وطلب من والده الطبيب أشرف صفية أن يخرج قليلًا مساء أمس، ليتنفس الهواء ويمشي في الحارة. خرج من البيت مطمئنًا… ولم يعد.
وقالت شام صفية، شقيقة المرحوم نبيل صفية لموقع بانيت وقناة هلا: "أنا كنت ببرنامج تعليمي وعدت الى البيت الساعة الثامنة والنصف، وامي كانت تعد البيتسا، لان نبيل كان على باله أنا يأكل البيتسا. منت أصلي حينها قالت ليّ امي ان شيئا ما حدث مع نبيل. نبيل كان يتوسل لامي ليخرج، وصار اللي صار. في آخر ركعة من الصلاة علمت ان نبيل قُتل".
وأضافت شام صفية: "أنا ونبيل بيننا عامين ويومين، هو روحي، أنا واياه مع بعض دوما، كان ضحوكا وكان يخفف عليّ ويساعدني، كنا نخرج دوما، وكان يحب ان يصبح طبيبا، لكنهم أخذوه منا. نبيل طالب مجتهد وخلوق، كان محبا لدروسه ولزملائه وللمدرسة. كان هذا الرجل الذي اردت ان يكون الى جانبي.. ضحكته لا تفارقني".
"ابني كان في المكان الخطأ وفي الوقت الخطأ"
د. أشرف صفية، والد المرحوم نبيل صفية قال هو الاخر لموقع بانيت وقناة هلا، إنه اتصل بابنه قبل دقائق معدودة من وقوع الجريمة؛ اتصل به وسأله: "وينك نبيل؟" فردّ عليه نبيل بصوته الهادئ: "بابا، أنا مروّح هسّه". كانت تلك الجملة آخر ما سمعه منه. بعد وقت قصير، وصل الخبر الذي كسَر العائلة: نبيل لم يعد كما وعد… بل عاد جثة. عاد صامتًا، بعدما كان صوته يملأ البيت بالحياة.
يستذكر الأب اللحظة وهو يحبس دمعه: "ابني خرج يتمشّى في الحارة… ورجع إلنا قتيل.. نبيل كان يتحضر لامتحان بيولوجيا، طوال النهار، وطلب من والدته الخروج للمشي قليلا في الحارة، واتصل بيّ وقال لي "بابا انا نازل أمشي ". بعد ان نزلت من العيادة اتصلت به، فقال لي انه عائد الى البيت، ومن ثم وبشكل فجائي اتصل أبناء صف ابني نيشان، وهم طلاب في الصف السادس وقالوا لابني نيشان "نبيل مات"، نيشان قال ل "بابا نبيل مات".. نزلت فرأيت سيارات الإسعاف، وعلمت انهم نقلوه الى المستشفى، وانا على الفور توجهت الى المستشفى وبعد ساعة من وجودنا هناك تلقينا الفاجعة ".
وأضاف الأب الثاكل قائلا لموقع بانيت وقناة هلا : "للأسف ابني كان في المكان الخطأ وفي الوقت الخطأ، وهو طالب في الصف العاشر بمدرسة "يني" الثانوية. هو طفل.. شاب، ربيناه بدموع العيون، كان حلمه ان يكون طبيبا مثلي، كان خلوقا ومجتهدا، كل الوسط العربي يقول ان الاهل عليهم التربية، لكن اذا وصل ابني لهذا الحال، فان الامر تجاوز قضية التربية. مجتمعنا صار عنيفا، ونحن في طريقنا الى الهاوية".
وحول التحقيقات بملابسات مقتل ابنه، قال د. أشرف صفية: " انا لا علم لدي بما وصلت اليه التحقيقات، لكن ما تم ابلاغي به ان ابني راح عن طريق الخطأ. الولد كان في المكان الخطأ والوقت الخطأ، هو شاب في أول طلعته كل ذنبه انه أراد المشي في الحارة. حسبي الله ونعم الوكيل. منذ زمن لم يعد هنالك أمان، ولا أحد كان يتوقع ان يذهب نبيل من بين أيدينا مثل شربة الماء".
شام صفية - تصوير: موقع بانيت وقناة هلا
المرحوم نبيل صفية - صورة شخصية
