في حركة البيع والشراء، مما يُثير قلق التجار وأصحاب المحال الذين يعتمدون عليه كمصدر رزق أساسي.
الركود الذي يُخيّم على السوق لم يأتِ من فراغ، إذ يشير التجار إلى ارتفاع تكاليف المعيشة والضغوط الاقتصادية كأحد الأسباب الرئيسية التي جعلت العديد من الأسر تعيد ترتيب أولوياتها. مراسلة موقع بانيت وقناة هلا دلال الصرايعة تجولت في أرجاء السوق وتحدثت مع أصحاب محال تجارية حول وضع السوق والتحديات التي يواجهونها في ظل الوضع الراهن.
"الإقبال على سوق رهط في هذه الأيام ضعيف جدًا"
يقول منير أبو كاشف في حديثه لمراسلة موقع بانيت وقناة هلا حول وضع السوق: "الإقبال على سوق رهط في هذه الأيام ضعيف جدًا. الآن بدأ فصل الشتاء، ومع الأمطار، ومع البرد لا يأتي الناس للتسوق كما في السابق والوضع مع الحرب "تعبان"، فقد اصبح الناس يقتصدون في مصاريفهم، حتى الزبائن الذين كانوا يشترون السلع الثمينة يبحثون الآن عن الأشياء الأرخص".
ومضى قائلاً: "الحرب تركت تأثيرا كبيرا علينا، فالزوار من خارج رهط أصبحوا شبه معدومين. بالنسبة للتحسن، عادةً ما يتحسن الوضع في الصيف، لكن في الشتاء يكون السوق دائمًا ضعيفًا. كما أنه في ظل الأوضاع الراهنة، ومع تأثير الحرب، العديد من العمال لم يتمكنوا من الذهاب إلى عملهم لفترة طويلة، واضطروا للاعتماد على التأمين الوطني، الذي أصبح مصدر الدخل الأساسي لأغلب السكان والذي أيضا انخفض في الآونة الأخيرة".
"قد تضطر بعض المحال إلى اغلاق ابوابها"
من جانبه، قال سليمان شتيوي أبو مديغم: "الوضع الاقتصادي صعب جدًا منذ بداية الحرب. الناس كانت تعاني اقتصاديًا حتى قبل الحرب، فما بالك الآن مع الظروف الحالية؟ بالإضافة إلى ذلك، الغلاء في أسعار الكهرباء والأرنونا زاد الأمور سوءًا، مما يجعل الوضع غير مطمئن على الإطلاق".
وأشار سليمان شتيوي الى "أن الإقبال على سوق رهط ضعيف للغاية، ومع اقتراب فصل الشتاء، هناك احتمالية أن تضطر بعض المحال إلى الإغلاق". وتابع قائلاً: "كصاحب محل لبيع الخضار والفواكه، ألاحظ الفرق الكبير بين الأسعار الآن وما كانت عليه قبل سنتين أو ثلاث سنوات. كانت الفواكه والخضروات أرخص بكثير، أما اليوم فأسعار الخيار والبندورة مرتفعة جدًا".
وأضاف: "العائلات الكبيرة، التي لديها عشرة أبناء ورب أسرة كان يستطيع شراء احتياجاته الأسبوعية بمبلغ 150-200 شيكل، تجد الآن أن 700-800 شيكل بالكاد تكفي. الفواكه والخضروات من الأساسيات، لكن في ظل الغلاء، يكتفي الناس بشراء الخيار والبطاطا وبعض الأشياء الأساسية فقط". واختتم قائلاً: "للأسف، لا يوجد أي دعم حقيقي يُذكر، والدعم الوحيد هو من الله سبحانه وتعالى".
"لا يوجد دعم"
من ناحيته، قال كريم أبو القيعان من بلدة حورة: "وضع السوق خلال الفترة الماضية كان صعبًا جدًا. الحرب والتدهور الاقتصادي تركا تبعات سلبية واضحة على السوق، بالإضافة إلى الضغوط النفسية التي يعاني منها الناس. الأوضاع النفسية المتردية تجعل الناس غير مرتاحين، فلا يخرجون كثيرًا ولا يشترون، بل يحاولون ادخار كل شيكل يمتلكونه. لهذا السبب، الحركة الشرائية في السوق ضعيفة جدًا".
وأوضح كريم أبو القيعان "أن عادات الناس الشرائية تغيرت بشكل كبير، أصبحوا يقتصدون أكثر ويخشون ما يحمله المستقبل. برأيي، مستقبل السوق يبدو غير مشرق في ظل الأوضاع الحالية والحرب. السوق يعاني من نقص كبير في العديد من الأمور ولا توجد أي مبادرات للتجديد أو الدعم، لا من البلدية ولا من المسؤولين عن السوق، ولا أحد يهتم بتطويره أو الاهتمام به".
تصوير بانيت