الممرضة دينا دعاس - تصوير مستشفى الكرمل
والعديد من الأطر المجتمعية. إضافة الى اشغال منصب منسقة تبرع بالأعضاء في غالبية مستشفيات البلاد، تعمل المنسقة على التواصل مع العائلات بعد ثبوت الموت الدماغي لمرضاهم ومصابيهم وتوفير المعلومات حول إمكانيات التبرع بالأعضاء وإنقاذ حياة الاخرين.
عن طبيعة عمل منسقات التبرع بالأعضاء في المستشفيات ودورهن في نشر ثقافة العطاء وتشجيع انقاذ حياة الانسان وايضا في رفع الوعي في المجتمع العربي لأهمية التبرع بالأعضاء، تحدثنا مع منسقة زراعة الأعضاء في مستشفى الكرمل الممرضة دينا دعاس.
بداية حدثنا عن دراستك وتخصصك ؟
أنا من قرية كابول وأنهيت دراستي في موضوع التمريض قبل عشر سنوات في كلية التمريض في مستشفى شيبا تل هشومير في مدينة تل ابيب وحصلت على لقب أول في التمريض من "الكلية الأكاديمية لإسرائيل" وأكملت دراستي للقب الثاني في موضوع إدارة الأنظمة الصحيّة في الكلية ذاتها.
بدأت مسيرتي المهنية في قسم الامراض الباطنية في مستشفى تل هشومير وبعد اربع سنوات إنتقلت الى مستشفى الكرمل في حيفا للعمل في قسم العلاج المُكثف. منذ بدء مسيرتي المهنية أجريت عددا من التخصصات في العلاج المكثف وفي ارشاد ومرافقة طلاب التمريض واليوم اعمل أيضا منسقة لزراعة الاعضاء في مستشفى الكرمل وبني تسيون.
حدثينا عن طبيعة عملك كمنسقة التبرع بالأعضاء في مستشفى الكرمل؟
في الحقيقة لا اعتبر تنسيق التبرع بالأعضاء عملا! انما رسالة مقدسة تحمل تحديات كبيرة من نوع آخر بالنسبة لي، على الصعيدين المهني والشخصي. خلال سنوات عملي الطويلة رأيت مرضى يفقدون حياتهم خلال الانتظار لزراعة أعضاء بعد أن نفذت كل طرق العلاج المطروحة أمام الطاقم الطبي. واليوم أقوم بالتواصل مع العائلات الثكلى ومرافقتها خلال لحظاتها الحرجة بعد ثبوت الموت الدماغي من أجل التبرع بأعضاء ذويهم وانقاذ حياة أشخاص اخرين. جزء اخر من عملي هو رفع الوعي في المجتمع العربي من خلال المحاضرات المجانية التي اوفرها للمدارس وبيوت المسنين وكل من يطلب المعلومات حول الموضوع. وبهذه المناسبة ادعو الأطر المختلفة في المجتمع العربي التوجه الى المركز الوطني لزراعة الأعضاء لطلب المحاضرات المجانية من أجل تعزيز قيم العطاء وتقديس حياة الانسان.
كيف تقيّمين مستوي الوعي حول التبرع بالأعضاء في المجتمع العربي؟
أستطيع أن أقول ان مستوى الوعي في ارتفاع مستمر، بسبب الفعاليات التي نقوم بها في المركز الوطني لزراعة الاعضاء والتي تهدف الى التواصل مع الجمهور في المجتمع العربي وكشف أهمية هذا الموضوع عبر وسائل الاعلام وصفحتنا على الفيسبوك والمحاضرات في الميدان والعمل المتواصل مع رجال الدين. لا شك أن قصص العائلات الشجاعة التي تنشر حول قرار التبرع بالأعضاء ورغبتهم في تخليد ذكرى ذويهم، والتواصل مع العائلات التي تلقت الأعضاء لها تأثير كبير، خاصة وأن التبرع بالأعضاء يخص جميع شرائح المجتمع وينقذ حياة الجميع بغض النظر عن الانتماء الديني أو العرقي. الكلمات تعجز عن وصف قرار العائلات التي تقرر التبرع بالأعضاء ومنح الحياة للاخرين.
هل تعملون ايضا على تشجيع التبرع بكلية بين الاحياء ؟
بالطبع أحد الأمور التي تثير اهتمامي الشخصي كممرضة هي التبرع بكلية بين الاحياء، لان انقاذ الحياة في هذا الحالة بين أيدينا وغير متعلق بوصول كلية من متبرع ميت. اليوم وبفضل تطور الطب، نسبة نجاح العمليات مرتفعة جدا وهي آمنة بنسب مرتفعة. عادة ما يكون التبرع بين الاحياء بين الاقرباء ويتطلب ذلك ملائمة طبيّة. اليوم وبفضل البرنامج الوطني (للتقاطعات) يمكن التبرع بكلية حتى في غياب ملاءمة طبية. برنامج التبادل الوطني التابع لوزارة الصحة يتيح اجراء تبادل بين المتبرعين والمرضى المسجلين في البرنامج والعثور على كلية ملائمة طبيا. لا داعي ان يستمر احبائنا وأقربائنا في المعاناة لان إمكانيات انقاذ الحياة ووقف المعاناة بين أيدينا. طبعاً أنا احترم قرار العائلات التي يصعب عليها اتخاذ قرار التبرع بالأعضاء في أصعب الظروف التي ممكن أن يمر بها الإنسان، مع ذلك أدعوا الجميع للتفكير في هذا الموضوع ومناقشته خاصةً وأن الشرع والديانات تشجع الأمر وتعتبره صدقةً جاريةً وأن الإجراءات الطبية الصارمة في تحديد الموت الدماغي لا لبس فيها وتطور الجهاز الصحي في البلاد يوفر الحلول لإنقاذ حياة الانسان.