logo

‎⁨رابطة الكتاب الأردنيين تناقش رواية ‘حكاية جدار‘ للأسير ناصر أبو سرور

موقع بانيت وصحيفة بانوراما
26-10-2024 08:59:24 اخر تحديث: 01-11-2024 13:32:03

عقدت مجموعة ملف "أسرى يكتبون" في لجنة فلسطين في "رابطة الكتاب الأردنيين " ندوتها الدورية المخصصة لمناقشة الأعمال الأدبية لأسرى يكتبون خلف القضبان،

صور من حسن عبادي

وجاءت الندوة الثلاثين لتناقش رواية "حكاية جدار" للأسير ناصر أبو سرور، بحضور عائلته.
أدار اللقاء الشاعر صلاح أبو لاوي في مقر رابطة الكتاب الأردنيين في عمّان، وبحضور عدد من أعضاء الرابطة والمهتمين بالأسرى وأدب الحريّة، وشارك بمداخلات الدكتورة مها القصراوي، والناقد الأدبي والفلسفي مجدي ممدوح، والشاعر والروائي أحمد أبو سليم، والمحامي الحيفاوي حسن عبادي، والمحامية نادية دقة (ممثّلة الأسير والعائلة).

بدأ مدير الندوة الشاعر صلاح أبو لاوي (عضو لجنة فلسطين في الرابطة وناشط مركزي في مبادرة "أسرى يكتبون") كلامه بكلمة ترحيبيّة و " تحيّة للحركة الأسيرة والأهل في غزة "، وطلب من الحضور "وقفة دقيقة حداد وقراءة الفاتحة على أرواح الشهداء" ، وقدم شرحا موجزا عن سيرة حياة الأسير.

بدايةً كانت كلمة للمحامية نادية دقّة نيابة عن الأسير ناصر أبو سرور، تناولت وضع ناصر وعبّرت عن سعادته وامتنناه لعقد هذه الندوة في عمان وأهميّتها بالنسبة له.

تلاها المحامي الحيفاوي حسن عبادي الذي تحدّث بدوره عن "لقاءاته بالأسير ناصر أبو سرور وعن الرواية، وعلاقة ناصر بالجدار، فهو ابن مخيّم عايدة، وحين اعتقل كتب على جدار زنزانته الأولى: "وداعًا يا دنيا" وتعلّق بالجدار، أصبح الجدار هُويّته، وآمن بأنّ الجدار هو ثابتك الوحيد فالتصقْ به، ولا تسقطْ عنه" .

وتحدّث عن "ولادة الرواية من رحم المعاناة، وعن الثقب الأسود والكتابات المثقوبة، وعن أزمة الحركة الأسيرة، وعن القراءة داخل السجن حتّى تخمّرت الأفكار بما فيه الكفاية، ووجد أنّ لديه الرغبة في الكتابة، ويمتلك القدرة عليها، وحلم بشرفة وحديقة وفنجان قهوة، وأوراق ليكتب، فأقنع نفسه بأن شبّاك السجن شرفته فبدأ يكتب... ولم يتوقّف" .

وأضاف أن " الرواية هي ليست حكاية ناصر. إنّها حكاية جدارٍ قرّرَ أن يختاره شاهدًا على ما يفكّر ويقول ويفعل... لقد أعطاه الجدار صِفاته وألقابه كلّها منذ بداية المشوار، في المخيم، على هامش المدينة، في السجن، وفي قلب امرأةٍ أو على أطرافه . ناصر صوتُ هذا الجدار وهكذا قرَّرَ أن يتكلّم... الجدار هو أصل الحكاية، يُلازمنا طيلة الوقت وفي كل زمان ومكان، جدار فكري في وعينا بدايةً وفي محيطنا ثانيةً لنصبح كلنا سجناء. نجد الأسير الفلسطيني يصارع الجدار؛ احتلالا جائرا وقهراً وظلماً، ووجدتها فعلاً سيرة وحكاية ورواية جدار وليس سيرة ناصر فحسب، فالجدار هو بطل/ لا بطل الرواية" .

وأنهى عبادي مداخلته بأبيات من قصيدة كتبها له ناصر بعنوان " خُذْني إلى حَيْفا".

تلته الدكتورة مها القصراوي بمداخلة عنونتها بـ "جدلية الروح والجسد في نص "حكاية جدار" للأسير الفلسطيني ناصر أبو سرور"؛ وجاء فيها: "حكاية جدار" نص سردي، حدد جنسه الأدبي على غلاف الكتاب أنه رواية، ولكن من يتأمل في تشكيل النص يتجلى له أنه تمثيل لتداخل الأجناس الأدبية، فقد اجتمعت الرواية مع السيرة الذاتية مع القصيدة في نسج بنية هذا النص، وإن كان أقرب للسيرة الذاتية. وقد أبدع ناصر في المزج بين هذه الأجناس بلغة شعرية تكشف قدرته البلاغية في تطويع اللغة، وهو يقول في مقدمة النص أنه يتمنى للقارئ قراءة وعرة، لأننا أمام نص استثنائي يحمل في طياته نصوصا عدة تبكيك وتفرحك وتغرقك في الحب والألم" .

وتلاها الناقد الأدبي والفلسفي مجدي ممدوح بمداخلة عنوَنها بـ "الحرية والضرورة في حكاية جدار"؛ وجاء فيها: "يذكرني جدار ناصر بصخرة سارتر. فكلاهما لم يشكلا عائقا أمام الحرية... يعثر ناصر على حريته المفقودة من خلال التعالي على الواقع المادي وإخضاع هذا الواقع لهيمنة الخيال." وتساءل: "هل مضى ناصر حتى نهاية الشوط في تخليه وتضحيته أم أن القدر تدخل وأوقف مسيرة التخلي والتضحية واستبدلها بقربان؟ هذا السؤال لا أحد يستطيع الإجابة عليه سوى ناصر. وربما يمكن استشفاف الإجابة التي تخفت في خبايا النص".

ثم تحدث الشاعر والروائي أحمد أبو سليم بمداخلة عنوانها "هل يمكن أن يمسي الإنسان جداراً؟!" حيث تناول الزَّمن في الرواية؛ إذ لم يكن الزَّمن يوماً كليَّاً، فلكلّ مكان زمنه الخاص، فالزَّمن هو إحساسنا بالزَّمن، وتناول المكان والتَّناقض القاسي بين المكان الحقيقيِّ، وفكرتنا عن المكان، تلك الفكرة الَّتي تبقى عالقة في الوعي، في الذَّاكرة، وربطها بالمسمَّيات ليعيد تفسير كلِّ الوقائع والأَحداث والبيانات وفقاً للوعي المُكتسب وكل ذلك بالضَّرورة سيقودنا إلى وعي مختلف لا محالة. وأضاف: "تظهر ننّا لتسلِّم مفاتيح حبِّها لسجين خلف القضبان للقدر، وتنسحب من المشهد، في نهاية المطاف، بصورة دراماتيكيَّة، إنَّه الأَمل، لكنَّه أمل محكوم بالشُّروط الَّتي لا نحاول تجاوزها فحسب، إنَّما اجتيازها بالقفز عنها، ستصبح في لحظة ما، بعد انسحابها من المشهد كلِّه، هي الجدار، والملاذ، لكن ضمن شرط التمثُّل عبر مفاهيم الدَّاخل لا الخارج، فالمسألة لا تحتمل التَّواصل الماديَّ الَّذي يشبه إلى حدٍّ بعيد تواصل ما قبل الموت بما بعده، أو الماديِّ بالميتافيزيقي، ستتحوَّل إلى حالة، فكرة، وآنذاك فقط يمكن للأسير أن يتعايش معها... ذات يوم، غودو سيعود لا محالة... هكذا قال الأَسير" .