في كلية بيت بيرل. وتناول المؤتمر، الذي عُقد وسط الأزمات وحالات الطوارئ المتعددة التي تشهدها البلاد منذ عام 2020، قضية "تمكين المجتمعات المحلية المنظمة كأداة أساسية لقيادة الحلول الاجتماعية وبناء حصانة مجتمعية".

وشارك في المؤتمر مجموعة متنوعة من القيادات في المجتمع العربي ومن الحكومة، السلطات المحلية، الجمعيات، الصناديق الداعمة، القطاع الخاص، ومختصون من مختلف المجالات.

"دعم وتعزيز المجتمع العربي بشكل نوعي وغير تقليدي"

للحديث عن هذا المؤتمر وعن نشاطات مؤسسة سند، استضافت قناة هلا عبيدة أبو عصبة - مدير عام مؤسسة "سند". وقال عبيدة أبو عصبة في مستهل حديثه لموقع بانيت وقناة هلا: " مؤسسة سند هي مؤسسة بنية تحتية تنظيمية تهدف إلى دعم وتعزيز المجتمع العربي بشكل نوعي وغير تقليدي. ما يميز المؤسسة هو أنها لا تعمل مباشرة مع أفراد المجتمع، بل تركز على تمكين الآليات والمنظومات التي تعمل على تمكين المجتمع، مثل الجمعيات، المجتمعات المنظمة، المجموعات الجماهيرية الفاعلة داخل البلدات وحتى السلطات المحلية. نحن نعمل على مرافقتهم في مواضيع عدة لتساعد هذه الهيئات الفاعلة على تقديم خدمات أفضل للمجتمع العربي والمساهمة بشكل أكثر فعالية في تطويره. نحن نؤمن بأن تمكين المجتمع يتم من خلال تمكين مؤسساته والعاملين فيه".

ومضى قائلاً: "تأسست المؤسسة في 2012 ولكن تم تسجيلها رسميًا في 2014، مما يعني أن عمرها الرسمي هو عشر سنوات. المؤتمر الذي أقيم هذا العام كان بمثابة عرض للنشاط التراكمي للمؤسسة خلال تلك السنوات العشر، حيث أطلقنا دليلاً لبناء المجتمعات المنظمة الذي يوثق تجربة المؤسسة العملية".

وأضاف: "نؤمن أن تمكين الجمعيات والمؤسسات هو خطوة أساسية للتعامل مع التحديات الاجتماعية والاقتصادية التي يواجهها المجتمع العربي، مثل العنف المستشري وتأثير الأزمات المتتالية. نحن نعتقد أنه من الضروري أن نفكر في سد الفجوات الاحتياجية بشكل متوازن، حيث يجب أن تكون جهودنا متوازية بين المساعدة في بناء المجتمعات وتنظيم حملات توعية وتحسين العمل الجماعي مع السلطات المحلية".

"مؤتمر سنوي"

وحول المؤتمر الذي أقيم مؤخرا، قال عبيدة أبو عصبة: "مؤتمر المبادرة الاجتماعية هو حدث سنوي، وهدفه تعزيز مفهوم المبادرة الاجتماعية بين أفراد المجتمع. مؤسسة سند استطاعت تقديم مستوى جديد من الفهم، حيث أنني لا أكون مجرد متطوع، بل مبادر، أفكر في كيفية حل مشاكل مجتمعي، وكيفية التنسيق مع الآخرين داخل الإطار المحلي لحل هذه المشكلات بشكل عملي".

وتابع قائلاً: "كان المؤتمر هذا العام مميزًا جدًا من حيث الحضور النوعي، حيث شارك فيه العديد من رؤساء السلطات المحلية، بالاضافة الى ممثلي الجمعيات، وممثلي الصناديق الخيرية، وناشطين اجتماعيين. كما حضر نشطاء ومبادرون محليون من شبكة المجتمعات المنظمة التي تعمل بشكل جماعي تحت إشراف مؤسسة سند على سد الاحتياجات والفجوات المحلية، بالإضافة إلى خلق بيئة تشجع الشباب على التفاعل أكثر مع مجتمعهم وتنظيم نشاطات داخل بلداتهم".