logo

قطاع السياحة في الأردن يعاني بسبب حرب غزة

تقرير رويترز
09-11-2024 20:55:28 اخر تحديث: 10-11-2024 05:32:29

البتراء (الأردن)/لندن (تقرير رويترز) - قررت إيناس الحنطي خفض رواتب موظفي الفندق الذي تديره في مدينة البتراء الأثرية بالأردن إلى النصف وطلبت من العمال أخذ إجازات بدون أجر في محاولة

 البتراء بالأردن -  (Photo by Adri Salido/Anadolu Agency via Getty Images)

لإبقاء الفندق مفتوحا وسط إحجام السائحين الغربيين عن قضاء عطلاتهم في وجهات بالشرق الأوسط خوفا من الصراع.
وتؤثر الأزمة التي تعصف بقطاع السياحة في المنطقة من بداية الحرب في غزة بين إسرائيل وحركة المقاومة الإسلامية الفلسطينية (حماس) منذ 13 شهرا بشكل حاد على الأردن، حيث تنتشر المنتجعات الشاطئية على حدود المملكة مع إسرائيل على البحر الأحمر والبحر الميت.

وظلت مناطق أثرية مثل البتراء ووادي رم والقلاع الصليبية تجذب الزوار لعقود، إذ كان يتوافد عليها أكثر من مليون زائر سنويا قبل الحرب معظمهم من الأمريكيين والأوروبيين . لكن مراسلين لرويترز وجدوا خلال جولة في الآونة الأخيرة في المدينة المنحوتة في الصخر وردي اللون، والتي تعد أكثر مناطق الجذب السياحي التي يرتادها الزائرون في الأردن، أن أصحاب الأنشطة التجارية هناك أغلقوا أبوابها.
وقالت الحنطي التي تدير فندق نومادز لرويترز "لا توجد إيرادات، كلها خسائر". وتؤكد البيانات ومقابلات أجريت مع سبعة من أصحاب الفنادق والأنشطة التجارية ومنظمي الجولات السياحية الضرر الذي لحق بقطاع السياحة، الذي شكل العام الماضي 12.5 بالمئة من الاقتصاد.

وأظهرت بيانات شركة (فوروارد كيز) لمعلومات السفر أن حجوزات تذاكر الطيران إلى الأردن، وهو ليس طرفا في الصراع، انخفضت 35 بالمئة على أساس سنوي في الفترة من 16 سبتمبر أيلول إلى الرابع من أكتوبر تشرين الأول.
وقال سيف السعودي، المدير العام لشركة دايركت تورز التي تتخذ من عمّان مقرا، إن الوضع تدهور منذ هجوم بطائرات مسيرة نفذته إيران على إسرائيل في أبريل نيسان الماضي، والضربات العسكرية المتبادلة بين إسرائيل وإيران.

وأضاف "بدأت الأمور تتجه نحو التحسن في أكتوبر تشرين الأول، لكن الهجوم الثاني قضى على كل هذه المكاسب".

أضرار طويلة الأمد
يواجه قطاع السياحة في أنحاء الشرق الأوسط صعوبات، وتظهر بيانات (فوروارد كيز) أن حجوزات الطيران إلى المنطقة انخفضت ستة بالمئة على أساس سنوي منذ اندلاع الحرب بعد أن هاجم مسلحون بقيادة حركة حماس إسرائيل في السابع من أكتوبر تشرين الأول 2023.
وانخفضت الحجوزات إلى إسرائيل ولبنان بشكل أكثر حدة مقارنة بالأردن في الفترة بين 16 سبتمبر أيلول والرابع من أكتوبر تشرين الأول، في حين شهدت سلطنة عمان والسعودية والبحرين انخفاضات أقل.

أدى التصعيد الأحدث للصراع في المنطقة الذي تضمن هجمات إسرائيلية مكثفة على جماعة حزب الله اللبنانية المسلحة، إلى تبدد الآمال في تعافي القطاع السياحي خلال أشهر الخريف بطقسها اللطيف، وهو موسم رئيسي للسياحة في الشرق الأوسط.
وقالت مجموعات سياحية دولية مثل إنتريبيد وريفيرا ترافل إنها ألغت رحلاتها إلى الأردن ومصر بعد أن أمطرت إيران إسرائيل بصواريخ باليستية في الأول من أكتوبر تشرين الأول.

وبحسب تقديرات عبد الله الحسنات رئيس جمعية فنادق البتراء، انخفضت معدلات إشغال الفنادق في المدينة في المتوسط ​​إلى 10 بالمئة.
وقال الحسنات الذي يملك فندقا لرويترز "السنة الماضية أسوأ فترة بتمر فيها البترا من يوم ما اكتُشفت... كل الاستثمارات الموجودة فيها الآن في الإنعاش بصراحة. إحنا بنبحث عن منقذ"، مشيرا إلى أنه عندما توقفت الرحلات توقفت الحجوزات.

وأوقفت معظم شركات الطيران الدولية رحلاتها إلى بيروت وتل أبيب، لكن بعضها، مثل رايان إير، أوقفت أيضا رحلاتها إلى الأردن، ويرجع ذلك جزئيا إلى قربها من المجال الجوي الإسرائيلي واللبناني.
وقال أصحاب فنادق إن قرار رايان إير على وجه الخصوص يعني قدوم عدد أقل بكثير من السياح الغربيين إلى البلاد. وقال مايكل أوليري الرئيس التنفيذي لرايان إير لرويترز في أكتوبر تشرين الأول إن هذه خطوة "معقولة" نظرا لإغلاق المجال الجوي في ذلك الوقت.

وقبل الحرب كان السياح المسيحيون الذين يزورون إسرائيل يذهبون أيضا في رحلة إلى الأردن في كثير من الأحيان.