تصوير كامي فارس- روما
بعد أن عُرض في بيت المرأة العالمي، هذا الفيلم الذي روجت له (Assopace Palestine) و (Ya Amar Group)، لإحياء التراث الثقافي الفلسطيني في إيطاليا.
افتتحت العرض سفيرة فلسطين في روما عبير عودة، مرحبةً بالمخرجة ومشيدة "بدورها في طرح قضايا شعبها عبر أفلامها العديدة"، وتطرقت إلى "أهمية الفيلم لجهة نقله الرواية الفلسطينية بجمال وتحدٍّ وإصرار على مقاومة الاحتلال".
وفي كلمته، أشاد الناشط في الجالية الفلسطينية في العاصمة الإيطالية روما د. عبد الحكيم نصيرات، بالمخرجة لافتاً إلى "أنها في الوقت نفسه ابنة بلده"، مشيداً بدور "والدها الأستاذ شاكر قاسم جبارة في قيادة النضال في أراضي 48".
بدورها، تطرقت نائب رئيس الاتحاد الأوروبي سابقاً مورجنتيني، في كلمتها إلى "قانون "منع لم الشمل" العنصري، الذي أقرته الكنيست منذ أيام عدة"، لافتة إلى "أن الفيلم يعرض للمشاهدين إحدى قصص العائلات التي ستتضرر جراء هذا القانون".
حظي الفيلم بتقدير كبير، ليس لجماله السينمائي فحسب، الذي يسمح للمشاهد بدخول الواقع والشخصيات بفضل عفوية المشَاهد اليومية، لكن لموضوعيته (بالنظر إلى القانون الإسرائيلي الجديد بشأن لم شمل الأسرة).
رسالة الفيلم عن الأمل آسرة، حيث ترى الحب ينتصر على الفصل العنصري. يُظهر الفيلم أكثر ما يميز الشعب الفلسطيني، وهو صمودهم كشعب يظل متحداً رغم الانقسامات التي تفرضها الجدران والحواجز والقوانين، في أرض يقاوم فيها المرء وينتصر، في الحب والحياة.
"حصد الفلم جوائز كبرى"
حصل الفيلم على جوائز كبرى من بينها، جائزة أفضل فيلم وثائقي طويل، من مهرجان الرباط لحقوق الإنسان ومهرجان فلورنسا السينمائي.
كانت المخرجة الفلسطينية، التي تحمل الجنسية الإسرائيلية، ضيفة في العديد من المهرجانات الدولية، كما أثار فيلمها "عباس 36" اهتمامًا كبيرًا، فقد فاز بجائزة أفضل فيلم وثائقي في مهرجان برلين السينمائي الدولي، وحصل على جائزة في مهرجان "تورنتو" الدولي للمرأة.
قدرتها على تعزيز دور المرأة في المجتمع الفلسطيني لافتة للنظر، حيث يظهرهن قويات وحازمات، وأنصار مصيرهن. تعرض المخرجة في أفلامها الوثائقية بشكل فعّال الحياة الصعبة للفلسطينيين الذين يعيشون في الضفة الغربية والقدس الشرقية وغزة، وأيضًا حياة فلسطينيي 1948، الذين تسميهم إسرائيل "عرب إسرائيل"، الذين مع ذلك يحتفظون بهويتهم الفلسطينية متجذرة في الداخل. دولة إسرائيل على الرغم من تمييزها ضدهم على أنها غير يهود ومعاملتهم كمواطنين من الدرجة الثانية.
قصة الفلم
في "فستان العروس"، تستأنف مروة جبارة طيبي أبطالها وهم يرددون ويؤكدون أن الشعب الفلسطيني واحد، حتى لو كان مقسماً جغرافياً داخل فلسطين وخارجها، بخطوط مرسومة في الرمال، فضلاً عن القوانين التمييزية. إنهم يظلون متحدين كشعب ولا يسمحون لأي شيء بإضعاف أو تقويض كرامتهم وهويتهم الوطنية الراسخة.
تدور قصة الفيلم حول عروسين تتصارعان مع الاستعدادات لحفل زفافهما، اللحظات السعيدة والاحتفالية، والطقوس والتقاليد، مع حفلة وداع العزوبية ومساء الحناء، وتحضير العشاء بساعات طويلة وأيدٍ دؤوبة. تتشارك النساء ملء أوراق العنب ويطبخن معًا ويتحدثن عن الحياة الطبيعية لخطط حياة الزوجين في الحب، وعن التشوهات التي يعاني منها الفلسطينيون في ظل الاحتلال والفصل العنصري.
القاسم المشترك بين العروسين هو اختيار الفستان المستأجر نفسه من محل لبيع الملابس التقليدية في مركز التراث الفلسطيني لمها سقا، الشهيرة في مدينة بيت لحم. في الواقع، لا يحق لأي منهما الزواج بشكل سلمي خالٍ من العوائق الناجمة عن الاحتلال والانتهاكات المرتبطة به، بدلاً من الحرية الكاملة والحيوية. يحكي الفيلم كيف تتشابه قصص العروسين بسبب التأثير القاسي للاحتلال الإسرائيلي على حياتهما، مما يحرمهما من راحة البال في أهم خطوة في حياتهما
تتماشى مشاهدة الفيلم مع مشاعر الأزواج والعائلات، وهي نموذجية لحفل الزفاف. تترك مهدك ودفء عائلتك لتنضم إلى شخص آخر وتخلق واحدًا جديدًا. كما هو الحال دائمًا، تختلط النشوة مع الشعور بالحنين إلى الماضي عند مغادرة المنزل. لكن بالنسبة للفلسطينيين، يضاف إلى هذه المشاعر شعور أوسع بعدم اليقين وعدم الاستقرار بسبب أوضاعهم تحت التهديد المستمر باحتلال ظالم.
تجد العروس نفسها تحتفل بمفردها في حفلها، ويراقبها سلفها على شاشة الهاتف المحمول داخل سجن إسرائيلي. إنه ليس مجرما، لكنه سجين سياسي في أرض تستخدم الاعتقال الإداري لسحق النضال من أجل حقوق الإنسان. العروس الأخرى تختبر لحظة فرحها بقلق لأن زوجها المستقبلي قد لا يكون حاضراً في حفل زفافها! لا تسمح له إسرائيل في الواقع بالذهاب من الخليل إلى الناصرة، أي من الضفة الغربية المحتلة إلى المدينة الفلسطينية داخل إسرائيل.
"الرسالة الأخيرة هي انتصار الحب والشعور بوحدة الشعب"
هنا يكمن قلب الدراما: شعب منقسم بسبب قيام دولة إسرائيل، حيث الحب تعيقه القوانين التي لا تسمح للفلسطيني بالانتقال داخل وطنه. في النهاية، دخل العريس بشكل غير قانوني واجتاز الحاجز الإسرائيلي داخل صندوق السيارة مع صديقين. عائلته، مع ذلك، ليست هناك: كان يمكن أن تكون مخاطرة كبيرة بالنسبة لهم. وهكذا بالنسبة لهذين الزوجين المحبين، فإن الفصل العنصري يعني الزواج مرتين، أحدهما مع عائلتها بدون عائلته والآخر بالعكس. لحظة رمزية للوضع، تُروى بسخرية وذكاء.
الرسالة الأخيرة هي انتصار الحب والشعور بوحدة الشعب. شعب فريد من نوعه يواجه بابتسامته وتصميمه الفعال الجدران ونقاط التفتيش والقوانين العنصرية لتحقيق حلمه الفردي والجماعي.