صورة للتوضيح فقط ، تصوير: Stock-Asso-shutterstock
لجوجل أحرزت في الأشهر القليلة الماضية تقدما في تطوير نوع جديد من البرامج القادرة على بناء "سلاسل التفكير" استنادا إلى تقنيات الذكاء الاصطناعي. ويشار إلى أن مثل هذه البرامج مناسبة لحل المسائل متعددة المراحل في مجال الرياضيات وبرمجة الحاسوب، ولا تحتاج سوى ثوان معدودة لتوليد أفضل إجابة.
هذا التطوير يمثل "جبهة جديدة" في التنافس بين جوجل وشركة OpenAI التي ابتكرت نموذج ChatGPT اللغوي. وحسب مصدر فإن بعض الموظفين في Google DeepMind، بصفته قسما في الشركة يعمل على تطوير الذكاء الاصطناعي، يشعرون بقلق من أن جوجل صارت متخلفة عن OpenAI التي كشفت في سبتمبر الماضي عن نموذج o1 الذي يعمل بطريقة مماثلة.
في سياق متصل، توقع ديميس هاسابيس، الرئيس التنفيذي لشركة جوجل ديب مايند، الوصول إلى ذكاء اصطناعي بقدرات معرفية شبيهة للبشر خلال العقد القادم، مؤكدًا أن هذه التقنية تحمل إمكانيات هائلة، ومنها القدرة على علاج جميع الأمراض.
وجاء ذلك خلال حديثه في قمة تايمز للتكنولوجيا، قائلا إن تحقيق الذكاء الاصطناعي العام يتطلب ابتكارين كبيرين أو ثلاثة.
وأوضح أن الذكاء الاصطناعي العام هو نظام عام قادر على أداء أي مهمة معرفية يستطيع البشر القيام بها. وأضاف: كان هذا الهدف الأصلي لمجال الذكاء الاصطناعي، وهو الهدف الذي تسعى ديب مايند إلى تحقيقه.
وأسس هاسابيس شركة ديب مايند في عام 2010 مع شين ليغ ومصطفى سليمان، واستحوذت جوجل على الشركة في عام 2014 مقابل 500 مليون دولار أمريكي.
وحققت الشركة العديد من الإنجازات في مجال الذكاء الاصطناعي، ومنها مشروع "ألفا فولد"، الذي يُمكنه التنبؤ بسلوك البروتينات، ما قد يُسهم في تطوير المضادات الحيوية وعلاجات السرطان.
وأشار هاسابيس، إلى أن هناك ضجة كبيرة تحذر من التهديد الوجودي للبشر من الذكاء الاصطناعي، وعلق قائلًا إن هذا الرأي خطأ بوضوح، وإن الذكاء الاصطناعي يُعد تحولًا تاريخيًا يتجاوز الإنترنت والهواتف المحمولة.
وشدد هاسابيس على ضرورة التعامل مع الذكاء الاصطناعي بحذر، مستشهدًا بتجربته مع الذكاء الاصطناعي في الألعاب، إذ تمكّن أحد أنظمة الذكاء الاصطناعي من تعلم لعبة الشطرنج في غضون 8 ساعات فقط ليصبح قادرًا على هزيمة أفضل لاعبي الشطرنج وكذلك نظم الحاسوب المتخصصة.
وأضاف: نحن قريبون من القدرة على علاج كافة الأمراض بالذكاء الاصطناعي، والمساعدة في مواجهة أزمة المناخ، واكتشاف مصادر طاقة جديدة، وتحسين الإنتاجية اليومية، وتخفيف أعباء المهام الإدارية الروتينية. كل ذلك سيحدث قريبًا.