المحامي علي أحمد حيدر - صورة شخصية
وكان مرهون لمصالح عائلة واحدة وحزب واحد.
لقد إنطلقت الثورة السورية سلمية ودون استخدامها للقوة والعنف ولكنها جوبهت بقوة مفرطة وعنف غير مسبوق من قبل نظام حكم ضد شعبه الشيء الذي أدى إلى حروب داخلية وخسارات وأثمان كبيرة دفعها الشعب السوري ولكن ذلك لم يكسر إرادته ولم يحطم عزيمته ولم يدمر أحلامه بالحرية والتحرر والمساواة والعدالة والكرامة. والآن نشهد لحظة تاريخية، حيث يحرر الشعب السوري نفسه بنفسه.
إن من أهم المهام المنوطة بقادة العهد الجديد إعادة بناء سوريا الوطن وتوحيد أهلها ولحمة شعبها وعدم الإنغلاق والتمترس بالهويات المذهبية والطائفية والقبلية والحزبية وعدم الإنتقام بل المصالحة وإشراك جميع القوى الخيرة في بناء دولة ديموقراطية وطنية منتمية ومستقلة ومتحررة من أطماع وهيمنة الدول الأخرى مهما كانت.
من المهم حفظ العدل وكرامة وحرية وحقوق الناس وبناء وإصلاح المؤسسات.
كما يجب الحذر، وهذا ما لاحظناه في ثورات الربيع العربي من إعطاء متنفس حرية ضئيل ومحدود للشعب ومن ثم عودة قوى الدولة العميقة للسيطرة واختطاف الثورة أو تنفيذ إنقلاب أو ثورة مضادة. كما يجب الحذر من خطر الإحتراب الداخلي والإنزلاق للفوضى. وخصوصا أن هنالك العديد من المتربصين والكائدين.
كم مفرح أن ترى الأسرى السياسيين يتحررون من الأسر بعد سنوات وأن ترى النازحين يعودن إلى بيوتهم وأن يعود الشعب ليقرر مصيره. هنالك تحديات كثيرة أمام السوريين في المرحلة القادمة ولكن بلاد الشام غنية بمواردها البشرية والفكرية والطبيعية والحضارية.
نتمنى للشعب السوري أن يخلق نموذجاً جديدا ومشرفاً للعالم العربي.