صورة للتوضيح فقط ، تصوير: Color4260-shutterstock
الإجابــة
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فقد ذكر المفسرون أن لوطًا آمن بإبراهيم حين بعث، وأنه كان على ملة التوحيد قبل ذلك، وأن التصديق المذكور هنا هو التصديق بمعجزته لمَّا جعل الله تعالى النار بردًا وسلاما عليه، فقد قال النيسابوري في التفسير البسيط: قوله: {فآمن له لوط} قال ابن عباس ومقاتل: فصدق بإبراهيم لوط، وهو ابن أخيه، وهو أول من آمن به، رأى أن النار لم تضره. ومعنى {فآمن له}، أي: لأجله، ولأجل ما أتى به من البرهان والحجة. اهـ.
وجاء في تفسير الخازن لباب التأويل في معاني التنزيل: فَآمَنَ لَهُ لُوطٌ أي: صدقه برسالته لما رأى معجزاته، وهو أول من صدق إبراهيم، وأما في أصل التوحيد، فإنه كان مؤمناً، لأن الأنبياء لا يتصور فيهم الكفر. اهـ.
وقال الألوسي في روح المعاني: فآمن له لوط أي: صدقه -عليه السلام- في جميع مقالاته، أو بنبوته حين ادعاها، لا أنه صدقه فيما دعا إليه من التوحيد ولم يكن كذلك قبل، فإنه -عليه السلام- كان متنزها عن الكفر، وما قيل: إنه آمن له -عليه السلام- حين رأى النار لم تحرقه ضعيف رواية وكذا دراية، لأنه بظاهره يقتضي عدم إيمانه قبل، وهو غير لائق به -عليه السلام-، وحمله بعضهم على نحو ما ذكرنا، أو على أن يراد بالإيمان الرتبة العالية منه، وهي التي لا يرتقي إليها إلا الأفراد. اهـ.
والله أعلم.