تصوير اللجنة الوطنية الفلسطينية للتربية والثقافة والعلوم
المنعقدة بالعاصمة العراقية بغداد.
وعقدت أعمال الدورة برعاية معالي أ.د نعيم العبودي وزير التعليم العالي والبحث العلمي بجمهورية العراق، وبحضور أمين عام الاتحاد، ورئيس الدورة السابقة ممثل جمهورية مصر العربية، وممثل اتحاد الجامعات العربية، وممثل عن جامعة الدول العربية، وأعضاء الاتحاد من ممثلي الدول العربية الأعضاء، وخبراء ومختصين بالبحث العلمي.
وخلال كلمته، أشار أ.د أبو زهري إلى " توالي المشاهد الدامية في غزة على أيدي الاحتلال الإسرائيلي عبر فصولٍ جديدة من الفتك والدمار، تشمل كافة قطاعات الحياة وميادينها دون استثناء، فهنالك كوارث يومية متلاحقة، وجرائم إبادة متتابعة بكل ما تحمله الكلمة من معنى، وقد أصيب قطاع التعليم كغيره من سائر قطاعات الحياة الغزية بالدمار المقصود والمتعمد، إذ فجعت فلسطين بالعديد من الأكاديميين والعلماء والباحثين الذين ارتقوا شهداء على ثرى غزة، التي كانت تشكل نخبة علمية ومعرفية خلاقة، والتي لها اسهاماتها العلمية والأكاديمية الكبيرة في كافة المحافل الدولية العلمية والمعرفية" .
وأشار أيضا إلى "ما تعيشه مؤسسات التعليم العالي، من ظروف استثنائية وصعبة أثرت بشكل عميق على بنيتها التحتية ودورها الأكاديمي، باستهداف وتدمير المنشآت التعليمية: تعرضت الجامعات والكليات للقصف والتدمير، المختبرات، والمكتبات، وغيرها من المرافق الحيوية التي تُعد أساسًا للعملية التعليمية، ومما أدى إلى تدمير أكثر من 70% من المدارس والجامعات في غزة. بلغت الخسائر في قطاع التعليم أكثر من 720 مليون دولار جراء تضرر هذه المؤسسات، وتعطيل العملية التعليمية: أُجبر أكثر من 800,000 طالب وطالبة على التوقف عن الدراسة منذ بداية الحرب في 7 أكتوبر 2023، مما حرمهم من حقهم في التعليم، واستهداف الكوادر التعليمية: استشهد وأصيب العديد من المعلمين والمحاضرين، مما أدى إلى نقص حاد في الكوادر التعليمية المؤهلة، وتدمير الأرشيف والوثائق: تم تدمير أرشيف وسجلات ووثائق الجامعات والمدارس، مما عرقل جهود إعادة بناء النظام التعليمي" .
ودعا أبو زهري، في كلمته أيضا، إلى "ضرورة استفادة طلبة فلسطين وخاصة في المحافظات الجنوبية- غزة، من المنصة التي أطلقها مجلس اتحاد مجالس البحث العلمي العربية، وذلك لتسهيل تسجيلهم في الخارج، أو عمل منصة خاصة لطلبة غزة، بهدف استرجاع أرشيف الجامعات والبحث العلمي فيها، مشيرا إلى أن السلوكيات الوحشية للاحتلال في حربه الأخيرة، أسفرت عن استشهاد 200 باحث وعالم فلسطيني، منهم من يحمل كرسي "اليونسكو" في تخصصات مختلفة، مما أدى إلى تدمير منهجي لكافة مدخلات العملية التعليمية والبحثية في الجامعات" .
وأضاف أبو زهري: "مما لا شك فيه أن تدمير الجامعات وقتل الأكاديميين والطلبة سيزيد من صعوبة استئناف الحياة الجامعية والأكاديمية بعد توقف الهجوم، إذ قد يحتاج الأمر إلى سنوات حتى تتمكن الجامعات من استئناف الدراسة في بيئة مدمرة بالكامل. وما هو جدير بالذكر أن شن الهجمات العسكرية ضد الأعيان المدنية، وبخاصة تلك التي تتمتع بحماية خاصة، كالأعيان الثقافية والتاريخية، لا يشكل فقط انتهاكاً جسيماً لقواعد القانون الدولي الإنساني وجريمة حرب وفقا لميثاق روما الأساسي للمحكمة الجنائية الدولية، بل يأتي أيضاً في إطار جريمة الإبادة الجماعية التي ترتكبها إسرائيل ضد سكان قطاع غزة، والتي تهدف من خلالها إلى تدمير الفلسطينيين بدنياً ومعنوياً " .