صورة من فؤاد الزيادنة
على الجهود التطوعية اللافتة التي تدفع العديد من أبناء القرى والبلدات البدوية في النقب بالمشاركة والمساهمة تجاه المجتمع والآخرين عامة. وبما ان الحديث عن الفعاليات والبرامج التطوعية الهادفة والبارزة في هذه المنطقة، فلا بد الإشارة الى الدور البارز الذي يتبوأه المركز الجماهيري في مدينة رهط على مدار السنوات الأخيرة في تعزيز روح التطوع والعطاء تجاه الاخرين، هذا المركز الذي يتميز بمبادرات وبرامج ريادية وتعاون وثيق مع الروح الطيبة، بمساهمة وتجند العشرات من أبناء المدينة.
وتحدث المدير العام للمركز الجماهيري في رهط فؤاد الزيادنة عن خصوصية المركز فيما يتعلق بالتطوع والعطاء مشيرا الى انه المركز الجماهيري رهط ينظم العديد من البرامج التي تلائم العديد من الفئات العمرية من أبناء المجتمع بدءا بالأطفال حتى سن الثالثة، وأيضًا الفئات الشبابية وحتى الأشخاص ذوي الإعاقة. وأضاف الزيادنة، الذي تسلم منصب مدير المركز الجماهيري في رهط منذ نحو 9 سنوات بعد خبرة سنوات عديدة في مجال التدريس:" لقد بدأنا العمل في المركز الجماهيري الذي كان نسبيا مركزا صغيرا ومحدودا من حيث الإمكانيات، وخلال السنوات تطور وتوسع بعشرات الأضعاف. لدينا مراكز المعلومات ومركز الشباب ومبادرات مجتمعية عديدة. لدينا عشرات الشباب يتطوعون ضمن أطر ومشاريع التداخل الاجتماعي. هذا بالإضافة الى الاعمال التطوعية التي نبادر اليها لصالح ذوي الاحتياجات الخاصة والتعليم الخاص. بالإضافة إلى ذلك، نستقبل في المركز الجماهيري في رهط أيضًا العديد من المجموعات التي تحضر إلى رهط ونقوم معهم بالمساعدة والتوجيه للتطوع والقيام بأنشطة أخرى".
وعن المبادرات والبرامج التطوعية المستمرة في ظل الحالة الاستثنائية التي تعيشها البلاد قال الزيادنة:" منذ السابع من أكتوبر أكدنا على أهمية العمل التطوعي المشترك بين العرب واليهود في منطقة النقب. وهذا أمر غير مسبوق في المنطقة، وجاء نتيجة ثمرة تعاون وشراكة تمثلت بإقامة مركز عمليات تطوعية مشتركة - وهي الأولى من نوعها تجمع متطوعين من المجتمعين اليهودي والعربي، هذه المبادرة اللافتة التي حصلت على وسام وجائزة رئيس الدولة للتطوع. الآن تحديدا، أشعر أن العمل التطوعي المشترك له معنى كبير في ظل الأوضاع الحالية التي تعيشها البلاد. وبما ان هذه المبادرة مستمرة هذه الأيام، فما من أدنى شك أنه بالإمكان الاستمرار بها بشكل منتظم حتى في الأيام الاعتيادية. العمل المشترك والتعاون اليهودي العربي خاصة في مجال التطوع والعطاء يعتبر امرا بالغ الأهمية بالنسبة لي. ما يميزنا في المركز الجماهيري في رهط وما يميزني انا تحديدا كمدير لهذا المركز اننا نرحب بجميع أنواع التعاون، خاصة تلك التي يمكن أن يستفيد منها مركزنا المجتمعي، مع التشديد على الامور التي تضع رهط في المكانة التي تستحقها".
وفي حديثه عن اعمال التطوع والعطاء تجاه المجتمع والآخرين في المجتمع البدوي عامة، قال الزيادنة في هذا السياق : " في السنوات الأخيرة نواكب نهضة تطوعية لافتة في المجتمع العربي بشكل عام، وليس فقط في رهط، وأصبحنا نرصد رغبة قوية لدى الافراد في المجتمع العربي والبدوي على حد سواء في تقديم المساعدة بمستوى عالٍ، اذ ان العديد أصبح يطلب الانخراط في التطوع والمساعدة. في الماضي، كانت هناك أفكار مسبقة تجاه المجتمع البدوي وكانت جهات عديدة من خارج المجتمع تسلط الضوء دائمًا على الأمور السلبية لهذا المجتمع، ولم يتطرقوا الى الجوانب الإيجابية أبدًا. من هذا المنطلق أتوجه الى الجميع بالقول انه يتوجب عدم اصدار الاحكام على أي جهة او مجموعة دون التعرف على افرادها عن كثب. المجتمع البدوي يعج بالخير والايجابية. يمكن للجميع أن يؤثر، فلا تترددوا من المشاركة، وكونوا جزءًا من التغيير".
واختتم الزيادنة حديثه بالإشارة الى المبادرات والبرامج التي تم تنظيمها بالتعاون الوثيق مع جمعية الروح الطيبة مؤخرا في رهط أهمها كان في يوم الاعمال الخيرة الذي تزامن مع حلول شهر رمضان المبارك، حيث بلغت ذروة الاعمال التطوعية هناك بتجند العشرات من المتطوعات والمتطوعين من المنطقة من عرب ويهود ممن اجتمعوا وقاموا بتحضير رزم غذائية لحوالي 500 عائلة في المنطقة. هذا بالإضافة الى توجه عشرات آخرين من المتطوعين للمساعدة في الاعمال الزراعية وسائر الفعاليات والاعمال التطوعية التي جرت هناك.
وقال مدير المجتمع العربي في "الروح الطيبة" هلال حاج يحيى عن العمل والتعاون المستمر واللافت مع المركز الجماهيري في رهط :" ان السكان البدو في النقب هم مركّب اساسي من مجتمعنا العربي، نعتز ونفتخر به دائما، هذا المجتمع المحافظ الذي يتميز بالتمسك بالتراث البدوي الأصيل الذي يعزز بشكل لا لُبس فيه من قيم العطاء والمساعدة تجاه الآخرين. من خلال عملنا في الروح الطيبة مع البلدات البدوية في النقب، يمكننا القول ان المجتمع البدوي في النقب يعتبر سباقا في هذا المضمار، حيث شهدنا في الروح الطيبة مبادرات شارك بها المئات من أبناء المجتمع البدوي في النقب وكانت مبادرات ريادية ولافتة وكثير منها مستمر على مدار العام. تربطنا علاقة وثيقة مع كافة البلدات البدوية في النقب ونسعى دائما لتعزيز هذه العلاقة. مؤخرا افتتحنا مشروع يد للمجتمع بمشاركة نساء من القرى غير المعترف بها في النقب وذلك بغية خدمة أبناء المجتمع في هذه البلدات عامة للحد من إصابات الأولاد هناك، ولتعزيز أساليب الإدارة المالية السليمة، وتسخير متطوعين في تقديم الإسعافات الأولية لصالح الآخرين".
هلال حاج يحيى - تصوير جمعية الروح الطيبة
فؤاد الزيادنة - تصوير خاص