مراسل موقع بانيت وصحيفة بانوراما التقى مع مروان فرو صاحب مخبز في دالية الكرمل وحاوره حول هذا الموضوع .
في البداية، عرفنا عن نفسك
أنا مروان فرو، أبلغ من العمر 30 عامًا، وأدير فرع “ساحة البلد في قرية دالية الكرمل” التابع لمخابز “رشدي ناطور” المشهورة والمعروفة.
متى تم افتتاح المخبز وما هي المنتجات التي يصنعها ويبيعها ؟
تم افتتاح المخبز بصورته الجديدة منذ حوالي 30 عامًا، حيث أدخلنا إلى القرية أنواعًا عصرية من المخبوزات مثل الكرواسون، والبوريكس. والحمد لله، لا زلنا نحافظ على جودة منتجاتنا ونطورها وندرس هذا المجال باستمرار. ما يميزنا بشكل خاص هو جودة وطعم المخبوزات.
كيف أثرت الحرب على عمل المخبز؟ هل واجهتم صعوبات في توفير المواد الأساسية مثل الطحين والخميرة؟
بطبيعة الحال، أثرت الحرب بشكل مباشر على كيفية عملنا، وعلى المخابز والمطاحن بشكل عام. واجهنا تحديات تتعلق باليد العاملة ونقص في المواد التي نستخدمها. لكن، بفضل الله، اعتدنا على عدم الاستسلام، وبذلنا جهدًا لإيجاد الحلول الملائمة كي نحافظ على الجودة والخدمة التي اعتاد عليها زبائننا.
كيف كان إقبال الزبائن على شراء الخبز والمنتجات الأخرى خلال فترة الحرب؟ هل شهدتم زيادة في الطلب أم انخفاض؟
كما تعلم، الخبز له أهمية خاصة في مجتمعنا، فهو يمثل الأمان والتوفير؛ وجود الخبز يعني أننا بألف خير. في الأيام الأولى من التصعيد، رأينا الناس تتزود بما تحتاج إليه، ولكن مع مرور الوقت، أدرك الناس أننا مستمرون في العمل طوال السنة، حتى تحت القصف، لضمان توفر الخبز ومنتجاتنا الأخرى.
هل تغيرت ساعات العمل أو سياسات البيع بسبب الظروف الأمنية أو الحظر أثناء الحرب؟
في دالية الكرمل، الوضع هادئ نسبيًا، لكن في الأيام التي تعرضنا فيها للقصف، حاولنا تسهيل الأمور على زبائننا؛ فقد كنا نوصل ما يحتاجون إليه إلى منازلهم. كما وفر المجلس المحلي ملجأ في وسط البلدة، مما أتاح للناس زيارتنا دون قلق أو خوف.
ما هي أبرز التحديات التي واجهتموها من ناحية تأمين المواد والموارد؟
أبرز التحديات كانت التوقعات وعدم وضوح الوضع الأمني. هناك ارتباط مباشر بين تحضير المواد وتخزينها وبين الوضع الأمني، حيث نحاول دائمًا المحافظة على جودة المنتج وطراوته، وفي الوقت ذاته نخشى أن تؤدي الحرب إلى عرقلة توريد المواد من المطاحن والشركات.
كيف أثر الوضع الاقتصادي على تسعير المنتجات؟ وهل واجهتم ضغوطًا لتثبيت الأسعار؟
بطبيعة الحال، هناك ارتفاع حاد في أسعار جميع المواد التي نستخدمها، مثل السكر، الطحين، والملح، وهذا أمر مفهوم. ومع ذلك، نحن كمصلحة تجارية نحاول دائمًا أن نبيع بصدق وأمانة.
كيف كانت استجابة الزبائن للظروف الطارئة؟ هل أبدوا دعمًا وتفهمًا للظروف؟
زبائننا يعرفوننا جيدًا ويعرفون أننا نحرص على تقديم الأفضل. مجتمع الكرمل مجتمع واعٍ ومتفهم، يدرك الأوضاع ويتابع الأخبار، ويعلم أننا نعمل على مدار السنة لنخدمه بأفضل طريقة. لا يوجد شعور أجمل من رؤية الكبار والصغار الذين يقدرون جهدك ويحيونك بابتسامة في هذه الأوقات الصعبة.
هل هناك تجارب إنسانية أو قصص مؤثرة حدثت خلال هذه الفترة وترغب في مشاركتها؟
بالتأكيد، لدينا العديد من القصص المؤثرة في المخبز، حيث نرى الناس الطيبة ومواقفهم الجميلة. نرى كيف يتواصل الناس ويعطون بعضهم البعض في الأفراح والجنازات. هناك شخص مميز، شيخ كبير السن وتقِي، يحضر في كل جنازة، سواء كان يعرف أهل الفقيد أم لا، ويأخذ المخبوزات لعائلات الفقيد دون أن يسمح لأحد بمشاركته. هذا الرجل يعتبر قدوة لي شخصيًا في فعل الخير والعطاء لوجه الله.
كلمة اخيرة
أود أن أشكر بشكل خاص الشخص المسؤول عن المنتجات التي تميزنا، الأستاذ أبو أدريان رشدي ناطور، الذي يُعدّ قدوة ومدرسة لنا في كل ما يتعلق بعالم المخبوزات. ليس فقط لخبرته وتميزه في هذا المجال، بل لما يحمله من إنسانية وعطاء دائم. فقد عرفناه دائماً داعماً للعائلات المستورة، يقدم لهم في الخفاء، ومن أجل الله. إنه نموذج للإنسانية والعطاء النبيل، ووجوده بيننا يضيف الكثير من القيمة إلى عملنا.
تصوير موقع بانيت