(Photo by ALMIGDAD HASSAN/AFP via Getty Images)
منذ 17 شهرا بينه وبين قوات الدعم السريع شبه العسكرية.
وجاء هجوم القوات المسلحة، التي فقدت السيطرة على معظم أنحاء العاصمة في بداية الصراع، قبل كلمة ألقاها قائدها الفريق أول ركن عبد الفتاح البرهان أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة في نيويورك.
وقال البرهان إن أي جهود سلام تعتمد على إلقاء قوات الدعم السريع لسلاحها. وأضاف أن دولا في المنطقة تقدم التمويل والأسلحة والمقاتلين لقوات الدعم السريع، دون تسمية أي منها. وأردف قائلا "إننا ماضون في هزيمة ودحر هؤلاء المعتدين مهما وجدوا من دعم ومساندة".
وفي العاصمة، أفاد شهود بوقوع قصف عنيف واشتباكات عندما حاولت قوات من الجيش عبور جسور فوق نهر النيل تربط المدن الثلاث المتجاورة التي تشكل منطقة العاصمة الكبرى وهي الخرطوم وأم درمان وبحري.
وقال أحد السكان، ويدعى أحمد عبد الله (48 عاما)، لرويترز عبر الهاتف "الجيش يقوم بقصف مدفعي عنيف وقصف جوي علي الحلفايا وشمبات، والطيران يحلق بكثافة، أصوات الانفجارات عالية جدا خاصة في مناطق المزارع المحيطة بجسر الحلفايا من جهة بحري".
وأظهرت مقاطع فيديو دخانا أسود اللون يتصاعد في سماء العاصمة، وسط دوي أصوات المعارك في الخلفية.
وقالت مصادر عسكرية إن قوات الجيش عبرت جسورا في الخرطوم وبحري. بينما قالت قوات الدعم السريع لرويترز إنها أحبطت محاولة الجيش عبور جسرين إلى الخرطوم. ولم يتسن لرويترز التأكد من هذه الروايات بشكل مستقل.
واستعاد الجيش بعض الأراضي في أم درمان في وقت سابق من هذا العام، لكنه يعتمد في الغالب على المدفعية والغارات الجوية، ولم يتمكن من طرد قوات الدعم السريع الأكثر كفاءة على الأرض من مناطق أخرى من العاصمة.
مخاوف في دارفور
واصلت قوات الدعم السريع أيضا إحراز تقدم في أجزاء أخرى من السودان في الأشهر القليلة الماضية في صراع تسبب في أزمة إنسانية واسعة النطاق ونزوح أكثر من 10 ملايين شخص ودفع مناطق من البلاد إلى الجوع الشديد أو المجاعة، كما استقطب قوى أجنبية زودت الجانبين بالدعم المادي.
وتعثرت جهود دبلوماسية تقودها الولايات المتحدة ورفض الجيش حضور محادثات الشهر الماضي في سويسرا.
وفي كلمة مسجلة موجهة إلى الجمعية العامة للأمم المتحدة وأُذيعت بعد كلمة البرهان مباشرة، كرر قائد قوات الدعم السريع الفريق أول محمد حمدان دقلو (المعروف باسم حميدتي) تعهداته السابقة بأن قواته مستعدة لتنفيذ وقف إطلاق النار على مستوى البلاد والذي من شأنه أن يسمح بتسليم المساعدات.
ميدانيا، واصلت قوات الدعم السريع هجماتها هذا الشهر وكثفت حصارها للفاشر عاصمة ولاية شمال دارفور في غرب السودان.
وتعد مدينة الفاشر آخر معاقل الجيش وحلفائه المتمردين السابقين في منطقة دارفور حيث تقول الأمم المتحدة وجماعات حقوق الإنسان إن قوات الدعم السريع وحلفاءها يشنون هجمات على أساس عرقي وإن الوضع الإنساني حرج هناك على وجه التحديد. إلا أن قوات الدعم السريع تنفي مسؤوليتها عن أعمال العنف.
وقالت مفوضية الأمم المتحدة السامية لحقوق الإنسان يوم الخميس إنها وثقت عمليات إعدام بإجراءات موجزة وعنفا جنسيا وعنفا قائما على النوع واختطاف نساء وشبان في الفاشر، بالإضافة إلى ارتفاع عدد القتلى والمصابين المدنيين.
وقال فولكر تورك مفوض الأمم المتحدة السامي لحقوق الإنسان "من واقع التجارب المريرة الماضية فإنه إذا سقطت الفاشر سيكون هناك تهديد كبير بوقوع انتهاكات واعتداءات على أساس عرقي، بما في ذلك الإعدام دون إجراءات قضائية مناسبة والعنف الجنسي، من قبل قوات الدعم السريع والجماعات المتحالفة معها".
وطالب مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة والأمين العام للمنظمة أيضا بإنهاء حصار الفاشر، حيث يعيش أكثر من 1.8 مليون من السكان والنازحين. واندلعت الحرب عندما تحولت التوترات بين قوات الدعم السريع والجيش إلى صراع مفتوح.
وتقاسم الجيش وقوات الدعم السريع السلطة في السابق بعد انقلاب عام 2021، وذلك بعد عامين من الإطاحة بالرئيس السابق عمر البشير في انتفاضة شعبية.