وقال ترامب مرارا إنه يريد إنهاء أكثر الصراعات دموية في أوروبا منذ الحرب العالمية الثانية لكن جهوده لم تفلح حتى الآن في إحلال السلام، بما في ذلك القمة التي عقدها مع بوتين في ألاسكا في أغسطس آب.
وأبدى مسؤولون أوكرانيون وأوروبيون مخاوفهم الأسبوع الماضي بعد تسريب مقترح سلام أمريكي مؤلف من 28 نقطة رأوا أنه يرضخ لمطالب موسكو الرئيسية فيما يتعلق بحلف شمال الأطلسي وسيطرة روسيا على خُمس الأراضي الأوكرانية وفرض قيود على الجيش الأوكراني.
وقدمت القوى الأوروبية بعد ذلك اقتراحا مقابلا لإحلال السلام، ثم قالت الولايات المتحدة وأوكرانيا إنهما وضعتا "إطار عمل محدثا ومنقحا للسلام" لإنهاء الحرب.
وأشار بوتين إلى أن المناقشات لا تدور حتى الآن حول مسودة اتفاق بل حول مجموعة من المقترحات التي قال الأسبوع الماضي إنها "يمكن أن تكون أساسا لاتفاقات في المستقبل".
وذكر المتحدث باسم الكرملين دميتري بيسكوف للصحفيين أن اجتماع ويتكوف مع بوتين سيكون في النصف الثاني من اليوم، لكنه رفض الخوض في الخطوط الحمراء التي وضعتها روسيا قائلا إن الدبلوماسية الصاخبة ليست مفيدة.
وقال مسؤول في البيت الأبيض إن كوشنر سيرافق ويتكوف في رحلته إلى روسيا. ودخلت طائرة بومباردييه جلوبال 7500 المجال الجوي الروسي اليوم الثلاثاء، وذكرت وكالة إنترفاكس الروسية للأنباء لاحقا أنها وصلت إلى موسكو. وأقلعت الطائرة من ميامي.
وقال بوتين مرارا إنه مستعد لإجراء محادثات لإحلال السلام لكنه حذر من أن القوات الروسية ستتقدم أكثر وتستولي على المزيد من الأراضي الأوكرانية إذا رفضت كييف التوصل إلى اتفاق.
وتظهر خرائط صادرة عن جهات موالية لأوكرانيا أن القوات الروسية تسيطر على أكثر من 19 بالمئة من مساحة أوكرانيا، أو 115600 كيلومتر مربع، بزيادة نقطة مئوية واحدة عن العامين الماضيين، وأنها تقدمت في عام 2025 بأسرع وتيرة منذ 2022.
وأشاد بوتين، في مقطع فيديو نشر عشية زيارة ويتكوف، بسيطرة روسيا على مدينة بوكروفسك في شرق أوكرانيا، حسب تقارير قادة عسكريين، واصفا ذلك بنصر كبير بعد حملة عسكرية مطولة.
وقال الجيش الأوكراني لرويترز إن قواته لا تزال تسيطر على الجزء الشمالي من المدينة، وإنها هاجمت القوات الروسية في جنوب بوكروفسك.
ويقول مسؤولون أمريكيون إن أكثر من 1.2 مليون شخص قتلوا أو أصيبوا في الحرب. ولم تفصح أوكرانيا أو روسيا عن خسائرهما. وخلف الصراع دمارا واسعا في البلدات والمدن الأوكرانية، وأجبر الكثيرين على النزوح من منازلهم.
وتشمل المطالب الروسية الرئيسية تعهدا بعدم انضمام أوكرانيا أبدا إلى حلف شمال الأطلسي، وفرض قيود على الجيش الأوكراني، وسيطرة روسيا على كامل منطقة دونباس، والاعتراف بالسيطرة الروسية على مناطق القرم ودونباس وزابوريجيا وخيرسون، إضافة إلى ضمان حماية الناطقين بالروسية وأتباع الكنيسة الأرثوذكسية الروسية في أوكرانيا.
وتقول أوكرانيا إن هذه المطالب تعد بمثابة استسلام، وستتركها في النهاية عرضة لغزو روسي جديد، إلا أن الولايات المتحدة اقترحت ضمانا أمنيا لكييف لمدة 10 سنوات.
الرئيس الروسي فلاديمير بوتين يرحب بستيف ويتكوف مبعوث الرئيس الأمريكي دونالد ترامب خلال اجتماع في موسكو يوم 6 أغسطس آب 2025 - ) (Photo by GAVRIIL GRIGOROV/POOL/AFP via Getty Images)
