logo

المربية الطمراوية تتحدث عن الفيديو الذي قلب حياتها رأسًا على عقب : ‘فجأة وجدت نفسي معصوبة العينيْن وفي غرفة التحقيق يضحكون عليّ ويهمسون إنها ترقص ..‘

من معتصم مصاروة مراسل موقع بانيت وصحيفة بانوراما
13-10-2024 11:37:35 اخر تحديث: 13-10-2024 13:59:08

أعلنت الشرطة في الأيام الأخيرة عن اطلاق سراح المربية انتصار حجازي من طمرة التي اعتقلتها ونسبت لها في وقت سابق شبهة "تعريض سلامة الجمهور للخطر"،

على خلفية فيديو نشرته حجازي على صفحة تابعة لها في أحد مواقع التواصل الاجتماعي، ظهرت فيه وهي ترقص على انغام أغنية أجنبية وظهر على الفيديو تاريخ 7.10.2023 ". وقال الوزير ايتمار بن غفير الذي نشر خبر اعتقالها مع صورة وهي معصوبة العينيْن ، انه "لا تسامح مع داعمي الإرهاب ".

على صعيد متصل، قال المحامي أشرف حجازي، الموكل بالدفاع عن المعالجة بملاطفة الحيوانات المعلمة انتصار حجازي من طمرة " ان المحكمة المركزية في الناصرة قبلت يوم الجمعة الاستئناف الذي تقدم به باسم موكلته بشكل جزئي، والذي تم تقديمه لطلب تخفيف التقييدات المفروضة عليها من قبل الشرطة". 

وقالت المربية انتصار حجازي في حديث مطول ادلت به لموقع بانيت وقناة هلا حول حيثيات اعتقالها وما حصل معها من احداث بعد اطلاق سراحها: "في السابع من أكتوبر من العام الماضي، كنت متواجدة في مدرسة يافة الناصرة. لم نكن نعلم ما الذي يحدث في الدولة (هجوم حماس جنوبي البلاد) وكنت مع الأطفال طوال الوقت، وبما أنني قريبة جدًا منهم وأقوم بعمل بعض الأنشطة معهم، قررت تصوير فيديو "ترند" في حينه، حيث قمت بنشر فيديو وانا أقوم بالالتفاف، لم يكن هناك أي محتوى سلبي في الفيديو، وكان له الكثير من المشاركات، ومر الأمر بشكل عادي. بعد انتهاء الدوام، اكتشفنا الأحداث التي جرت في البلاد آنذاك. في يوم الاثنين، وتحديدًا في نفس التاريخ، ظهر لي تذكير من تطبيق تيك توك بأن ذلك الفيديو تم نشره في هذا اليوم. أحببت مشاركته من جديد على نفس الاغنية لأنه كان لي ذكرى جميلة وأحببت أن يشاهده الأطفال مرة أخرى ومتابعيني الجدد، وبما أن محتواي غالبًا ما يكون للأطفال، قررت إعادة نشره على نفس الأغنية، وكان مكتوبًا بشكل تلقائي من تيك توك تاريخ نشري للفيديو، وعادةً ما يلاحظ متابعيني أنني أشارك فيديوهات في نفس التاريخ من فترة لأخرى. نشرت الفيديو وخرجت من المنزل، حيث كان لدي فحص خارج المنزل وقمت ببعض المشتريات. وبعد المغرب، وعند عودتي إلى البيت، تلقيت اتصالاً يخبرني أن الفيديو الذي صورته قد أحدث ضجة كبيرة، وأن الناس يعتقدون أنني أحتفل بهذا اليوم عمدًا. استغربت جدًا لأن ذلك لم يكن قصدي على الإطلاق، وبدأت أبرر الأمر. وتم الطلب مني حذف الفيديو".

"تلقيت اتصالًا من أمي تخبرني أن الشرطة في منزلنا"

ومضت المربية حجازي مستذكرة تطور الأحداث: " حذفت المقطع، لكن تلقيت اتصالًا آخر يطلب مني حذف المقطع الأصلي، بعدها وصلني رابطا حول منشور يتعلق بي، تم نشره عصر ذلك اليوم، ويحتوي المنشور على الفيديو الذي قمت بنشره حيث تم سحبه من تيك توك ونشره على فيسبوك مع ذكر أنني معلمة في مدرسة بالناصرة، رغم أنني لم أكن في الناصرة وقت تصويري للفيديو. دخلت على التعليقات وبدأت أرى السب والشتم والألفاظ السيئة التي كُتبت عني، وكان فيها الكثير من الحقد والكره. شعرت بالخوف مما يحدث، ورأيت كيف أن الأمر قد تحول إلى قضية كبيرة وقمت فورا بالخروج من التعليقات. وفجأة، تلقيت اتصالًا من أمي تخبرني أن الشرطة في منزلنا. تساءلت عن السبب، ولم يكن أحد يعرف التفاصيل. بسرعة، لبست وجهزت نفسي، ثم جاء والدي وسيارة الشرطة وانتظروني في الأسفل. لم يكن أي منهم يعرف ما يجري، وكانوا قادمين من مركز الشرطة في طمرة. ركبت معهم في السيارة دون أن يضعوا أي قيود عليّ، وجلست في الخلف".

واردفت قائلة: "عند وصولي إلى مركز الشرطة في طمرة، أخبروني بأن سيارة الشرطة من الناصرة قد وصلت، ونزلوا إلى الأسفل. ولكن السيارة كانت مختلفة، حيث كانت مع قضبان حديدية في الخلف. نزل رجال الشرطة، وكان أحدهم يحمل الأصفاد في يده من ثم وضعها على يدي وقدميّ مما جعلني أشعر بالخوف، وقد شعرت بخوف اكبر حينما اقترب مني ليضع قطعة قماش على عيني، بدأت أصرخ لأنني أخاف من الظلام، وقاموا بتغطية عيني وركبت معهم في السيارة".

"كان يجب عليّ في التحقيق أن أوضح وأبرر الفيديو الذي نشرته"

وحول مجريات التحقيق، قالت انتصار حجازي: " كان يجب عليّ في التحقيق أن أوضح وأبرر الفيديو الذي نشرته، حيث لم يكن قصدي تصويره في ذلك اليوم. كانوا يعتقدون أنني قد صورت الفيديو في نفس اليوم وكتبت ذلك عمدًا، لكني حاولت أن أوضح لهم أنني قد صورته في السنة الماضية، وأن الأمر يتعلق بي فقط. لقد قمت بإعادة نشره من جديد، ولم أكن على دراية بأي شيء يتعلق بالأحداث حينما صورته. حتى عند نشر الفيديو في البداية، لم تحدث أي من هذه الأحداث، ولم تكن هناك تعليقات سلبية عليه".

"شعرت أنهم يقومون بتصويري"

وتابعت قائلة: "بعدما وصلت بسيارة الشرطة إلى مركز الشرطة في الناصرة، أخرجوني من السيارة وشعرت أنهم يقومون بتصويري بينما كانت لا زالت الاصفاد على قدمي ويديّ، ومعصوبة العينين. كنت أستطيع رؤية القليل من تحت القماش، وكنت أرفعها قليلاً بينما كانوا يصورونني. سمعتهم يضحكون ويقولون إنني أرقص. ثم أخرجوني من الغرفة، وجعلوني أمشي في الممر، وعندما كنت أحاول العودة شعرت أنهم يصورونني لأنني كنت أسمع أصوات تصوير الفيديو طوال الوقت، بينما كنت معصوبة العينين".

وأضافت: " بعد ذلك، أعادوني إلى الغرفة مرة أخرى وأنا معصوبة العينين، ثم شعرت بشخص يدخل ويغلق الباب بقوة، وسمعت صوت المفاتيح ترتطم بالطاولة. جاءت شرطية لتفتشني، وكان تفتيشها بطريقة أخافتني جدًا وتسببت لي لالألم، حتى أنها لم تعطني فرصة لأرفع الغطاء عن رأسي. حاولت إخبارها بأنها تؤلمني، لكنها ردت علي بصرامة أن أغلق فمي. عندما طلبت منها أن أذهب إلى الحمام، قالت لي أن أفعل ذلك على نفسي. وبعدما انتهت من تفتيشي، ربطت لي الرباط مرة أخرى على عيني، ولكنها شدته أكثر، ثم أخذوني إلى غرفة التحقيق وفكوا الرباط عن عيني".