logo

‘كافحت من اجل اولادها‘.. صرخة الأب المفجوع من عرعرة: ‘لم أرَ من عنان سوى عينيها المنتفختين.. كانت كلها ملفوفة‘

من معتصم مصاروة مراسل موقع بانيت وقناة هلا
29-11-2025 12:17:49 اخر تحديث: 29-11-2025 14:07:33

بصوتٍ مكسور لا يشبه سوى صوت أب فقد أغلى ما يملك، تحدّث والد المرحومة عنان جزماوي (عرعرة المثلث) لقناة هلا وموقع بانيت، وهو يحاول لملمة

ما تبقّى من قوّة: "الحمد لله رب العالمين… عنان ربّت أولادها أحسن تربية. كانت تناضل من أجل أن يعيشوا بكرامة. حصل خلاف بينها وبين زوجها، فانفصلا وتطلقا. هي من طلبت الانفصال… لأنه لم يكن يعمل.. والله، لا أعرف ماذا أقول، أنا عاجز عن الكلام."

اليوم أعلن عن وفاة الأم عنان جزماوي (46 عامًا) من سكان عرعرة المثلث، بعد صراع مرير على حياتها، متأثرة بحروق بالغة أصيبت بعد إلقاء زجاجة حارقة عليها بينما كانت داخل سيارتها في حريش. وقد نُقلت الضحية إلى المستشفى بحالة حرجة، وخضعت لعلاج مكثّف طوال الأسابيع الماضية، لكن كل المحاولات لإنقاذ حياتها باءت بالفشل.

كان الأب يحاول أن يمسك نفسه، لكن كلماته كانت تنكسر بين كل جملة وأخرى. ويتابع بصوت خافت يشبه البكاء المكتوم: "كانت تعمل في سوبرماركت في حريش… كانت تعمل بعرق جبينها. لكنه لاحقها هناك.. وأحرقها. كنت خارج البلاد عندما وصلني الخبر. قلبي وقع. عدت فورًا، ركضت إلى المستشفى، وحين رأيتها.. كانت ملفوفة كلّها، لا يظهر منها شيء سوى عينيها. حتى عيناها كانتا منتفختين وكبيرتين… لم أتحمل الصدمة."

عنان كما يعرفها والدها : "أم مكافحة" 
ثم استجمع بعضًا من أنفاسه ليصف ابنته كما يعرفها هو: "عنان كانت مكافحة… تشتغل وتتعب حتى توفّر حياة محترمة لأولادها الثلاثة - بنتان وولد. لم تشتكِ يومًا. ونحن كعائلة… لم نقصّر معها. كنا سندها."

أطفال يواجهون الحقيقة وحدهم
ويضيف بمرارة حول رد فعل أولادها: "ابنتها الكبيرة انهارت… صدمة لا تحتمل. أما الصغيران، لا أعرف إن كانا يفهمان ما حدث… أو كم من الوقت سيحتاجان ليستوعبا أن أمّهما لن تعود."

الذكرى الأخيرة… وتنكة الزيت التي تحوّلت إلى وجع
يتوقف قليلًا، قبل ان يرد على سؤال آخر لقناة هلا وموقع بانيت، ثم يقول: "لا أذكر آخر مكالمة بيننا… أنا أكثر وقتي خارج البلاد. لكن قبل الحادث بأسبوع… اشتريت لها تنكة زيت وأعطيتها إياها. لم أكن أعرف… أنها ستكون آخر مرة ألمح فيها ابتسامتها."

ثلاثة أطفال يقفون وجهاً لوجه أمام الفاجعة: سالي ويوسف ورزن
الصدمة الأكبر أن أبناء عنان الثلاثة – سالي (15 عامًا)، يوسف (14 عامًا)، ورزن (8 أعوام) – وجدوا أنفسهم شهودًا على المصيبة التي خطفت أمّهم منهم. لم يكن أحد منهم مستعدًا لمواجهة هذا القدر من الألم. هؤلاء الصغار، الذين اعتادت أمّهم أن تحميهم بقلبها، يقفون اليوم أمام حقيقة موجعة أكبر من سنواتهم، يحاولون فهم ما لا يُفهم… وكيف يمكن للعالم أن يستمر من دون أمّهم.

المرحومة عنان جزماوي 

بكر جزماوي والد المرحومة عنان جزماوي