استراتيجيات علاجية طبيعية وشاملة، أصبح محط اهتمام الكثيرين سواء من المرضى أو الأطباء، وذلك بفضل نتائجه الإيجابية وإمكانية دمجه مع الطب التقليدي لتحقيق أعلى مستويات الصحة والرفاهية.
للحديث اكثر حول هذا الموضوع استضافت قناة هلا الدكتورة آمال دراوشة سعدي من الناصرة، معالجة ومحاضرة متخصصة في مجال الطب البديل والبرمجة اللغوية العصبية.
الفرق بين الطب التقليدي والبديل
وقالت الدكتورة امال دراوشة في مستهل حديثها لموقع بانيت وقناة هلا موضحة الفرق بين الطب التقليدي والطب البديل: " الطب التقليدي معروف بأنه يعالج الإنسان عن طريق التعامل مع أسباب المرض مثل البكتيريا، الفيروسات، الجراثيم، والاختلالات الكيميائية في جسم الإنسان، ويعتمد على الأدوية لمعالجة هذه الحالات. أما في الطب البديل أو التكميلي، فإننا نتعامل مع الإنسان ككل، من ثلاث جوانب: النفسية، الجسدية، والفيزيائية. فالخلل في أي من هذه الجوانب قد يؤدي إلى مرض جسدي، ولذلك فإن العلاج في الطب البديل يعتمد على النظر إلى هذه الجوانب بشكل متكامل، وليس فقط كمرض وعلاجه بدواء معين".
"توجه اكبر نحو الطب البديل"
ومضت قائلة: "ألمس اليوم انه أصبح هناك توجه أكبر نحو الابتعاد عن الأدوية الكيميائية بسبب آثارها الجانبية التي تؤثر سلباً على صحة الإنسان. ونتيجة لذلك، زاد الوعي والإقبال على العلاجات الطبيعية، حيث باتت الناس تلجأ إلى الأعشاب، والزيوت الطبيعية، والتدليك، والحجامة، والإبر الصينية، وغيرها من العلاجات. هذه العلاجات، والتي تشمل الفيزيوثيرابي، تعتبر جزءاً من الطب البديل أو التكميلي، وقد تطورت النظرة نحوها بشكل أوسع، حيث يسعى الناس حالياً إلى إيجاد حلول طبيعية لبعض الأمراض عوضاً عن الاعتماد على الأدوية الكيميائية فقط".
"نتائج إيجابية"
وحول ما اذا كان الطب البديل منفذا لأمراض مستعصية، قالت دراوشة : " يمكنني أن أشارك من خلال تجاربي مع العديد من الأمراض التي كان من الصعب علاجها بالطب التقليدي، بالإضافة إلى المضاعفات الناتجة عن الأدوية التي كان يستخدمها الناس كعلاج. تحول الكثيرون إلى الطب البديل، وبدأوا فعلاً بملاحظة نتائج إيجابية، مما يفسر الإقبال المتزايد عليه يوماً بعد يوم. وهذا يدل على أنه في بعض الحالات، يمكن علاج أمراض مستعصية باستخدام الطب البديل. ومع ذلك، لا يعد هذا الأمر سحراً أو مجرد استخدام عشوائي للأعشاب. فالعلاج بالأعشاب له قوانين وأسس يجب اتباعها، حيث أن عشبة قد تناسب شخصاً معيناً ولا تكون مناسبة لشخص آخر".
وأضافت: "يجب أن يكون المعالج بالطب البديل على دراية شاملة بتفاصيل الأعشاب وتأثيراتها وطريقة تفاعلها داخل الجسم. فبعض الأعشاب تتحلل في الكبد، بينما يتحلل البعض الآخر في الكلى أو المعدة. من الضروري أيضاً مراعاة وجود أمراض أخرى قد تؤثر على كيفية تفاعل الأعشاب مع الجسم. كل هذه العوامل يجب أخذها بعين الاعتبار لضمان تقديم علاج مناسب للشخص وتجنب أي تداخلات غير مرغوب فيها".
"توجه متزايد"
وأشارت دراوشة في حديثها لموقع بانيت وقناة هلا ، قائلة: "أصبحت ألاحظ اليوم أن هناك توجهاً متزايداً لدى بعض الأطباء نحو العلاجات الطبيعية، وذلك من منطلق رغبتهم في اكتساب معرفة أوسع ورؤية نجاحات الطب البديل على أرض الواقع. كما أن عدداً من الصيادلة بدأوا بالاهتمام بهذا المجال، حيث نرى أن بعض خريجي علم الصيدلة، وخاصة الشباب منهم، لديهم ميل طبيعي لاكتشاف العلاجات البديلة. وألاحظ أيضاً أن معلمات المدارس يتجهن بشكل كبير نحو هذه العلاجات من منطلق الوعي المتزايد، حيث يلاحظن التأثيرات الإيجابية للعلاجات الطبيعية على الجسم، مما يجعلهن مهتمات بتعلم المزيد عن هذا المجال. وبالتأكيد، فإن الطب البديل هو مجال واسع ويشمل عدة فروع ومجالات متنوعة توفر فرصاً كبيرة للتعلم والابتكار".