم الطفل . يجب توعية الأطفال يوميا وعدم ترك الأطفال يتسولون ويلعبون في الشارع ، علما أنه للأسف لا يوجد مكان للأطفال حتى يلعبون سوى الشارع . ولكن واجب الأهل هنا هو التوعية ، يجب أن نتكل على أنفسنا .
كيف هي ثقافة السياقة في البلاد ، خاصة وقد شهدنا حوادث مرعبة في البلاد كان سببها السياقة بسرعة جنونية او السياقة بدون رخصة قيادة ؟
قلتها سابقا بالعامية ، وآسفة على قولها ولكن " التلم الأعوج من الثور الكبير " ، فهذه ظاهرة موجودة في المجتمع العربي ونحن نفتخر بها للأسف ، نعلم أولادنا السياقة دون رخصة وهو عمره 12 عاما . فاذا كنت أربي الأولاد من سن 15 عاما على عدم احترام القانون ، فماذا أتوقع من هذا الانسان عندما يكبر سوى عدم احترام القانون .
كيف تقيّمين برامج وفعاليات الحذر على الطرق داخل مجتمعنا العربي، هل هناك برامج كافية، وهل هناك ميزانيات لذلك ؟
هناك برامج وفعاليات للحذر على الطرق في المجتمع العربي ولكنها غير كافية ، لأنه اذا كنت أدرس الطالب ساعات محدودة في 12 سنة فهي لا تجدي . تعليم الحذر على الطرق يجب أن يكون دائما ويوميا ، يجب أن يكون جزءا من حياتنا . يجب أن نُجهز أولادنا بتثقيفهم وتعليمهم من جيل مبكر وليس عندما يصبحون في سن الـ 15 عاما .