فالأغلب ان تحصلا مجتمعتين على 12 مقعدا مجتمعة 4 لقائمة و8 للأخرى، أو خمسة مقابل سبعة.
ومن يتحدث عن الفارق الهائل الذي يُحدثه اتفاق فائض الأصوات فهو مخطئ، فأغلب الظن أن الفائض لا يحقق إلا مقعدا على اكثر تعديل، وأحيانا لا يحقق ذلك. وعندما تحصل القائمتين العربيتين على 12 مقعدا، يتبقى 108 مقاعد، وهنا يعني ذلك اقتراب المعسكرين الآخرين من 54 لكل منهما، وهو ما لا يصعب امكانية تشكيل حكومة لأحدهما، دون جزء من العرب.
ولكن الذهاب الى الانتخابات بمشتركة رباعية، يعني 17 مقعدا. أي أنه يتبقى 103 مقاعد للمعسكرين الاخرين، وهو ما يصعب تشكيل حكومة دون جزء كبير من الاحزاب العربية، ان كان بالدخول للإئتلاف أو ككتلة مانعة مثلا. وهنا لا يفوتني أن أنوه، أنه في هكذا حالة، فإن الأحزاب العربية إن تكامل دورها، فهي تكون أكثر قوة وتأثيرا حتى في المعارضة، والذهاب بأكثر من قائمة سيضعف التأثير العربي، حتى لمن رغب باختيار دعم الائتلاف.
قائمة عربية واحدة تعني أقل أعضاء كنيست من المتطرفين وأكثر قوة للعرب حتى لمن هم في المعارضة. فكيف يستوي أمر قائمة واحدة، بمشروع وبرنامج سياسي بالحد الأدنى، مع أكثر من قائمة؟ لا يستويان.
لا أدري كيف يلقى التنظير لقائمتين في ظل هذا الوضع المزري والصعب الذي نعاني منه في المجتمع العربي من جريمة وهدم وقتل وخاوة وعدم توسي0ع مسطحات البلدان العربية وتضييق في الحريات العامة، وتعجيز في التعليم وغيره، كيف يلقى قبولا لدى البعض. وعن أي معارضة هشة مركز ويسار ويمين في خلطة عجيبة وغريبة.
وهنا يحق لنا ان نتساءل جميعا، أيهما أكثر جدوى: الرهان على معارضة هشة لا تُغني ولا تسمن من جوع، أم الرهان على أبناء شعبنا ووحدتهم؟ وحدة مجتمع بأكمله خلف قائمة ستكون القوة الثانية في السياسة الاسرائيلية، يعني قوة في الإئتلاف او الكتلة المانعة أو المعارضة، على حد سواء. مجتمع متشرذم يعني ضعفا حتى لو كنا في الائتلاف.
ويبقى السؤال الأهم: هل إقامة القائمة المشتركة أصبح ضحية وقرارا يستغرق كل هذا الوقت؟ أخاف أن تذهب محاولات اجهاض واسقاط نتنياهو أدراج الرياح يا للأسف على تأخر إقامة المشتركة، ولكني أقولها بصوت عالٍٍِ وبكل وضوح، إن قرار إقامة المشتركة سيصدر من خيام البدو في النقب ومن صوت شبابهم وممن تهدمت بيوتهم، ومن سهول المثلث ومن جبال الجليل، ومن أشجار عيد الميلاد بالناصرة، ومن أسوار عكا، وشواطئ يافا، ومن معاناة السائقين، ومن التضييق على طلابنا المتعلمين، ومن صبر بلادنا وزيتونها وقيزانها وطيرانها.
عضو الكنيست د. سمير بن سعيد - تصوير: موقع بانيت وقناة هلا
