logo

التحديات الاقتصادية تتفاقم في عرب العرامشة .. رئيس لجنة الطوارئ : ‘70% من العاملين بالمناطق الصناعية المحاذية بلا عمل‘

موقع بانيت وصحيفة بانوراما
20-10-2024 21:09:54 اخر تحديث: 21-10-2024 08:21:53

قرية عرب العرامشة، الواقعة على الحدود الشمالية، تعيش في ظل ظروف عصيبة اثر التصعيد العسكري المستمر. أهالي القرية يعانون من القصف المتواصل وإطلاق الصواريخ التي تهدد حياتهم وأمنهم بشكل يومي.

دوي صفارات الإنذار أصبح جزءًا من الحياة اليومية، حيث يضطر السكان للتوجه إلى الملاجئ والاماكن الامنة بشكل متكرر، مما يزيد من الضغط النفسي والمعاناة. في هذه الظروف، يجد الأهالي في عرب العرامشة أنفسهم كسائر الكثير من المواطنين شمالي البلاد، في الخطوط الأمامية للنزاع، محاولين التأقلم مع الخطر المستمر الذي يحيط بهم.

يقول رئيس لجنة الطوارئ في عرب العرامشة - اديب مزعل لموقع بانيت وقناة هلا: "في ظل هذه اللحظات العصيبة التي نمر بها، وبعد التوغل الإسرائيلي داخل الأراضي اللبنانية، من الواضح أن منطقتنا ومنطقة الجليل الغربي أصبحتا في الخط الأمامي لهذا النزاع. في بداية الحرب، لم نشهد سقوط قذائف وصواريخ، لكن اليوم سقطت في أماكن قريبة من البلدة، وأيضًا بالقرب من المناطق السكنية. بدورنا، أكدنا على ضرورة اتباع تعليمات الجبهة الداخلية، وتحدثنا عن الإخلاء، ولكن لم يعد الحديث عنه حلاً عمليًا، إذ تتعرض الدولة بأكملها لإطلاق نار مستمر. لذا نطلب من جميع المواطنين الالتزام بتعليمات الجبهة الداخلية".

ومضى قائلاً: "نحن مُعلن عن منطقتنا منذ أكثر من أسبوع ونصف كمنطقة عسكرية مغلقة، والأمر قابل للتمديد. هذا يعني أنه لا يوجد دخول أو خروج من البلدة. نحاول جاهدين توفير كل احتياجات الأهالي، ونطلب منهم البقاء بالقرب من الملاجئ والأماكن المحمية. كما أننا على نحاول تلبية احتياجاتهم ونتلقى توجهات على مدار الساعة".

"العلاقات الاجتماعية تأثرت الى حد كبير "

وحول تأثير الحرب على الوضع الاجتماعي في القرية، قال اديب مزعل: "تأثرنا بشكل كبير بحكم أننا قرية صغيرة في منطقة الجليل الغربي. قبل بضعة أشهر، سقط صاروخ على المركز الجماهيري، والذي كان مكانًا حيويًا للأهالي، سواء للمسنين أو الشباب، وتوقف عن استضافة أي فعاليات منذ ذلك الحين. كان هذا المركز القلب النابض للأنشطة الاجتماعية، واليوم نجد أغلب الناس يتواجدون بالقرب من الملاجئ، وبعض العائلات اضطرت لمغادرة القرية واستئجار أماكن أخرى. بالطبع، هذا الوضع أثر بشكل كبير على العلاقات الاجتماعية بين السكان".

"نحتاج بشكل كبير الى دعم نفسي" 

وأضاف: " في الوقت الحالي، نحن بحاجة ماسة إلى الدعم النفسي أكثر من الدعم الاقتصادي. بعد انتهاء الحرب، سنواجه الكثير من الأشخاص الذين يعانون من مشاكل نفسية كبيرة تحتاج إلى اهتمام ورعاية خاصة".

"الناس تأثروا بشكل كبير من الناحية الاقتصادية"

وأشار اديب مزعل الى "أن الناس تأثروا بشكل كبير من الناحية الاقتصادية في ظل القصف الصاروخي المتواصل. اليوم، أكثر من 70% من العاملين الذين كانوا يعملون في المناطق الصناعية المحاذية للبلدة غير قادرين على الذهاب إلى عملهم، مما أدى إلى فقدانهم مصدر دخلهم الأساسي. بالرغم من أن الدولة تقدم منحًا للسكان، إلا أنها غير كافية لتلبية الاحتياجات اليومية. السكان مضطرون لشراء كافة احتياجاتهم بشكل مستقل، وهو ما يزيد من الأعباء المالية عليهم. كما أن الأهالي يتكفلون بنقل أطفالهم إلى المدارس بشكل شخصي، نظرًا لعدم توفر وسائل النقل العام، وكل خدمة يحتاجها المواطن تتطلب دفع تكاليف إضافية، مما يزيد من التحديات الاقتصادية التي يواجهها الناس في هذه الظروف الصعبة".

"تحديات عديدة"

وحول التحديات الأخرى التي تواجه الأهالي، قال مزعل: " نواجه العديد من التحديات اليوم، ولكن نركز بشكل خاص على التحديات الحالية التي تؤثر على حياتنا اليومية. من أبرزها مشكلة وصول الطلاب إلى المدارس، حيث يُطلب منهم الوصول والعودة بشكل مستقل، في ظل غياب وسائل النقل العام. بالإضافة إلى التحدي الاقتصادي الكبير، حيث يجد الأهالي أنفسهم مضطرين لتوصيل أبنائهم ليس فقط إلى المدارس، ولكن أيضًا إلى أي فعاليات جماهيرية أو اجتماعية، مما يزيد من الضغط المالي. ولا يمكن تجاهل التحدي الأكبر وهو إطلاق النار المستمر على مدار الساعة، الذي يفرض علينا التأقلم مع وضع غير مستقر. بعض الأهالي يجدون صعوبة في مغادرة البلدة لأسباب مختلفة، ولذلك مجبرون على التعايش مع هذا الواقع الصعب والتأقلم مع الظروف القاسية التي فرضتها الحرب".

"اضرار جسيمة"

وأكد مزعل على "أن الضرر والخسائر في الممتلكات نتيجة القصف كانت جسيمة. ضريبة الأملاك تعوض السكان، الجهات المعنية زارت البلدة عدة مرات، ومن المتوقع أن تستغرق عملية التعويض وقتًا طويلاً. هناك دمار كبير في البنى التحتية، خاصة في شبكات الصرف الصحي، مما يزيد من معاناة الأهالي. بالإضافة إلى ذلك، هناك مناطق لا نستطيع الوصول إليها بسبب كونها مناطق عسكرية مغلقة، وقد شهدنا فيها دمارًا كبيرًا. العديد من البيوت دُمّرت، والانفجارات كسرت نصف نوافذ البيوت في البلدة".

"لا يمكننا تنفيذ أي خطة فعالة دون وجود دعم سياسي"

وأوضح مزعل "أنه بعد أكثر من سنة من الحرب، لا يزال الدعم النفسي للأهالي يعتمد بشكل رئيسي على التواصل عبر الهاتف، ولا توجد خطة جذرية لتقديم الدعم النفسي اللازم. للأسف، لم يصل أي مسؤول حكومي للسؤال عن أوضاع البلدة، حتى من خارج المنطقة. وبالنسبة للأحزاب العربية، فحدّث ولا حرج، حيث نشعر بوجود انفصال تام بين هذه الأحزاب والقرية. لا أعرف السبب وراء ذلك، ولكن حزب الموحدّة هو الحزب الوحيد الذي وقف معنا في هذه المرحلة الحرجة. للأسف، لا يمكننا تنفيذ أي خطة فعالة دون وجود دعم سياسي قوي، وهو ما نفتقر إليه حاليًا".

"أتمنى أن تمر الأوضاع بسلام"

واختتم حديثه، قائلاً: " في هذه اللحظات الصعبة، أود أن أعبر عن محبتي الكبيرة لأهالي البلد. أتمنى من أعماق قلبي أن تمر الأوضاع بسلام وأن تنتهي الحرب قريبًا. كما أرجو أن يتبع الجميع تعليمات الجبهة الداخلية لضمان سلامتهم وسلامة أسرهم".

 تصوير الشرطة