logo

‘كان بيني وبين الموت كم متر‘ .. الطبيب الذي سقط الصاروخ على بيته في كفر ياسيف كان في غرفة النوم: ‘فتحت الباب ولم أر شيئا‘

موقع بانيت وصحيفة بانوراما
10-11-2024 16:37:07 اخر تحديث: 12-11-2024 19:20:49

شهدت بلدة كفر ياسيف سقوط صاروخ على منزل في القرية ،قبل أيام، وبلطف من الله لم تقع إصابات حيث كانت العائلة تتواجد خارج المنزل باستثناء صاحب البيت الدكتور صموئيل داوود الذي نجا بأعجوبة بينما كان يتواجد في غرفة النوم.

قناة هلا زارت منزل العائلة في كفر ياسيف وتحدثت مع صاحب البيت وزوجته اللذين يكادان لا يستوعبان بأنهما نجوا وأولادهما بأعجوبة .. بعد سقوط الصاروخ الذي اخترق سقف البيت في الطابق الخامس من العمارة، قبل أن يستقر في طابق سفلي، مُحدِثا دمارا هائلا في المكان ..

وقالت سحر حداد داوود في حديثها لقناة هلا : " يوم الجمعة لم أكن موجودة في البيت وكنت أقوم بزيارة عائلية عادية الى بيت أهلي ، وبدأت تنهال كمية كبيرة من الهواتف للسؤال عنا ، ولم أكن اعرف ماذا حدث ولاحقا عرفت أنه سقط صاروخ على بيتنا . وقد قلق كثيرا لأنني أعرف أن جزءا من افراد عائلتي يتواجدون في البيت ، ولا يمكن وصف القلق والخوف الذي انتابني ، ثم بعد ذلك وصلت اخبار تطمئن بأنه لا تواجد إصابات وأن الاضرار فقط في البيت . وعلى الفور بدأ المواطنون يتوافدون الينا إضافة الى الشرطة وقوات الامن . وحتى لا نستوعب ماذا حدث ، فالانسان دائما يعتقد أن ما حدث قد يحدث في أي مكان لكن ليس في بيته ، حيث بات بيتنا غير امن لنا ، في الوقت الذي نتحدث فيه عن الأماكن الامنة ، في ظل هذه الحرب التي جاء الوقت لكي تنتهي ، لأنها حصدت الكثير من الأرواح ، وأنأ أتمنى وأوصل رسالة لكل القادة في كل الدول أن يجلسوا على طاولة مستديرة ويصلوا الى حلول ترضي كل الأطراف " .

وأضافت سحر حداد داوود : " نحن موجودون في عمارة من 5 طوابق ، والصاروخ الذي سقط اخترق 3-4 أسقف ، وصدفة لم يكن أحد يتواجد في الطوابق السفلى والا كان من الممكن أن تحدث مصيبة كبيرة للغاية ، ونحن نقول الحمد لله أن الصاروخ سقط في عمارة جديدة نسبيا فلو أنه وقع بعيدا عنها قليلا كان سيصيب بيوتا قديمة ويحصد أرواحا ، وهذا ما لا نتمناه لأحد ونتمنى أن تكون اخر حادثة " .

وتابعت سحر حداد داوود : " زوجي كان موجودا في غرفة النوم لحظة سقوط الصاروخ ، وقد استفاق على صوت صفارات الإنذار وأصوات انفجارات في الجو ، وعندما أراد الدخول لمكان امن سمع صوت انفجار قوي في البيت ولم يكن متأكد أنه في البيت الى أن خرج من غرفة النوم ورأى ما حدث واستوعب أن الامر في البيت . ووصل الجيران وراوا ما حدث في البيت وصعدوا للبيت وبدأوا في البحث عنا ، وفي النهاية زوجي ربنا حماه بقدرة الهية " .

وأردفت سحر حداد داوود بالقول : " نحن بحالة جيدة الان ومن ناحية نفسية أيضا نحن مع بعضنا البعض ، وبهذه لمناسبة أشكر كل الأقارب والأهل والأصدقاء والمعارف وأهالي البلد وخارج البلد ، فحتى اليوم يأتي الينا أناس من البلد ومن الخارج ، فالكل اهتم بنا وحضننا ومنحنا الرعاية ، ونحاول الان أن نهضم هذه التجربة وأن نرمم البيت ونعود ونسكنه من جديد . لا أخفي أنها المرة الأولى التي أشعر فيها برعب شديد في المكان الذي يجب أن يكون أكثر مكان امن لي . نحن سنرمم البيت ونبقى في بيتنا ووطننا وبلدنا لكن هناك شعور بعدم الأمان ، فعندما يحدث هذا الامر في بيتك فان الامر مختلف عما كنت تتوقعه " .

وأكدت أن " اتباع التعليمات هو ما ينقذنا ، فجارتي التي في الطابق الأسفل لم تهتم بالصافرة الأولى وكانت تجلس في صالون بيتها، وعندما سمعت الصافرة الثانية نهضت باتجاه المكان الامن لديها فنزل الصاروخ في المكان الذي كانت تجلس فيه " .

"كنت نائما .. وخلال ثوان سقط الصاروخ"

من جانبه ، أوضح صاحب البيت د. صموئيل داوود : " كنت نائما في غرفة النوم وسمعت صوت صواريخ في الجو ، وبالكاد نهضت وتوجهت نحو المكان الامن واذا بالصاروخ ينزل على البيت ، لكنني لم اعرف انه سقط في البيت الا بعد ان فتحت غرفة النوم وكان الغبار يملأ البيت ولم أر شيئا ، فاضطررت للعودة الى غرفة النوم وانتظرت حتى استطيع أرى شيئا . بعد ذلك نزلت للاسفل فقد كان الجيران ينادون علينا ونزلنا خوفا من أن ينفجر شيء في البيت . وبعد 5 دقائق صعدت للبيت وفتحت الشبابيك ، ثم حضرت الشرطة والاسعاف الى المكان " .

وأضاف د. صموئيل داوود : " فهمت لاحقا ان الصاروخ سقط من بيتنا واخترق 3 أسقف ، ولو لأنه لا سمح الله سقط الصاروخ على بيت قديم لكانت النتيجة ستكون فاجعة ، والحمد لله أنه لم تقع إصابات " .

وتابع بالقول : " لم أشعر بهلع شديد وعندما كان الجيران ينادون علينا قلت لهم أنني موجود وأنني بخير ، فقد عملت سابقا في سيارة اسعاف مكثف في فترة التسعينات وعاصرة فترة سقوط الصواريخ من العراق ، ولهذا فأنا معتاد على هذه الظروف نوعا ما " .