logo

السوريون يستيقظون على فجر عهد جديد في تاريخ بلادهم .. رئيس الحكومة السورية: لا أعرف مكان بشار الأسد

موقع بانيت وصحيفة بانوراما
08-12-2024 07:16:18 اخر تحديث: 08-12-2024 07:40:59

أعلنت المعارضة السورية في بيان على شاشة التلفزيون الرسمي صباح اليوم الأحد أنها حررت دمشق وأسقطت حكم الرئيس بشار الأسد الذي امتد 24 عاما.

وبث التلفزيون الرسمي السوري، الأحد، إعلاناً ظهر فيه 9 أفراد تلوا ما قالوا إنه البيان رقم 1 من "غرفة عمليات فتح دمشق". 

وأعلنت "غرفة عمليات فتح دمشق" في البيان: "تحرير مدينة دمشق وإسقاط الطاغية بشار الأسد، وإطلاق سراح جميع المعتقلين المظلومين في سجون النظام". ودعت "غرفة عمليات فتح دمشق" الجميع إلى الحفاظ على جميع ممتلكات الدولة السورية الحرة. وقال ضابط سوري لرويترز، إن قيادة الجيش أبلغت الضباط بأن حكم الرئيس بشار الأسد انتهى. وقالت قوات المعارضة السورية إن دمشق "أصبحت الآن بدون الأسد". 

رئيس الحكومة السورية: لا أعرف مكان بشار الأسد

وقال رئيس الحكومة السورية في نظام بشار الأسد، محمد غازي الجلالي، إنه جرى التواصل مع فصائل المعارضة المسلحة عبر "غرفة عمليات الجنوب". وأضاف في تصريحات عبر الهاتف لـ"العربية"، أنه تم الاتفاق مبدئياً للحفاظ على عملية تقديم الخدمات، والمؤسسات العامة للدولة.

وحول مكان وجود بشار الأسد، قال إنه لا يملك معلومات بهذا الخصوص، وآخر تواصل كان مساء السبت، للنقاش حول "قضية خدمية"، نافياً معرفته بمصير أسرة الأسد، ووضعهم في القصور الرئاسية. وأوضح أنه كان يأمل دائماً في أن تكون هناك تسوية لكن الأحداث تسارعت، نافياً معرفته بحقيقة صدور أوامر لقوات الجيش السوري بالانسحاب من مواقعها، مشيراً إلى أن هذه القرارات المنوط بها هو وزير الدفاع.

وأكد أن "الهدف الحالي هو الحفاظ على مؤسسات الدولة"، مشيراً إلى أن اختياره عدم المغادرة، هو "قرار مبدئي"، وأنه حالياً موجود مع "الفيلق الخامس"، وجار التنسيق مع هيئة العمليات العسكرية.

وفي وقت سابق، قال ضابطان كبيران في الجيش السوري لرويترز إن الأسد غادر دمشق على متن طائرة إلى وجهة غير معلومة يوم الأحد، فيما أعلنت قوات المعارضة دخولها العاصمة دون وجود أي مؤشر على انتشار الجيش. وذكر شهود أن الآلاف من السوريين في سيارات وعلى الأقدام تجمعوا في ساحة رئيسية في دمشق وهتفوا للحرية.

قوات المعارضة : "نزف إلى الشعب السوري نبأ تحرير أسرانا وإعلان نهاية حقبة الظلم في سجن صيدنايا"

وقالت قوات المعارضة : "نزف إلى الشعب السوري نبأ تحرير أسرانا وفك قيودهم، وإعلان نهاية حقبة الظلم في سجن صيدنايا". وصيدنايا سجن عسكري كبير على مشارف دمشق حيث كانت الحكومة السورية تحتجز الآلاف.

وأشارت بيانات من موقع فلايت رادار، إن طائرة تابعة للخطوط الجوية السورية أقلعت من مطار دمشق في نفس الوقت الذي وردت فيه أنباء عن سيطرة مقاتلين على العاصمة. وكانت الطائرة قد حلقت في البداية باتجاه المنطقة الساحلية السورية وهي معقل للطائفة العلوية التي ينتمي إليها الأسد لكنها بعد ذلك غيرت مسارها فجأة وحلقت في الاتجاه المعاكس لبضع دقائق قبل أن تختفي عن الخريطة.

كما أعلن زعيم تيار المعارضة السوري الرئيسي في الخارج هادي البحرة يوم الأحد أن دمشق أصبحت الآن "بدون بشار الأسد". وبينما يحتفل السوريون، قال رئيس الوزراء محمد غازي الجلالي إنه مستعد لدعم استمرار تصريف شؤون الدولة وللتعاون مع أي قيادة يختارها الشعب السوري.

وقبل ساعات من وصولها إلى دمشق، أعلنت قوات المعارضة السورية سيطرتها الكاملة على مدينة حمص في وقت مبكر يوم الأحد بعد يوم واحد فحسب من القتال لتهدد بذلك حكم بشار الأسد الذي امتد 24 عاما. وقال اثنان من سكان دمشق يوم الأحد إنهما سمعا صوت إطلاق نار كثيف في وسط العاصمة، لكن لم يتضح مصدره حتى الآن.

وفي المناطق الريفية جنوب غربي العاصمة، استغل شبان من السكان المحليين ومقاتلو معارضة سابقون غياب السلطات وخرجوا إلى الشوارع في تحد لحكم الأسد.

اطلاق أعيرة نارية في الهواء احتفالا .. وتمزيق صور الرئيس بشار الاسد 

وخرج الآلاف من سكان حمص إلى الشوارع بعد انسحاب الجيش من المدينة، ورقصوا وهتفوا "رحل الأسد، حمص حرة" و"تحيا سوريا ويسقط بشار الأسد". وأطلق مقاتلو المعارضة أعيرة نارية في الهواء للاحتفال، ومزق شبان صورا للرئيس السوري الذي انهارت سيطرته على البلاد مع الانسحاب الصادم للجيش على مدى أسبوع. ومنح سقوط حمص مقاتلي المعارضة السيطرة على قلب سوريا الاستراتيجي ومفترق طرق رئيسي، مما أدى إلى فصل دمشق عن المنطقة الساحلية التي تعد معقل الطائفة العلوية التي ينتمي إليها الأسد حيث يوجد لحلفائه الروس قاعدة بحرية وأخرى جوية. وافادت وكالة رويترز، ان الاستيلاء على حمص هو أيضا رمز قوي لعودة قلبت الموازين لحركة المعارضة المسلحة في الصراع المستمر منذ 13 عاما. وشهدت مساحات شاسعة من حمص دمارا بسبب الحرب والحصار قبل سنوات.

زعيم هيئة تحرير الشام أبو محمد الجولاني : "لحظة تاريخية"

ووصف زعيم هيئة تحرير الشام أبو محمد الجولاني، وهو أبرز قيادي في المعارضة المسلحة، السيطرة على حمص بأنها لحظة تاريخية وحث المقاتلين على عدم التعرض بأذى لمن يلقون أسلحتهم. وحرر مقاتلو المعارضة آلاف المعتقلين من سجن المدينة. وغادرت قوات الأمن على عجل بعد حرق وثائق لها. وافادت رويترز، ان سكان العديد من أحياء دمشق خرجوا للاحتجاج على الأسد مساء يوم السبت. وفي إحدى الضواحي، تم إسقاط تمثال للرئيس الراحل حافظ الأسد وتحطيمه.

في غضون ذلك، اصدرت قطر والسعودية والأردن ومصر والعراق وإيران وتركيا وروسيا بيانا مشتركا جاء فيه أن الأزمة تشكل تطورا خطيرا مع الدعوة إلى حل سياسي. واستقطبت الحرب الأهلية السورية، التي اندلعت في عام 2011 بعد انتفاضة ضد حكم الأسد، قوى خارجية كبيرة ونزح بسببها ملايين اللاجئين إلى الدول المجاورة.

وبحسب رويترز "تحرير الشام، أقوى جماعات المعارضة، هي فرع تنظيم القاعدة السابق في سوريا وتصنفها الولايات المتحدة ودول أخرى منظمة إرهابية". حاول الجولاني طمأنة الأقليات بأنه لن يتدخل في شؤونهم والمجتمع الدولي بأنه يعارض هجمات المتشددين في الخارج.

وعندما سئل وزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف يوم السبت عما إذا كان يصدق الجولاني، أجاب "التجربة خير دليل". 

وقالت مصادر في الجيش السوري يوم الأحد إن جماعة حزب الله اللبنانية المدعومة من إيران انسحب من مدينة القصير على الحدود مع لبنان قبل أن تسيطر عليها قوات المعارضة. وذكرت المصادر أن ما لا يقل عن 150 مركبة مدرعة على متنها مئات من مقاتلي حزب الله غادرت المدينة، التي كانت لفترة طويلة نقطة على طريق نقل الأسلحة والمقاتلين من وإلى سوريا.

إسقاط تمثال حافظ الأسد في قلب دمشق

الى ذلك، تداول رواد مواقع التواصل الاجتماعي، فيديو ظهر فيه جمع من السوريين يسقطون تمثالاً لرئيس النظام الراحل حافظ الأسد في وسط دمشق، بعد ساعات من إعلان الفصائل المعارضة دخول العاصمة و"هروب" الرئيس بشار الأسد. وقام سوريون بإسقاط التمثال في ساحة عرنوس، قبل أن يقوموا بتحطيمه والدوس عليه وضربه بالعصي، وفق ما أظهر الفيديو المتداول. ويشار الى ان حافظ الأسد حكم سورية بقبضة حديد منذ العام 1971 حتى وفاته عام 2000 حين خلفه نجله بشار.

 (Photo by LOUAI BESHARA/AFP via Getty Images)