وأفادت دائرة الأرصاد الجوية، أن كميات الأمطار التي هطلت منذ بداية الموسم وحتى الآن في البلاد أقل بكثير من المعدل السنوي المتوسط لهذه الفترة وتبلغ 50-70% في شمال البلاد وفقط 25-30% في وسط البلاد والساحل. وعلى الرغم من أننا نقترب من منتصف شهر ديسمبر، فإن درجات الحرارة مرتفعة وتصل في تل أبيب إلى 23 درجة، وفي حيفا 21 درجة، وفي بئر السبع 22 درجة، وفي القدس فقط 18 درجة.
الخبراء في مجال الطقس يشيرون إلى أن الأمل في الأمطار يبدو منقطعًا، ويعتقدون أن الجفاف سيستمر حتى نهاية الأسبوع الأخير من الشهر، وهو ما يثير تساؤلات حول ما إذا كانت هذه الأوضاع ستدوم لفترة أطول.
ويقول إبراهيم الكسيح، أستاذ الجغرافيا الطبيعية وعلم الفلك، في حديث أدلى به لموقع بانيت وقناة هلا حول الموضوع: "المطر الذي شهدناه في الفترة الماضية كان نتيجة منخفض قطبي قادم من الشمال، جلب معه كميات كبيرة من البرودة. هذا المنخفض التقى بكتل هوائية باردة أخرى، ما أدى إلى تشكّل جبهة ماطرة. أما في الوضع الحالي، فإن البرودة التي تسيطر على الأجواء منعت تقدم الكتل الهوائية القادمة من شمال إفريقيا، والتي عادة ما تحمل الأمطار. بالإضافة إلى ذلك، الكتل الهوائية القادمة من أوروبا تغطي مساحة كبيرة من القارة الأوروبية، مما حال دون تقدم الكتلة الهوائية الممطرة، وهذا أدى إلى غياب الأمطار. في الفترة القادمة، من المتوقع استمرار هذا الوضع، كما اننا نلاحظ امرا غير اعتيادي واقصد بذلك برودة شديدة مترافقة مع جفاف غير معتاد".
ومضى قائلاً: " كانت كل التوقعات الجوية تشير إلى كميات كبيرة من الأمطار خلال فصل الشتاء، وقد بدأت البداية بشكل جيد مع هطول كميات كبيرة من الأمطار التي لم نعتدها. ولكن بعد فترة، حدث انقطاع كبير، ويُعتقد أنه سيستمر لفترة طويلة. هذا قد يؤدي إلى تأخير فصل الشتاء الماطر إلى ما بعد شهر 12، ويرجع ذلك إلى وجود منخفض جوي قطبي يغطي مساحة كبيرة من أوروبا، مما أثر على منطقة البحر المتوسط وأدى إلى انقطاع طويل للأمطار".
وأضاف: "في العشرين يومًا القادمة، قد نشهد زخات مطر خفيفة، ولكن من غير المحتمل أن تتزايد كميات الأمطار. ومن المتوقع أن يكون شهر 12 جافًا في منطقتنا. وحسب الرصد الجوي، لم نشهد فترة انقطاع مطري مماثلة في آخر 500 سنة، هذه هي أكثر فترة جفاف شهدناها".
"تأثير كبير على بلادنا"
وأكد إبراهيم الكسيح على "أنه من المفروض أن يبدأ الجو بالبرودة مصحوبا بالأمطار في نهاية فصل الخريف، أي في شهري 11 و12، ولكن ما لاحظناه هو فترة جفاف شديدة. وهذا بالطبع سيكون له تأثير كبير على بلادنا، حيث تعتمد العديد من المناطق على الأمطار لتوفير مياه الشرب. وهناك مناطق أخرى تعتمد على الأمطار في الزراعة، وهو ما سيؤثر أيضًا على الإنتاج الزراعي. كما أن بحيرة طبريا ستتأثر بشكل كبير، إذ أن انخفاض كميات الأمطار سيؤدي إلى انخفاض مستوى المياه فيها. كما ستتأثر الزراعة، خاصة في المناطق الجنوبية، مما يعني أن موسم الزراعة سيكون غير جيد هذا العام. وبذلك، سيؤثر هذا الجفاف على السكان في الجنوب".