الذين يعتمدون على السياحة كمصدر رئيسي للدخل من البطالة وانعدام الموارد. وبالرغم من الأوضاع الصعبة الا أنّ مدير قسم السياحة في مجلس البقيعة المحلي غالب خير يعمل بكل جد ونشاط من أجل إعادة البقيعة الى مكانتها الطبيعية على الخارطة السياحية . وقال عن ذلك لمراسل موقع بانيت وصحيفة بانوراما : " نحن في قسم السياحة ومع دخول اتفاق وقف اطلاق النار الى حيّز التنفيذ، بدأنا العمل بكل الطرق والوسائل والامكانيات لانعاش السياحة في البلدة عن طريق استقطاب اكبر عدد من الزائرين للقرية للاستمتاع بالجو القروي والاماكن السياحية الرائعة في البلدة " .
" مطحنة البقيعة .. موقع سياحي جذاب "
وتابع غالب خير : " من الأماكن السياحية الجميلة التي عملنا مؤخرا على تنظيفها وترميمها المطحنة في البقيعة التي أقيمت في القرن الـ 19 واستمرت حتى سنة 1934 وشغلت المطحنة بواسطة قناة للمياه الجارية من عين البلد ".
وتعد المطحنة اليوم موقعا سياحيا جذابا حيث يعمل قسم السياح بمديره السيد غالب خير بشكل دائم على جذب السياح للقرية وتقوية المصالح التي تعتاش من السياحة ".
وأضاف غالب خير : " هذا الموقع المميز يعود تاريخه الى اكثر من قرن من الزمن ، حيث كان اهلنا يجلبون محصولهم من القمح ليقوموا بعملية الطحن ، عملت المطحنة من خلال تدفق ماء عين البلد الجارية بمنحدر ليتم تشغيل احجار الجاروشة المصنوعة من حجر البازلت الاسود الصلب، مشوار ماء عين البلد يبدأ من نبع العين ومن ثم تنحدر المياء العذبة الى العين لتنصب بقناة حتى موقع المطحنة ( بير المطاحن) ومن ثم تنزلق المياه بطريقها لتروي الزرع الموسمي بالحواكير لتصل لاحقاً الى عين طبريا بالغرب من القرية" .
مطحنة البقيعة في كتاب للمؤرخ شكري عراف
هذا وجاء عن مطحنة البقيعة في كتاب للمؤرخ شكري عراف : " يذكر المسنون خمس مطاحن عملت في البقيعة، خاصة أن مياه العين تنحدر 50م حتى مجرى وادي البقيعة قرب عين طيريا. كانت هذه المطاحن ملكاً عاماً للقرية، وباسم المخاتير الثلاثة: مختاران درزيان والثالث مسيحي، أما آخر المخاتير المسؤولين عن المطاحن فهم: عن الحارة الشرقية –سعيد محمود سويد، وعن الحارة الغربية–حسين عبد الله خير، وإيليا أيوب حداد عن المسيحيين. المسيحيين.
أما المطاحن فهي:
المطحنة العليا: كانت وقفاً للبلد، وقد عملت حتى بداية عشرينيات القرن العشرين دفع ضامنوها 12 نابليونية / 240 فرنكاً ذهباً سنوياً. ومع بداية الانتداب البريطاني قام بصيانتها 3 اشخاص مقابل اعفائهم من دفع الضريبة لكنها توقفت وتهدم جزء منها، وكان حسن يوسف مداح اخر براكيها.
المطحنة الوسطى: كانت اخر المطاحن التي عملت هناك بعد العام 1948، كان فراشها من الخشب والحديد، وهو محفوظ في متحف "البلاد / أرض إسرائيل " في تل أبيب، عملت ثماني سنوات بعد العليا، ولكن المطحنة الموتورية عملت بالكيروسين في القرية، وكانت قوتها 1.5-2 كيل / في الساعة، وهذا ما أنهى عملها لاحقا اذ منعت حكومة بريطانيا تشغيل المطحنة في موسم الشتاء، وسمح لأصحابها بتشغيلها من 15 نيسان وصاعدا، توقفت هذه المطحنة عن العمل في أوائل ثلاثينيات القرن العشرين.
الطاحونة السفلى بقيت منها قناة مهدومة انتهت ببئر قطر فتحته 48 سم. علو ساقطها 7-8 م. لم يبق من البناء شيء، وهي آخر الطواحين التي عملت في البقيعة. يقول المحليون إن طاحونتين أخريين عملتا في القرية، لكن لا أثر لهما " .
صور وصلتنا من قسم السياحة في مجلس البقيعة المحلي