(Photo by Ramiz Dallah/Anadolu via Getty Images)
ملاذ آمن لعشرات الآلاف من الأشخاص.
وقبرص هي أقرب دولة عضو في الاتحاد الأوروبي إلى لبنان، إذ تبعد عنه نحو 264 كيلومترا. وكانت قبرص في طليعة جهود الإغاثة البحرية لغزة، وسبق لها لعب دور مهم في تنسيق عمليات الإجلاء من لبنان.
وقال الرئيس القبرصي نيكوس خريستودوليديس لرويترز على هامش اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة في نيويورك "تلقينا طلبات من عدد من الدول ليس فقط من الاتحاد الأوروبي، وإنما أيضا من دول ثالثة أخرى. نحن مستعدون لهذا الدور إذا لزم الأمر".
وأضاف "فعلنا ذلك في 2006 ونحن مستعدون لفعله مرة أخرى... إنه صعب لكنه أيضا مسؤوليتنا الأخلاقية".
ويقيم في لبنان أو يسافر عبره آلاف الرعايا من عدد من الدول، منها الولايات المتحدة وفرنسا وبريطانيا وألمانيا. وعملت كل هذه الدول في الأشهر القليلة الماضية على إعداد خطط مع قبرص في حالة اندلاع حرب شاملة.
وقال دبلوماسيون إن دولا أخرى لا تملك البنية التحتية العسكرية اللازمة في المنطقة ستحتاج أيضا إلى المساعدة في إجلاء مواطنيها.
وتستغرق الرحلة من بيروت إلى قبرص نحو 10 ساعات بحرا و40 دقيقة بالطائرة. وحتى الآن، تنظم شركات طيران تجارية رحلات من بيروت، على الرغم من أن بعضها مثل الخطوط الجوية الفرنسية (إير فرانس) أوقفت عملياتها، مما قلص خيارات مغادرة الأشخاص.
ويقول دبلوماسيون إن اللبنانيين ليسوا وحدهم الذين لا يستجيبون لإرشادات مغادرة البلاد، وإنما تمتلئ الطائرات المتجهة إلى بيروت بالكثير من اللبنانيين والمواطنين المزدوجي الجنسية في الخارج.
وتجري مفاوضات في الأمم المتحدة بنيويورك لوقف مؤقت لإطلاق النار، لكن لم تشر إسرائيل ولا جماعة حزب الله إلى استعدادهما لوقف القتال، وكثفت إسرائيل ضرباتها على الضاحية الجنوبية لبيروت يوم الخميس.
وسيكون استخدام القاعدتين العسكريتين البريطانيتين في الجزيرة محوريا في عمليات الإجلاء. وقالت بريطانيا، التي يوجد نحو عشرة آلاف من مواطنيها في لبنان، هذا الأسبوع إنها تحرك قواتها إلى قبرص وأرسلت سفنا بحرية للمساعدة في عمليات الإجلاء.
وقالت مصادر تركية وأوروبية إن دولا غربية تعمل أيضا مع تركيا للتحضير للإجلاء المحتمل، على الأرجح عن طريق البحر من ميناء طرابلس في شمال لبنان إلى مرسين في جنوب تركيا، إذا تعذر استخدام مطارات لبنان.
وقال دبلوماسيون إنه لم يصدر أمر بالإجلاء حتى الآن وهو غير المرجح ما لم تحشد إسرائيل قواتها على الحدود اللبنانية.
ولفرنسا نحو 20 ألف مواطن في لبنان وألف جندي ضمن مهمة حفظ السلام التابعة للأمم المتحدة. ورفضت وزارة الدفاع الفرنسية التعليق على خطط محددة، لكنها قالت إنها وضعت تدابير قوية منذ أكتوبر تشرين الأول 2023.
وقال دبلوماسيون أوروبيون إن فرنسا تتواصل مع الولايات المتحدة التي لديها نحو 50 ألف مواطن في لبنان ومع بريطانيا وألمانيا للتنسيق مع قبرص.
وقال مسؤولون أمريكيون إن واشنطن حثت مواطنيها على مغادرة لبنان، لكن وزارة الخارجية لم تصدر أمرا بإجلاء الرعايا الأمريكيين ولم تطلب المساعدة من الجيش لإجلائهم.
وقال مسؤولون لرويترز إن قوات أمريكية أُرسلت حديثا إلى المنطقة بوسعها المساعدة في حالة الإجلاء.
وقال دبلوماسيان فرنسيان إن باريس لديها سفينة حربية في المنطقة يمكنها إجلاء نحو 150 شخصا وحاملة طائرات هليكوبتر في جنوب فرنسا بوسعها إجلاء عشرة أمثال هذا العدد، لكن الأمر سيستغرق بضعة أيام للوصول إلى المنطقة من هناك.
وقالت وزارة الدفاع الفرنسية إن القوات البحرية الفرنسية والقبرصية واليونانية والإيطالية أجرت تدريبات في المنطقة من 14 إلى 18 سبتمبر أيلول تضمنت تدريبا على إجلاء المواطنين.
وقال دبلوماسيون إن أحد التحديات سيتمثل في توفير جسر جوي سريع من قبرص نظرا للأعداد الكبيرة من الأشخاص الذين يصلون إلى الجزيرة في حيز زمني قصير.
وقال دبلوماسي أوروبي "التحدي الحقيقي في كل هذا هو أن الأمر سيستغرق عدة أيام، بل وأسابيع، لنقل معظم الرعايا الأجانب من لبنان، بخلاف احتمال إسرائيل أيضا، مما يعني أن الناس في لبنان قد ينتهي بهم الأمر إلى أن يُقال لهم ’انتظروا حتى إشعار آخر’ في وقت تحلق فيه طائرات إف-35 الإسرائيلية وصواريخ حزب الله في السماء".