ومع الاعلان عن وقف الاعمال القتالية شمالي البلاد وعودة الأوضاع إلى طبيعتها تدريجيا ، يجد الأطفال أنفسهم في مواجهة تحديات نفسية عديدة تتعلق بالتكيف مع الحياة بعد فترة من التوتر والقلق المستمر.
للحديث أكثر حول هذا الموضوع ، استضافت قناة هلا في بث حي ومباشر العاملة الاجتماعية ومرشدة الأهل ميسا منصور عساقلة من عسفيا..
وقالت ميسا منصور عساقلة في حديثها لقناة هلا : " أهم شيء يمكنه مساعدتنا في العودة الحياة الطبيعية بعد الحرب هو الروتين والنظام اليومي ، وقد قمت باطلاق صندوق مهمات للأطفال ليشجع الأطفال على بناء نظامهم اليومي ، فالنظم يعطي الأطفال الإحساس بالأمان فهم بطبيعتهم لحاجة الى نظام في حياتهم ليشعروا بالأمان وأن الأمور تحت السيطرة خاصة بعد فوضى الحرب ، حيث أن الدراسات تؤكد أن النظام لا يخفف من التوتر فقط وانما يعزز شعور الأطفال بالاستقرار النفسي ويساعدهم على التأقلم . ومهم جدا أن نقوم بهذه الخطوات مع الأطفال بشكل تدريجي حتى نعود الى حياتنا الطبيعية لأن كل خطوة صغيرة تساعد الأطفال على بناء الأمان الداخلي " .
وأضافت ميسا منصور عساقلة : " يظهر الأطفال عادة بعد الحروب والأزمات بعض التغييرات والعلامات المختلفة التي تشير الى اصابتهم بأزمات نفسية ، وهذه العلامات تختلف من طفل لاخر ، ولهذا مهم جدا للأهالي ان ينتبهوا اذا ظهرت تغيرات واضحة ومستمرة ، مثل السلوكيات أو العزلة أو العدوانية أو فقدان الشهية أو الافراط في الأكل أو التراجع في الدراسة ، ولهذا يجب علينا متابع هذه السلوكيات في حال استمرارها حيث قد تكون عرضية وتذهب بعد فترة وقد تستمر لوقت طويل مما يدل على إصابة الطفل بأزمة نفسية " .
وأردفت ميسا منصور عساقلة بالقول : " يجب علينا توفير بيئة داعمة للأطفال حتى يشعروا أنهم ليسوا بمفردهم ، ويجب أن نعطي شرعية لمشاعرهم وأن نسمع ونتفهمهم ، وأن نشجعهم على ممارسة أنشطة يحبونها وأن يعبروا عن مشاعرهم ونشاركهم في مشاعرنا وأن نتحاور معهم بشكل امن دون أن نفرض عليهم أحكاما وانما يكون اصغاء نقي . واذا استمرت هذه الاعراض وأصبحت حدتها عالية على الطفل فالخطوة التالية هي استشارة مختصين يقدمون الدعم اللازم ويضعون خطة علاجية لعلاج الطفل قبل تفاقم الأمور " .