على منطقة غلاف غزة، يوم السابع من أكتوبر 2023، قام الجيش الإسرائيلي بتغيير تعليمات اطلاق النار، والتقييدات المتعلقة بمنع تعريض المدنيين للخطر ".
ووصفت الصحيفة في تقريرها " قرار الجيش الإسرائيلي بالدراماتيكي " ، وقالت " هذا القرار جعل الهجوم على غزة واحدا من أكثر الغارات الجوية كثافة في القتال والحروب بالعصر الحديث ".
وجاء في التحقيق الصحفي " انه عند الساعة 13:00 يوم السابع من اكتوبر، أصدرت قيادة الجيش الإسرائيلي تعليمات سمحت للضباط من المستوى العسكري المتوسط، بتنفيذ هجمات واسعة النطاق ضد الاف الأهداف في فطاع غزة، بما في ذلك نشطاء في حماس من درجة ثانوية والذين لم يتم استهدافهم في حملات عسكرية سابقة في القطاع ".
وقالت الصحيفة " انه سمح للضباط بناء على تغيير التعليمات بالمصادقة على تنفيذ هجمات قد تعرض حياة حتى 20 مدنيا للخطر، وهو عدد اعلى بكثير مما كانت تعليمات الجيش تنص عليه قبل الهجوم ".
وأشار التحقيق الصحفي الى انه "دخل الأمر حيز التنفيذ على الفور، ومنح الضباط الإسرائيليين من ذوي الرتب المتوسطة سلطة ضرب آلاف المسلحين والمواقع العسكرية التي لم تكن ذات أولوية في الحروب السابقة في غزة. وأصبح بإمكان الضباط الآن ليس فقط ملاحقة كبار قادة "حماس" ومستودعات الأسلحة وقاذفات الصواريخ التي كانت محور الحملات السابقة، بل أيضا المقاتلين ذوي الرتب الأدنى. وجاء في الأمر أنه في كل ضربة، كان للضباط سلطة المخاطرة بقتل ما يصل إلى 20 مدنيا".
"اطلاق ما يقرب من 30 ألف قذيفة على غزة في الأسابيع السبعة الأولى من الحرب"
ووجدت صحيفة التايمز في تحقيقها، ان "إسرائيل وسعت بشكل كبير مجموعة الأهداف العسكرية التي سعت إلى ضربها في غارات جوية استباقية، بينما زادت في الوقت نفسه عدد المدنيين الذين يمكن أن يعرضهم الضباط للخطر في كل هجوم. وأدى ذلك إلى قيام إسرائيل بإطلاق ما يقرب من 30 ألف قذيفة على غزة في الأسابيع السبعة الأولى من الحرب، وهو عدد أكبر مما كانت عليه في الأشهر الثمانية التالية مجتمعة. بالإضافة إلى ذلك، أزالت القيادة العسكرية الحد الأقصى للعدد التراكمي للمدنيين الذين يمكن أن تعرضهم غاراتهم للخطر كل يوم".
وأضاف التحقيق انه "منذ اليوم الأول للحرب، قلصت إسرائيل بشكل كبير استخدامها لما يسمى بالطرق على الأسطح، أو الطلقات التحذيرية التي تمنح المدنيين الوقت للفرار من هجوم وشيك. وعندما كان من الممكن استخدام ذخائر أصغر أو أكثر دقة لتحقيق نفس الهدف العسكري، فإنها تسببت في بعض الأحيان في أضرار أكبر بإسقاط "قنابل غبية"، فضلا عن قنابل زنة 2000 رطل".
الجيش الاسرائيلي : "واجهنا هجومًا غير مسبوق وعملنا على الالتزام بالقانون الدولي"
وفي التقرير الذي نُشر في "التايمز"، أُشير إلى أنهم تلقوا ردًا من الجيش الإسرائيلي مكوّنًا من 700 كلمة، ونقلوا أجزاء منه إلى جانب محادثات مع مسؤولين كبار لفهم السياسة المتبعة.
ووفقًا لما ورد، أكّد الجيش الإسرائيلي أن القواعد المتعلقة بالموافقة على الهجمات تغيّرت بالفعل بعد 7 أكتوبر، لكنه شدد على أن قواته "تستخدم بشكل منتظم وسائل وأساليب تتماشى مع القانون".
وأضاف المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي أن التغييرات في قواعد الهجمات جاءت في سياق "مواجهة غير مسبوقة يصعب مقارنتها بساحات قتال أخرى في العالم"، مشيرًا إلى الحجم الهائل للهجوم الذي شنته حماس، واستخدام المسلحين في غزة للمدنيين كدروع بشرية، بالإضافة إلى شبكة الأنفاق الواسعة التابعة للتنظيم.
وأوضح الجيش الإسرائيلي أيضًا أن هذه العوامل أثرت على اختيار الأهداف العسكرية، كما كان لها تأثير على القدرة على اتخاذ تدابير وقائية مختلفة قبل تنفيذ الهجمات.
تصوير: الجيش الاسرائيلي