قائد القوات المسلحة السوداني الفريق أول ركن عبد الفتاح البرهان - (Photo by Florence Lo-Pool/Getty Images)
أراض هناك منذ بداية الحرب المستمرة منذ 17 شهرا بينه وبين قوات الدعم السريع شبه العسكرية.
وجاء هجوم القوات المسلحة، التي فقدت السيطرة على معظم أنحاء العاصمة في بداية الصراع، قبل كلمة من المقرر أن يلقيها قائدها الفريق أول ركن عبد الفتاح البرهان أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة في نيويورك في وقت لاحق من يوم الخميس.
وذكر شهود أن قصفا عنيفا واشتباكات اندلعت عندما حاولت قوات من الجيش عبور جسور فوق نهر النيل تربط المدن الثلاث المتجاورة التي تشكل منطقة العاصمة الكبرى وهي الخرطوم وأم درمان وبحري.
وقال أحد السكان، ويدعى أحمد عبد الله (48 عاما)، لرويترز عبر الهاتف "الجيش يقوم بقصف مدفعي عنيف وقصف جوي علي الحلفايا وشمبات، والطيران يحلق بكثافة، أصوات الانفجارات عالية جدا خاصة في مناطق المزارع المحيطة بجسر الحلفايا من جهة بحري".
وأظهرت مقاطع فيديو دخانا أسود اللون يتصاعد في سماء العاصمة، وسط دوي أصوات المعارك في الخلفية.
وقالت مصادر عسكرية إن قوات الجيش عبرت جسورا في الخرطوم وبحري. بينما قالت قوات الدعم السريع لرويترز إنها أحبطت محاولة الجيش عبور جسرين إلى الخرطوم. ولم يتسن لرويترز التأكد من هذه الروايات بشكل مستقل.
واستعاد الجيش بعض الأراضي في أم درمان في وقت سابق من هذا العام، لكنه يعتمد في الغالب على المدفعية والغارات الجوية، ولم يتمكن من طرد قوات الدعم السريع الأكثر كفاءة على الأرض من مناطق أخرى من العاصمة.
مخاوف في دارفور
واصلت قوات الدعم السريع أيضا إحراز تقدم في أجزاء أخرى من السودان في الأشهر القليلة الماضية في صراع تسبب في أزمة إنسانية واسعة النطاق ونزوح أكثر من 10 ملايين شخص ودفع مناطق من البلاد إلى الجوع الشديد أو المجاعة.
وتعثرت جهود دبلوماسية تبذلها الولايات المتحدة وقوى أخرى، ورفض الجيش حضور محادثات كانت مقررة الشهر الماضي في سويسرا.
واشتدت المعركة هذا الشهر للسيطرة على مدينة الفاشر عاصمة ولاية شمال دارفور في غرب السودان. وتحاول قوات الدعم السريع التقدم من مواقع تحيط بالمدينة لمواجهة الجيش وجماعات متمردة سابقا متحالفة معه.
والفاشر هي آخر معاقل الجيش في دارفور حيث تقول الأمم المتحدة ومنظمات حقوق الإنسان إن قوات الدعم السريع وحلفاءها تشن هجمات على أساس عرقي وإن الوضع الإنساني حرج بشكل خاص. وتنفي قوات الدعم السريع مسؤوليتها عن العنف.
وقال مكتب الأمم المتحدة لحقوق الإنسان يوم الخميس إنه وثق عمليات إعدام دون إجراءات قضائية مناسبة وكذلك جرائم عنف جنسي وعنف قائم على النوع واختطاف نساء وشبان في الفاشر، بالإضافة إلى ارتفاع عدد القتلى والمصابين المدنيين.
وقال فولكر تورك مفوض الأمم المتحدة السامي لحقوق الإنسان "من خلال تجربة الماضي المريرة فإنه إذا سقطت الفاشر سيكون هناك خطر كبير من وقوع انتهاكات واعتداءات تتحدد أهدافها على أساس عرقي، بما في ذلك الإعدام دون إجراءات قضائية مناسبة والعنف الجنسي، من قبل قوات الدعم السريع والجماعات المتحالفة معها".
وطالب مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة والأمين العام للمنظمة أيضا بإنهاء حصار الفاشر، حيث يعيش أكثر من 1.8 مليون من السكان والنازحين.