صور من جامعة دار الكلمة
بحضور المحامي الأستاذ أنطون سلمان رئيس بلدية بيت لحم، والسيد عيسى القسيس رئيس بلدية بيت جالا والسفير جهاد خير ممثل اللجنة الرئاسية العليا لمتابعة شؤون الكنائس في فلسطين، والمطران أفرام مطران السريان الكاثوليك والمطران منيب يونان مطران الكنيسة اللوثرية والقس البروفيسور متري الراهب مؤسس ورئيس جامعة دار الكلمة والأب الدكتور إياد طوال نائب الرئيس التنفيذي لجامعة بيت لحم وجوزيف حزبون المدير الإقليمي للبعثة البابوية في القدس وعدد كبير من رجال الدين والباحثين والمهتمين بالتاريخ والدراسات الدينية والأدلاء السياحيين.
وفي مستهل افتتاح المؤتمر رحب الأستاذ مجدي الشوملي منسق أعمال المؤتمر بالحضور، وأكد أنّ "فلسطين كانت تخضع طوال تاريخها لاحتلالات وغزوات لا تلبث أن تنتهي، بينما يستمر الشعب الفلسطيني في حياته على أرضه" .
وأضاف "الكنائس الأولى والأديرة والشوارع والفنون كلها تنطق بالروح الفلسطينية. القدس وبيت لحم وقيصرية وغزة وبيت جبرين وأسدود ونابلس هي مدن فلسطينية، ومنها انتشرت المسيحية إلى أوروبا وآسيا وأفريقيا" .
وألقى الأستاذ جوزيف حزبون المدير الإقليمي للبعثة البابوية في القدس كلمة راعي المؤتمر، حيث ذكر خلالها: "أنّ تاريخ فلسطين هو تاريخ"الكلّ الفلسطيني. بمعنى أنّ كلّ حقبة أو مرحلة من مراحل تاريخ فلسطين في الماضي والحاضر، يجب أن تكون مصدر اهتمام لكلّ مكوّنات الشعب الفلسطيني، لأنّها جزء من تاريخنا الجمعي وهي التي شكّلتنا وشكّلت هويتنا وجعلتنا ما نحن عليه اليوم. " وأضاف: "جهلنا بتاريخ فلسطين المسيحية، وتاريخ المسيحية في فلسطين أدى إلى نوع من الغربة بين الفلسطيني المسيحي والفلسطيني المسلم. وأوجد أيضاً نوعاً من الغربة بين المسيحي الفلسطيني ووطنه، أي أرض فلسطين، بصفتها أرض المسيح ومهد المسيحية"". وبالتالي فإنّه "من أجل الاستثمار في الهوية والانتماء والحس الوطني، نحتاج إلى إنتاج مادة أكاديمية وعلمية عن تاريخ فلسطين منذ القرون الأولى الميلادية لنشر التوعية حول تاريخ فلسطين الكامل".
كما ألقى القس البروفيسور متري الراهب مؤسس جامعة دار الكلمة ورئيسها كلمة رحب خلالها بالحضور، وذكر أنه "يأتي إطلاق هذا الكتاب من قبل منشورات جامعة دار الكلمة في وقت صعب وعصيب، والذي تتعرض فيه فلسطين إلى إبادة جماعية وتطهير عرقي وتوحش استعماري إحلالي سيقضي على الوجود المسيحي في قطاع غزة. وباندثار هذا الوجود هناك ستطوى الصفحة الأخيرة من وجود نوعي أنتج في القرون الأولى باكورة حركة الرهبنة الفلسطينية، وأهم مدارس الفلسفة الأفلاطونية الجديدة، وأهم مركز إشعاع مسيحي في جنوب فلسطين".
وأضاف: " يأتي هذا الكتاب جزءا لا يتجزأ من كتابة تاريخ فلسطين بأقلام فلسطينية، وجزءا من حراك لتدوين الرواية الفلسطينية بأقلام أبنائها لا الغرباء، وفي زمن يجري فيه تهويد التاريخ والجغرافيا من جهة، واختزال تاريخ فلسطين إلى القرون الخمسة عشر الأخيرة وكأن لا تاريخ قبل الإسلام، وفي زمن يجهل العديد من المسيحيين الفلسطينيين تاريخ آبائهم وأجدادهم وقديسيهم".
واختتم كلمتة قائلاً: أشكر جميع من ساهم في إنجاح الكتاب والمؤتمر، وإننا نهدي هذا المؤلف لذكرى الشهداء المسيحيين الأوائل الذين بنضالاتهم بدأت المسيحية في فلسطين ومنها انتشرت إلى العالم أجمع، علنا نستلهم منهم في هذه الأوقات بالذات صمود الإيمان وصبر الرجاء".
وقد ناقشت الجلسة الافتتاحية من المؤتمر موضوع " البدايات كانت في فلسطين"، وأدار الجلسة القس د. منذر اسحق، وتحدث خلالها الأب الدكتور عزيز حلاوة عن نشأة المسيحية في فلسطين منذ القرن الأول، فيما تحدث الأب الدكتور يعقوب رفيدي عن تاريخ "الحج المسيحي إلى فلسطين".
أما الجلسة الثانية من المؤتمر؛ فكانت بعنوان "معالم ثقافية وحضارية في فلسطين"، وأدار الجلسة الدكتور يوسف النتشة، وتحدث الدكتور جوني منصور فيها عن "نشأة الأديرة في فلسطين"، كما تحدث الدكتور الياس خميس عن "الفنون في الفترة البيزنطية"، أما الأستاذ الدكتور نظمي الجعبة فتحدث عن "تاريخ كنيسة المهد".
واختتم المؤتمر بجلسة ختامية ناقشت تقييم كتاب "فلسطين مهدُ المسيحية: أدارها الدكتور إيهاب بسيسو نائب رئيس جامعة دار الكلمة للاتصال والتعاون الثقافي، تحدث خلالها الأب الدكتور إياد طوال، والدكتور سليم تماري.
تميّز المؤتمر بمداخلات قصيرة ونقاشات عميقة، واختتم بإشهار كتاب "فلسطين مهدُ المسيحية وتوقيعه.
يذكر أن كتاب "فلسطين مهد المسيحية" يتناول مقدّمة في تاريخ نشأة المسيحيّة من القرن الأول إلى القرن السابع وصدر عن منشورات جامعة دار الكلمة، بدعم من البعثة البابوية في فلسطين، ويحتوي 300 صفحة من القطع الكبير.