وجاءت عملية الاغتيال المستهدفة التي نفذتها إسرائيل، وهي نوع من العمليات التي أصبحت نادرة الحدوث منذ الاتفاق على وقف إطلاق النار العام الماضي، بعد يوم واحد من احتفال لبنان بعيد استقلاله وعمقت المخاوف من تجدد التصعيد الإسرائيلي.
وبينما كانت الجنازة الحاشدة تشق طريقها عبر أحياء الضاحية الجنوبية للعاصمة اللبنانية يوم الاثنين، تعالت الهتافات المناهضة لإسرائيل والولايات المتحدة. ويضغط كلا البلدين على لبنان للتحرك على نحو أسرع لنزع سلاح حزب الله، تماشيا مع اتفاق وقف إطلاق النار لعام 2024.
وهتف المشيعون "لن نترك سلاحنا، لن نترك أرضنا!". وشارك بالجنازة كبار المسؤولين السياسيين في حزب الله لكن لم يتضح بعد ما إذا كان أي من المسؤولين العسكريين قد حضروا.
إسرائيل تستهدف "الجيل الثاني" من حزب الله
كان الهدف من وقف إطلاق النار الذي تسنى التوصل إليه بوساطة أمريكية في نوفمبر تشرين الثاني 2024 هو إنهاء القتال الذي استمر عاما بين حزب الله والجيش الإسرائيلي، والذي اندلع بسبب إطلاق الجماعة صواريخ على مواقع إسرائيلية بعد يوم واحد من هجوم حركة المقاومة الإسلامية الفلسطينية (حماس) المتحالفة معها على إسرائيل في السابع من أكتوبر تشرين الأول 2023.
وقتلت إسرائيل خلال تلك الحرب زعيم حزب الله آنذاك حسن نصر الله وخليفته المتوقع والكثير من كبار القادة العسكريين في الحزب.
وقال الجيش الإسرائيلي ومصدر أمني لبناني إن الطبطبائي (57 عاما) تدرج في الرتب العسكرية سريعا ليشغل مناصب خلت بمقتل قادة في الجماعة. وبعد الهدنة، عُين في منصب أكبر مسؤول عسكري في الجماعة، وكان عضوا في مجلس الجهاد، وهو الهيئة المسؤولة عن العمليات العسكرية.
وقال مصدر أمني لبناني إن إسرائيل تستهدف الآن على ما يبدو "الجيل الثاني" للجماعة بعد أن قتلت معظم قيادييها المؤسسين. وقال دبلوماسي غربي معني بالشأن اللبناني "(وكأن) إسرائيل تقضي عليهم طبقة تلو الأخرى".
(Photo by Adri Salido/Getty Images)
