وخاصة في الداخل الإسرائيلي ، هو مزيج من الارتباك والخطورة . جانب الارتباك هو نابع من عدم معرفة أمرين ، الأول كيف ستتطور الاحداث في الجبهة اللبنانية من حيث الاجتياح البري وما هو الوضع في الميدان ، والأمر الثاني هو كيف سترد إسرائيل على الهجوم الإيراني الذي كان موجعا بشكل كبير لإسرائيل . أما جانب الخطورة فهو يعتمد على نتائج هذين الأمرين ، بمعنى اذا قررت إسرائيل في اليومين القادمين مهاجمة أهداف استراتيجية مثل المفاعلات النووية الإيرانية أو المقدرات النفطية أو الغازية في ايران ، فان الرد سيكون مجلجلا باتجاه فتح مواجهة إقليمية غير مرغوب بها لدى الغالبية الساحقة من المنطقة بما في ذلك الولايات المتحدة الامريكية ، الأمر الذي يقول بأنه ستكون هناك أضرار كبيرة جدا للجميع ولاسرائيل أيضا ، وللمصالح الامريكية في الشرق الأوسط " .
وأضاف د . سهيل دياب لقناة هلا : " هناك 3 نقاط في الموقف الأمريكي ، النقطة الأولى أن الموقف الامريكي منذ العدوان على غزة وصولا الى لبنان والى المنطقة فان أمريكا ربطت نفسها بإسرائيل وقامت بدعمها في جميع المجالات والمستويات . النقطة الثانية أن هناك نقاطا خلافية متعلقة بالمصالح المختلفة لإسرائيل ولأمريكا لامكانية الوصول الى مواجهة إقليمية ، فالمقاربة الإسرائيلية تقول أن نتنياهو وحكومته يريدان جر الولايات المتحدة الامريكية الى مواجهة إقليمية مع ايران وكل محور المقاومة في المنطقة ، وهذه بالنسبة لنتنياهو مناسبة تاريخية لانهاء واغلاق هذا الملف بتحديد الفوقية الإسرائيلية العسكرية والأمنية وسياسة الردع ، بما في ذلك القضاء على القضية الفلسطينية . اما المقاربة الامريكية فهي معاكسة لذلك ، وتقول أن المواجهة الإقليمية ستضر بمصالحها في الشرق الأوسط خاصة أمام حلفائها وحلفائها العرب تحديدا ، وستدفع الولايات المتحدة الامريكية ثمنا غاليا لهذا الانخراط والتدخل الى جانب إسرائيل في هذه المواجهة .
أما النقطة الثالثة هي الانتخابات الامريكية ، وهذا الشهر فيه مزيج من أمرين ، الأول أن الدولة العريقة الأمريكية وبايدن شخصيا يريد نجاح هاريس بأي حال من الأحوال ، وفي حالة الذهاب الى حرب إقليمية فان إمكانيات فوز هاريس تسقط وتهوى بشكل كبير " .
د. سهيل دياب