logo

وفاة كولن رجل الدين التركي المتهم بتدبير محاولة انقلاب 2016

تقرير رويترز
21-10-2024 17:50:32 اخر تحديث: 21-10-2024 18:35:07

إسطنبول (تقرير رويترز) - توفي فتح الله كولن رجل الدين التركي المقيم في الولايات المتحدة عن 83 عاما. وأسس كولن حركة إسلامية قوية في تركيا وخارجها، لكنه قضى السنوات القليلة الماضية

فتح الله كولن رجل الدين التركي - (Photo by Social Media/Anadolu via Getty Images)

متهما بتدبير محاولة انقلاب ضد الرئيس التركي رجب طيب أردوغان.
وقال موقع هركول، الذي ينشر خطب كولن، عبر منصة إكس إن كولن توفي مساء يوم الأحد في مستشفى بالولايات المتحدة حيث كان يتلقى العلاج.

وكان كولن حليفا سابقا لأردوغان لكن خلافا قويا دب بينهما، واتهمه أردوغان بتدبير محاولة الانقلاب في عام 2016 التي استولى فيها جنود مارقون على طائرات حربية ودبابات وطائرات هليكوبتر. وقُتل نحو 250 شخصا في الانقلاب الفاشل.

ونفى كولن، الذي عاش في منفى اختياري بالولايات المتحدة منذ عام 1999، تورطه في محاولة الانقلاب، لكن تركيا صنفت حركته على أنها جماعة إرهابية. وأكد وزير الخارجية التركي هاكان فيدان وفاته، واصفا إياه بأنه زعيم "منظمة ظلامية"، وقال إن محاربة تركيا لحركته سوف تستمر.

وأضاف فيدان في مؤتمر صحفي "تصميم أمتنا على مكافحة الإرهاب سيستمر، ولن تقودنا أنباء وفاته إلى التهاون".
ويقول أتباع كولن إن الحركة التي أسسها، والمعروفة باسم (الخدمة)، تهدف لنشر تعاليم الإسلام الوسطي التي تشجع على التنشئة على النمط الغربي والتواصل بين الأديان وتعزيز حرية التجارة.

ومنذ محاولة الانقلاب تم تفكيك حركة كولن بشكل ممنهج في تركيا وتراجع نفوذها على المستوى الدولي. ووُلد كولن في قرية بإقليم أرضروم في شرق تركيا عام 1941. وكان والده إمام مسجد، ودرس القرآن الكريم منذ طفولته.

وفي عام 1959، عُين كولن إماما لمسجد في مدينة أدرنة بشمال غرب البلاد وبدأ يكتسب شهرة كداعية في الستينيات في إقليم إزمير بغرب تركيا حيث أنشأ مساكن للطلاب وكان يذهب إلى المقاهي لوعظ الناس.

وشكلت هذه المساكن نقطة انطلاق لشبكة غير رسمية توسعت على مدى عقود بعد ذلك من خلال مؤسسات تعليمية وتجارية وإعلامية وحكومية، مما منح أتباع كولن نفوذا واسع النطاق.

وامتد هذا النفوذ أيضا إلى ما أبعد من حدود تركيا إلى الدول الناطقة بالتركية في آسيا الوسطى والبلقان وأفريقيا والغرب من خلال شبكة من المدارس.
وقال فيدان إنه يأمل أن تؤدي وفاة كولن إلى عودة الشباب التركي الذي سلك طريق "خيانة" بلده بدعوى القيم الدينية. وأضاف "هذا ليس طريقا جيدا".

حليف سابق لأردوغان
كان كولن حليفا وثيقا لأردوغان وحزب العدالة والتنمية، لكن توترات متزايدة اندلعت بينهما في ديسمبر كانون الأول 2013 عندما تم الكشف عن تحقيقات تتعلق بالفساد استهدفت وزراء ومسؤولين مقربين من أردوغان.

وكان يُعتقد على نطاق واسع أن ممثلين للادعاء العام ورجال شرطة من حركة كولن يقفون وراء التحقيقات، وصدرت مذكرة اعتقال بحق كولن في عام 2014، وتم تصنيف الحركة جماعة إرهابية بعد ذلك بعامين.

وبعد فترة قصيرة من محاولة الانقلاب في عام 2016 وصف أردوغان أتباع كولن بالخونة وأنهم "مثل السرطان"، وتعهد بالقضاء عليهم أينما كانوا. وتم إغلاق مئات المدارس والشركات والمنافذ الإعلامية والجمعيات المرتبطة به ومصادرة الأصول. وأدان كولن محاولة الانقلاب "بأشد العبارات".

وقال في بيان "نظرا لأنني أحد من عانوا من الانقلابات العسكرية المتعددة خلال العقود الخمسة الماضية، فمن المهين بشدة أن يجري اتهامي بأي صلة بمثل هذه المحاولة".

وفي حملة القمع التي تلت الانقلاب، جرى اعتقال ما لا يقل عن 77 ألف شخص ووقف 150 ألفا من موظفي الدولة، بينهم معلمون وقضاة وجنود، عن العمل بموجب قوانين الطوارئ. وصادرت الدولة أو أغلقت شركات ووسائل إعلام تعتبر مرتبطة بكولن. وقالت الحكومة إن أفعالها مبررة بالنظر لخطورة التهديد الذي يشكله الانقلاب على الدولة.

كما تعرض كولن لانتقادات حادة من جانب المعارضة التركية، التي رأت أن شبكته تآمرت على مدى عقود لتقويض الأسس العلمانية للجمهورية. وظلت أنقرة تطالب لفترة طويلة بتسلم كولن من الولايات المتحدة.

وفي حديث بمجمعه المحاط بسور في جبال بوكونو في بنسلفانيا، قال كولن في مقابلة مع رويترز عام 2017 إنه ليس لديه خطط لمغادرة الولايات المتحدة تجنبا لتسليمه. وخلال تلك المقابلة، بدا كولن ضعيفا مما جعل طبيبه الذي يتابع حالته منذ فترة طويلة على مقربة منه.