بحادث طرق عام 2003 ومن ثم حاجة والدتها للرعاية الصحية ... بهية محاجنة وهي ام لطالبة تدرس طب الاسنان وابن في المرحلة الثانوية، تحدثت لقناة هلا عن تطوعها في نجمة داود الحمراء في هذه الفترة وعن ضرورة تحلي من يعمل بهذا المجال بقوة القلب وحب مساعدة الغير ..
مراسل قناة هلا، معتصم مصاروة، رافق بهية محاجنة بجولة في أزقة مدينة أم الفحم بسيارة الإسعاف التي تقودها، وأعد لنا التقرير التالي ..
وقالت بهية محاجنة من ام الفحم لقناة هلا : " بدأ الموضوع بعد وفاة أخي بحادث سير في عام 2003 ، حيث كان وقع الحادث صعبا جدا عليّ وأصابت أمي مشاكل صحية، وأنا بطبعي أحب مساعدة الناس ولهذا انخرطت في مجال الإسعاف في نجمة داوود الحمراء " . وأضافت بهية محاجنة : " مساعدة الاخرين شيء يفرح القلب ورؤية الأشخاص يتعافون من إصاباتهم أيضا شيء يفرحني . لكن في الفترة الأخيرة وما نشاهده من أعمال عنف في المجتمع العربي نرى أنه لا يمكننا مساعدة المصاب وهذا يؤثر سلبيا علينا " .
وتابعت بهية محاجنة قائلة: "صادفتنا الكثير من المحالات التي تمكنا خلالها من إعادة النبض لمصابين ، الأمر الذي يجعلنا حساسين أكثر خاصة عندما تلتقي بعد ذلك مع المصاب وتتحدث معه وجها لوجه وترى انه لا يزال على قيد الحياة ، وهذا أمر مفرح للغاية . وفي أحيان أخرى لا نستطيع مساعدة المصاب حيث يكون وضعه حرجا الامر الذي يؤلمنا لأننا لم نستطع إنقاذه " .
وحول ردود فعل الناس ، أكدت بهية محاجنة : " كان هناك تشجيع كثير لي ولاحقا أصبحت أرى أناسا كثيرين ينخرطون في المجال الأمر الذي يسعدنا كثيرا " . ومضت بالقول : " لا أعتقد أنه يجب أن تكون هناك صفات خاصة بالمرأة لتكون سائقة سيارة اسعاف ، لكن في نفس الوقت الأمر يحتاج الى قوة قلب لأنك تشاهد أحيانا حالات صعبة التي قد لا تستطيع تحمل رؤيتها . كما أن الامر يحتاج الى تحمل مسؤولية " .
وأكدت بهية محاجنة لقناة هلا : " أعمل نحو 12 ساعة في اليوم على حافلة عمومية لكن عندما تصلني حالة اسعاف فانني أتجند لها ، وأعمل قدر استطاعتي من أجل تقسيم أوقاتي جيدا بين العمل والبيت والتطوع في الإسعاف . ويؤثر فيي كثيرا عندما أكون خارج البلد وأخرج بسيارة الإسعاف لمساعدة شخص أعرفه في البلد ولكن لا أستطيع مساعدته ، هنا أشعر بأنني فقدت شخصا أعرفه ولم أكن أستطيع مساعدته " .
وتابعت بهية محاجنة بالقول : " أغلب البلاغات التي نتلقاها في الفترة الاخيرة هي لحوادث اطلاق نار ، حيث أن الوضع في المجتمع العربي مزر جدا " .
وحول تأثير الحرب على طبيعة عملها ، قالت : " لم يعد الوقت يسعفنا للأسف ، كما أن بعض الأشخاص لا يعون أننا نتعايش مع بعضنا البعض ويأخذون الأمور بسبب الحرب الى مكان اخر علما أننا نسعى لمساعدة جميع الناس بغض النظر عن هويته . كما أن عمل المرأة يساعد الرجل كثيرا خاصة في ظل الظروف التي نعيشها ، لكن مع ذلك فانا أرى أن المرأة خلقت للبيت فعندما كانت المرأة في البيت لم تكن أعمال العنف بهذا الشكل ، ولن أكون صادقة مع نفسي ان قلت أن عمل المرأة لا يؤثر على البيت " .