صورة للتوضيح فقط - تصوير: MGARCIA_CREATIVE-shutterstock
تُشير التقديرات إلى أن السيلياك يصيب شخصاً واحداً من بين كل 100 شخص في جميع أنحاء العالم، ولكن يتم تشخيص نسبة قليلة لا تتعدى الـ30% فقط على نحو صحيح.
اكتشفي ما هو مرض السيلياك وأعراضه والعلاجات الفاعلة؟، واستشيري طبيبك بهدف التشخيص المبكر. عندما يتناول الأشخاص المصابون بمرض الاضطرابات الهضمية (السيلياك)، بروتين الغلوتين الموجود في القمح والجاودار والشعير، فإن أجسامهم تكتسب استجابة مناعية تهاجم الأمعاء الدقيقة.
تؤدي هذه الهجمات إلى تلف الزغابات، وهي نتوءات صغيرة تشبه الأصابع تبطن الأمعاء الدقيقة، وتعزز امتصاص العناصر الغذائية. عندما تتضرر الزغابات، لا يمكن امتصاص العناصر الغذائية بشكل صحيح في الجسم.
مرض السيلياك هو مرض وراثي، وهذا يعني أنه ينتقل في الأسرة؛ فالأشخاص الذين لديهم قريب من الدرجة الأولى مصاب بهذا المرض (الوالد، الشقيق/ة، الطفل) لديهم خطر الإصابة بمرض الاضطرابات الهضمية بنسبة 1 من كل 10. في حين يمكن أن يتطور مرض السيلياك في أي مرحلة عمرية بعد أن يبدأ الأشخاص في تناول الغلوتين. ويمكن أن يؤدي المرض، إذا تُرك دون علاج، إلى مشاكل صحية خطيرة إضافية.
أعراض الاضطرابات الهضمية
أعراض مرض الاضطرابات الهضمية تختلف بشكل كبير من مريض إلى آخر، وقد يعاني الشخص من أعراض متعددة تأتي وتذهب.
إذا كان لديك مرض الاضطرابات الهضمية، قد تكون لديك مشاكل في الجهاز الهضمي أو أعراض أخرى.
تُعد أعراض الجهاز الهضمي أكثر شيوعاً عند الأطفال منها عند البالغين. وقد تشمل الأعراض الهضمية لمرض الاضطرابات الهضمية، الآتي:
انتفاخ البطن والغازات؛
الإسهال المزمن؛
الإمساك؛
عدم تحمل اللاكتوز بسبب تلف الأمعاء الدقيقة؛
الغثيان أو القيء؛
ألم في البطن؛
تغير في البراز (رخو، دهني، ضخم، وذو رائحة كريهة).
يُعاني بعض الأشخاص المصابين بمرض السيلياك أو الاضطرابات الهضمية من أعراض تؤثر على أجزاء أخرى من الجسم. قد تشمل هذه الأعراض الآتي:
التهاب الجلد الحلئي الشكل (طفح وتقرحات جلدية مزمنة تتميز بالحكة الشديدة وظهور البثور المملوئة بالسائل المائي)؛
التعب والإرهاق؛
آلام المفاصل أو العظام؛
مشاكل الصحة العقلية، مثل الاكتئاب أو القلق؛
أعراض الجهاز العصبي، مثل الصداع، أو مشاكل التوازن، أو النوبات، أو الاعتلال العصبي المحيطي؛
مشاكل الإنجاب لدى النساء والفتيات - والتي قد تشمل العقم، وتأخر بدء فترات الحيض، أو فترات الحيض الضائعة، أو الإجهاض المتكرر والعقم عند الذكور؛
أعراض في الفم مثل آفة القروح، جفاف الفم، أو لسان أحمر ناعم ولامع.
يعاني معظم الأشخاص المصابين بمرض الاضطرابات الهضمية من عرض واحد أو أكثر قبل تشخيصهم وبدء العلاج.
وعادةً ما تتحسن الأعراض وقد تختفي بعد أن يبدأ الشخص في تناول نظام غذائي خالٍ من الغلوتين. علماً أن الأعراض قد تعود إذا تناول الشخص كميات ولو صغيرة من الغلوتين.
واعتماداً على عمر المريض بالسيلياك عندما يقوم الطبيب بتشخيص المرض، قد لا تتحسن بعض الأعراض، مثل قصر الطول وعيوب الأسنان.
يمكن للأشخاص الذين يعانون من مرض الاضطرابات الهضمية والذين ليس لديهم أعراض أن يصابوا بمضاعفات بمرور الوقت، إذا لم يحصلوا على العلاج.
تشخيص مرص السيلياك على قدر من الأهمية
إذا أظهر اختبار الدم أنك تعانين من مرض السيلياك، سوف يوصي الطبيب المعالج بأخذ خزعة من الأمعاء الدقيقة عبر التنظير العلوي من أجل التوصل إلى تشخيص أكيد. وتؤخذ الخزعة من الأمعاء الدقيقة ثم يتم فحصها لمعرفة إن كانت بطانة الأمعاء الدقيقة قد أُصيبت بضرر أم لا. علماً أن الخزعة تعتبر الطريقة الوحيدة التي يمكن من خلالها التأكد من وجود مرض السيلياك على نحو قاطع.
لمحة عن عمل جمعية السلياك في المملكة العربية السعودية
بما أن أعداد المصابين بمرض السيلياك ليست بقليلة، حيث يُصيب شخصاً واحداً من بين كل 100 شخص في جميع أنحاء العالم، كما سبق وذكرنا، ظهرت جمعيات في دول عديدة غير ربحية، هدفها التوعية والمساعدة, لعل أبرزها جمعية السيلياك في المملكة العربية السعودية التي تأسست عام 2018 تحت المظلة الرسمية لوزارة العمل والتنمية الاجتماعية، وذلك برقم تصريح 1050. تهدف الجمعية لمساعدة المصابين بمرض السيلياك على التأقلم مع أسلوب حياتهم الجديد (مرض السلياك والحمية الخالية من الجلوتين)، من خلال تثقيفهم ونشر الوعي في المجتمع والتعاون مع الجهات المعنية لإصدار وتطبيق القرارات والمبادرات التي تساعدهم.
تكمن رؤية الجمعية في تحسين جودة حياة مرضى السيلياك، من خلال تقديم خدمات وبرامج للمستفيدين من مواطنين ومقيمين. كما تعزز الشراكات الناجحة لتلبية حاجات المجتمع، من خلال:
الخدمات الاستشارية والصحية.
الخدمات الاجتماعية.
برامج التوعية والتثقيف.
البرامج التدريبية.
إذا كنت تعانين من مرض السيلياك أو الاضطرابات الهضمية، يجب عليك التوقف عن تناول الغلوتين. سيؤدي تناول الغلوتين إلى إلحاق المزيد من الضرر بالأمعاء الدقيقة.
فالقضاء على الغلوتين هو العلاج الوحيد لهذا المرض، حيث يجب التخلي عنه لمدى الحياة.
وفي معظم الحالات، سيؤدي إخراج الغلوتين من نظامك الغذائي إلى إيقاف الأعراض. كما أن حصول أي ضرر قد لحِق بالأمعاء سوف يُشفى بعد إيقاف الغلوتين. وسيتوقف حدوث مزيد من الأضرار.
قد يكون من الصعب إزالة الغلوتين من نظامك الغذائي. وذلك لأن الغلوتين يمكن أن يكون موجوداً في العديد من الأطعمة. حيث يمكن العثور عليه في التوابل وتوابل السلطة وغيرها من المنتجات غير المتوقعة. لهذا السبب، قد يُحيلك مقدم الرعاية الصحية الخاص بك إلى اختصاصي تغذية متخصص في مرض السيلياك والاضطرابات الهضمية.
بعد التوقف عن تناول الأطعمة التي تحتوي على الغلوتين، من المرجح أن تتحسّن الأعراض خلال بضعة أيام إلى أسابيع. يجب أن تُشفى الأمعاء الدقيقة تماماً خلال 3 إلى 6 أشهر.
وفي بعض الحالات، قد يستغرق الشفاء التام وقتاً أطول، على الرغم من أن المريض يشعر بالتحسن.
سوف تعود الزغابات لتعمل مرة أخرى. إذا كنت أكبر سناً، فقد يستغرق الأمر ما يصل إلى عامين حتى يتعافى جسمك.
إذا كانت لديك مستويات منخفضة من الفيتامينات، فقد ينصحك الطبيب بتناول بعض المكملات الغذائية. وسيتابع تقدمك من خلال اختبارات الدم. وفي بعض الأحيان قد تحتاجين إلى تنظير علوي آخر مع أخذ خزعات.