وقالت مصادر في حركة حماس لصحيفة "الشرق"، إن وفد الحركة برئاسة عضو المكتب السياسي خليل الحية، وصل بعد ظهر السبت، إلى القاهرة "لإجراء مباحثات تتعلق بأفكار جديدة لوقف إطلاق النار في قطاع غزة وتبادل الأسرى والمحتجزين".
وأفادت صحيفة الشرق الاوسط، نقلا عن مصادر فلسطينية مطلعة، إنَّ حماس منفتحة أكثر من أي وقت مضى على اتفاق لوقف إطلاق النار. وأوضحت المصادر للصحيفة، أنَّ الحركة مستعدة لقبول "اتفاق متدرج على غرار الاتفاق في لبنان"، بحيث يشمل انسحاباً إسرائيلياً تدريجياً من غزة، وليس فورياً كما كانت تطالب الحركة من قبل. للاستزادة اكثر حول مجمل هذه الاحداث والقضايا، تحدثت قناة هلا مع الصحفي نظير مجلي من الناصرة .
* هل تعتقد أن المحادثات في القاهرة قد تفضي إلى اتفاق لوقف إطلاق النار، خاصة في ظل التصريحات التي نقلت عن مصادر فلسطينية مطلعة، والتي تفيد بأن حماس مستعدة لقبول اتفاق تدريجي على غرار الاتفاق في لبنان؟
ليست حماس هي المشكلة في هذا الموضوع في الوقت الحاضر. أحيانًا أخطأت حماس في حساباتها ولم توافق على المقترحات في الوقت المناسب، ولكن عندما وافقت حماس، كانت إسرائيل قد عرقلت هذه المفاوضات وابتدعت أسبابًا وحججًا مختلفة للتملص من هذه الصفقة. منذ شهر كانون الأول الماضي، أي منذ عام كامل، كانت هناك مشاريع لحل المشكلات التي تعترض طريق هذه الصفقة، وكانت دائمًا موجودة. وصلنا إلى مرحلة، وفي عدة مناسبات، تم اقتراح صفقة تبادل أسرى مكتملة، وكان نتنياهو يجد حججًا جديدة لإفشالها، مثل احتلال محور فلادلفيا، وقبلها احتلال رفح، ومن قبل ذلك قضايا مثل عدد الأسرى وغير ذلك، رغم أنهم كانوا قد اتفقوا.
حتى الخطة التي طرحها بايدن باسم نتنياهو، قال بايدن إنه توصل إلى اتفاق مع نتنياهو، واضطر إلى الوقوف أمام الجمهور ليعلن أنه طلب من نتنياهو أن يوافق على الاقتراح الذي قدمه له نتنياهو بنفسه، ما يعني أن نتنياهو قدم اقتراحًا ثم تراجع عنه. لذلك، توجد كل الأسباب لنجاح الصفقة، وهناك اتفاق يمكن توقيعه حتى هذه اللحظة، ولكن من يعطل الأمر هو نتنياهو. وهذا، بالمناسبة، هو رأي الجيش الإسرائيلي والموساد والشاباك وفريق المفاوضات الإسرائيلي وعائلات المحتجزين، جميعهم يُجمعون على أن نتنياهو هو المشكلة في هذا الموضوع. لذا، القضية تعتمد عليه، وليس على المفاوضات الجارية في القاهرة.
* نتنياهو عقد اجتماعًا (بالأمس) بشأن المختطفين في غزة، إلى أي مدى يبدو أنه مهتم بالوصول إلى اتفاق؟
هو يعقد اجتماعًا لعدة قضايا، من ضمنها قضية المختطفين وما سيطرح بخصوص هذه الصفقة. إذا تركنا الأمر لنتنياهو، فإنه سيذهب مع سموتريتش وبن غفير ضد هذه الصفقة، ليس لأنه لا يريد إطلاق سراح الأسرى، بل لأنه يضحي بهم من أجل مصلحة حكومته والحفاظ عليها. لكن الجديد في الموضوع هذه الأيام هو أن الرئيس المنتخب ترامب بعث برسالة لنتنياهو يطلب منه إنجاز هذه الصفقة قبل دخوله إلى البيت الأبيض. ترامب يريد أن يدخل البيت الأبيض وطاولته نظيفة من المخططات المرتبطة بالشرق الأوسط والحرب هناك، ويريد أن تكون أولوياته التفاهمات والخطة السياسية، وليس خطة لإنهاء الحرب. لهذا اليوم يلتقي ترامب مع بايدن للضغط على إسرائيل لكي تتجه في هذا الاتجاه. لا نعرف مدى جدية الأمور، ولكن نتنياهو يحسب حسابًا شديدًا لترامب ولا يتعامل معه باستهتار مثل بايدن، لأنه شخصية غير متوقعة ويمكن أن تكون ردة فعله حادة. إذا ذهب نتنياهو إلى الصفقة، فسيكون ذلك بسبب ضغوط ترامب".
* كيف تقرأ تصريحات وزير الامن السابق يعلون الذي قال ان إسرائيل تنفذ تطهيرا عرقيا بقطاع غزة؟
"فوجئت، فأنا أعرف أن موقفه تغير سياسيًا، ولكن ليس إلى هذا الحد. هذا أمر غريب على يعلون، ولا يثير الدهشة كيف يتعاملون معه بسبب هذه التصريحات. اليوم، يمسحون كل تاريخ يعلون. كما هو معروف، كان رئيسًا وقائدًا لوحدة "الكوماندو"التي نفذت عمليات مرعبة ضد الفلسطينيين، وكان رئيس أركان الجيش ووزير الدفاع، وهو الذي عندما كانت الانتفاضة الثانية في ذروتها، تم تسجيله وهو يقول لشارون: "يجب أن نقضي على ياسر عرفات". تاريخه مليء بالعمل العسكري الذي يسجل بالمفاهيم الإسرائيلية على أنه وطني. الآن، يمسحون له كل هذا التاريخ لأنه قال الحقيقة. هو يضع حقائق على الطريق، ولذلك الهجوم عليه غريب. فكل إنسان مستقيم في إسرائيل يجب أن يصل إلى نتيجة بأن هذه الحرب يجب أن تتوقف".
* صرح الوزير بن غفير إنه يعمل جاهدًا مع رئيس الحكومة لتعزيز الهجرة من غزة، وأنه بدأ يلمس انفتاحًا معينًا بهذا الشأن، كيف تقرأ هذا التصريح بالنظر إلى مجريات الأحداث على الأرض وفي الميدان في قطاع غزة؟
بالنسبة لبن غفير، فهو صادق في كلامه، فهو يكشف بالضبط ما هي المفاهيم التي تقف وراء الممارسات الإسرائيلية في قطاع غزة اليوم. الإجراءات على الأرض تدل على أن هناك محاولة لنهب الأرض من قطاع غزة، والمفهوم في هذا الموضوع هو مفهوم عسكري مبني على القناعة بأنه لكي تهزم العرب يجب أن تأخذ أرضهم. ولذلك، هناك من يريد أن يأخذ أرضًا ويقيم مستوطنات ويُرحل السكان. بن غفير وسموتريتش، وكذلك قسم من الليكود، يتحدثون عن ذلك بصراحة. وزارة الاستخبارات الإسرائيلية في أكتوبر 2023 نشرت مذكرة تحتوي على خطة تفصيلية على عدة مراحل لترحيل أهالي غزة إلى مصر، وفي ذلك الوقت، وقفت الولايات المتحدة وأوروبا ضد هذا التوجه، حيث حذرها العرب من مثل هذه السياسة".
Photo by MOIZ SALHI/Middle East Images/AFP via Getty Images)