نتنياهو التي طالما انتقدها وعارض الكثير من سياستها ونهجها.
وقد واجه ساعر لدى صعوده الى منبر الكنيست صرخات اعتراض من قبل عضو الكنيست تالي غوتليب التي قالت ان ساعر حصان طروادة داخل الحكومة . وقد صوت الى جانب تعيين ساعر وزيرا 57 عضو كنيست، فيما عارض التعيين 40 عضو كنيست .
وقال د. أمير خنيفس من شفاعمرو وهو محاضر في العلوم السياسية، لموقع بانيت وقناة هلا : " ساعر حاول بكل الوسائل رفع نسبة التأييد له في الشارع الإسرائيلي خلال الأشهر الأخيرة وذلك من خلال تصريحات متكررة، فتارةً يدعو إلى عملية عسكرية مكثفة ضد قطاع غزة، وتارةً يطالب بحرب شاملة في المنطقة، وأحياناً أخرى يدعو إلى استخدام كامل القوة العسكرية ضد حزب الله، ومع ذلك، لم تنجح هذه التصريحات في رفع نسبة التأييد له بين الإسرائيليين، وفشلت محاولاته في تحقيق أي تقدم يُذكر. طموحه لتولي منصب وزير الدفاع بدلاً من يوآف غالنت لم يحقق نجاحاً ملموساً. انضمامه لحكومة نتنياهو كان خطوة للحفاظ على مكانته وعلى المشهد السياسي الفاشل الذي يلعبه. وكما نعلم جميعاً، فإن ساعر تمكن من دخول الكنيست في الانتخابات الأخيرة بفضل انضمامه إلى قائمة بيني غانتس، فلولا هذا التحالف، لما نجح حزبه في اجتياز عتبة البرلمان".
"لا يمكن اعتبار انضمام ساعر الى الحكومة إنجازًا كبيرًا"
واردف قائلا: " بالنسبة لنتنياهو، يُعد انضمام ساعر إلى حكومته إنجازًا سياسيًا، لكن لا يمكن اعتباره إنجازًا كبيرًا لسببين. أولاً، ساعر ينتمي إلى فئة السياسيين الذين يميلون إلى خيانة قيادتهم، ومن المحتمل أنه إذا ارتفعت شعبيته في الاستطلاعات خلال الأشهر القادمة وشعر بالقوة الكافية، فسوف يغادر الحكومة. حينها، سيبدأ في انتقاد نتنياهو وسياساته علنًا عبر وسائل الإعلام. ربما يكون هذا إنجازًا سياسيًا على المدى القصير، خاصة أن نتنياهو مرهق من اعتماده الكبير على بن غفير في هذا الائتلاف، ويسعى لإيجاد حلول تُبعد بن غفير عن إمكانية إسقاط الحكومة. لكن من الواضح أننا نتحدث في النهاية عن قوى يمينية متطرفة وعنصرية تتنافس فيما بينها على نفس الأصوات، وهذا يشكل خطرًا كبيرًا".
وأضاف: "إذا كان ساعر قادرًا على جذب أصوات من المعسكر اليساري أو الوسطي إلى معسكر اليمين، قد يتغير المشهد السياسي. ولكن في النهاية، التنافس يدور بين قوى عسكرية تتصارع على نفس الجمهور ونفس الأصوات داخل معسكر اليمين. التنافس الواضح بين نتنياهو، بن غفير، وساعر على هذه الأصوات يجعل الصراع داخل هذا المعسكر شديد الوضوح ". وأشار د. خنيفس الى "أن مثل هذه الخطوة تمكن نتنياهو من الحفاظ على حكومته في الوقت الحالي، لكنها لا تضمن استمراريته على المدى الطويل. جميع هذه الأحزاب، رغم دعمها الظاهري له، تسعى لجذب جمهورها بأجندات جديدة، وهي تدرك أنه في الانتخابات المقبلة لن يكون بإمكانها الاستمرار في دعم نتنياهو بلا نهاية. في مرحلة معينة، ستبدأ هذه الأحزاب بالخروج ضد نتنياهو، وربما يكون ذلك لأسباب سياسية بحتة وليس بالضرورة لأنها مقتنعة بضرورة إسقاط حكومته، بل من أجل حماية مصالحها السياسية ".
" سياسة الاغتيالات قد تعزز موقف نتنياهو مؤقتًا داخل المعسكر اليميني"
وحول سياسية الاغتيالات الأخيرة، قال خنيفس: " سياسة الاغتيالات قد تعزز موقف نتنياهو مؤقتًا داخل المعسكر اليميني، حيث يمكن أن يُنظر إليه كإنجاز أمني يساهم في استعادة قوته. ومع ذلك، فإن المجتمع الإسرائيلي منقسم بشدة حول هذه المسألة، وبرأيي، هذه الإنجازات لن تكون كافية لتعزيز موقفه داخل المعسكر المعارض لحكومته أو لضمان بقائه في السلطة. نتنياهو يواجه تحديات كبيرة في إقناع المعسكر الذي يعارضه بشدة، إذ يعتبره الكثيرون السبب الرئيسي وراء الأحداث الدامية في السابع من أكتوبر، بالإضافة إلى محاولاته المستمرة لإضعاف محكمة العدل العليا، ومسؤوليته عن تدهور الاقتصاد وارتفاع تكاليف المعيشة في إسرائيل".