بين إسرائيل وحزب الله وأصبح سكان الضاحية الجنوبية لبيروت يتوقون للعودة إلى ديارهم.
واندفع آلاف النازحين إلى منازلهم في الساعات الأولى من صباح يوم الأربعاء مع دخول وقف إطلاق النار حيز التنفيذ حاملين الحشايا على متن سيارات ترفرف عليها رايات حزب الله الصفراء، بعد قصف عنيف لأشهر على الضاحية الجنوبية للعاصمة اللبنانية، وذلك رغم تحذير الجيش الاسرائيلي من العودة في هذه المرحلة.
هاليفي: تطبيق إسرائيل لوقف إطلاق النار سيكون حازما للغاية
وذكر رئيس هيئة أركان الجيش الإسرائيلي هرتسي هاليفي، أن تطبيق إسرائيل لوقف إطلاق النار سيكون حازما للغاية. وأضاف : "سنهاجم أعضاء حزب الله الذين يقتربون من قواتنا والمنطقة الحدودية والقرى الواقعة في المنطقة التي حددناها… نستعد ونتأهب لاحتمال ألا ينجح هذا النهج (وقف إطلاق النار)". وقال الجيش اللبناني، وهو مكلف بالمساعدة في ضمان صمود وقف إطلاق النار، يوم الأربعاء إنه بدأ نشر قوات إضافية في المنطقة.
حزب الله: سنراقب انسحاب القوات الإسرائيلية من خلف حدود لبنان
وقال حزب الله إنه سيواصل متابعة انسحاب القوات الإسرائيلية من خلف حدود لبنان، و"أيدي مقاتليها ستبقى على الزناد"، وذلك بعد ساعات من بدء سريان اتفاق وقف إطلاق النار الأربعاء. وأضاف في بيان أن مقاتليه سيبقون على أتم الجاهزية للتعامل مع "أطماع واعتداءات" إسرائيل.
على صعيد متصل، قال الجيش اللبناني في بيان، إن قواته باشرت تعزيز انتشارها في قطاع جنوبي نهر الليطاني، و"بسط سلطة الدولة" بالتنسيق مع قوة الأمم المتحدة المؤقتة في لبنان "اليونيفيل". وأضاف الجيش اللبناني أن ذلك يأتي "استناداً إلى التزام الحكومة اللبنانية بتنفيذ القرار 1701 الصادر عن مجلس الأمن"، لا سيما ما يتعلق بـ"تعزيز انتشار الجيش والقوى الأمنية كافة في منطقة جنوب الليطاني".
وتعرضت الأحياء السكنية والتجارية لقصف إسرائيلي حتى الساعات الأخيرة قبل سريان الاتفاق، في وقت دوّت الصفارات على الجانب الاخر من الحدود في عدد من البلدات الحدودية وفي حيفا ونهاريا وامتدت حتى الخضيرة. وانهارت مبان بأكملها في الجنوب اللبناني، بينما تناثرت ألواح خرسانية سميكة وأسلاك وأغراض منزلية محطمة على الأرض. وعلى سطح مائل لأحد المباني، حمل رجل طفلا صغيرا وخطا بحرص بين ألواح السقف الخشبية وأطباق الأقمار الصناعية وخزانات المياه المكسورة التي تتدحرج نحو الأرض.
ومن بين العائدين إلى منازلهم زاهي حجازي (67 عاما) الذي تنحدر أصوله من جنوب لبنان لكنه يعيش في الضاحية منذ عقود.
وقال حجازي وهو يدخل إلى شقة مليئة بالزجاج المتناثر والأثاث المحطم "جنى العمر… كل هذا الخراب".
وخلال حديثه لرويترز، عبر حجازي عن حيرته حيال المساعدة في إعادة بناء منزله هذه المرة. فحتى قبل الحرب كان لبنان يعاني من أزمة اقتصادية حادة لم يستطع معها المواطنون صرف مدخراتهم. وقال : "بدي عيش هذا بيتي عمره 40 سنة، كل زاوية بالبيت كل شغلة بالبيت تعني لك شيء بحياتك".
(Photo by Houssam Shbaro/Anadolu via Getty Images)