logo

في رثاء الحاج عبد الرازق مصاروة: وداعا أيها المربي العزيز

بقلم: المربي محمد صادق جبارة
10-02-2022 11:56:05 اخر تحديث: 18-10-2022 08:31:20

بسم الله الرحمن الرحيم قال تعالى :" كُلُّ نَفْسٍ ذَآئِقَةُ الْمَوْتِ وَإِنَّمَا تُوَفَّوْنَ أُجُورَكُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ فَمَن زُحْزِحَ عَنِ النَّارِ وَأُدْخِلَ الْجَنَّةَ فَقَدْ فَازَ وَما الْحَيَاةُ الدُّنْيَا إِلاَّ مَتَاعُ الْغُرُور "


المرحوم الحاج عبد الرازق عبد المعطي مصاروة - صورة شخصية

صدق الله العظيم .

رحل عنا أول أمس المربي الحاج عبد الرازق عبد المعطي مصاروة ( أبو محمد ).
ليس هناك أشد إيلاما على النفس في أن تتلقى نبأ وفاة صديق عليك، خاصة اذا كنت قد عاشرت هذا الصديق وبقي وفياً صادقاً لهذه الصداقة .
الحاج أبو محمد كان أخا وصديقا لي، أحببت هذا الرجل لرجولته وعلمه وتواضعه وقربه من الله ورسوله، بصلاته وتقواه، اذ قضى عمره راكعاً وساجداً، محافظاً على صلواته الخمس.
كما كان ينتقل من بيت الى بيت مصلحاً بين أبناء بلدته، خاصة في عائلته إذ كان يعتبر وجيها لها، وهو من الرجال الاجتماعيين المصلحين فمنهم من طلب منه المساعدة ومنهم من طلب منه المشورة . كان المرحوم متواضعاً خلوقاً أحب الناس فأحبوه.

ولد الحاج أبو محمد في الطيبة عام 1947 م ونشأ وترعرع فيها. أنهى تعليمه الابتدائي والثانوي في مدارسها . التحق بدار المعلمين في حيفا وتخرج منها عام 1969م فعين معلماً في مدرسة وادي القصب قرب عرعرة لمدة ثلاث سنوات، ثم نقل بعدها إلى مدرسة باقة الغربية لمدة سنة، فقلنسوة لمدة سنة أخرى وفي سنة 1974 م انتقل إلى مدرسة الغزالي وفي سنة 1975م انتقل لمدرسة البخاري وعمل فيها حتى سنة 1991م .
ولما افتتحت المدرسة الإعدادية ( النجاح ) انتقل إليها وعمل فيها حتى سنة 2002م حيث قضى 27 سنة في مدارس الطيبة، ومجمل ما عمله في سلك التعليم كانت مدة 33 سنة وخرج للتقاعد المبكر سنة 2002 م.

لقد كان الفقيد نشيطاً سياسياً إذ كان عضواُ في حركة النهضة وممثلاً لها في مجلس الطيبة، كما كان له نشاط اجتماعي اذ كان عضواً في جمعية بيت الاباء وكان من النشيطين في عائلته وبلده .
كان الفقيد رحمه الله خدوما يساعد الكل، وأنا من الناس الذي استعان به بالمعلومات عن بلدتنا بالتراث وأسماء الأراضي وأصل العائلات، والأماكن الأثرية وغير ذلك كان قارئا مثقفاً.
قبل شهرين اتصلت به ليكون عضواً في لجنة تكريم المعلمين ( لمسة وفاء ) فرحب في ذلك وشارك في كل الجلسات ونحن في أول الطريق.
وداعاً أيها الصديق، عشت كريماً ورحلت كريما، فالأصدقاء وطن، إن غابوا عنا شعرنا بالغربة، ومهما أعطتنا الحياة أشياء جميلة إلا أنها يوماً ما ستحرمنا من أعز الأصدقاء، ولن نعود نراهم ثانية، لكن قضاء الله اكبر من كل شيء والحمد الله على كل حال.

وما علينا إلا ان نقول (اللهم أغفر له وأرحمه وعافه وأعفو عنه، وأكرم نزله، ووسع مدخله واغسله بالماء والثلج والبرد، ونقه من الخطايا كًما ينقى الثوبُ الأبيض من الدنَس وأبدله داراً خيراً من داره، وأهلا خير في أهله اللهم أنسه في وحدته وفي وحشته وفي غربته )


المربيّ محمّد صادق جبارة