صورة للتوضيح فقط ، تصوير: Natalia Lebedinskaia-shutterstock
كلما تقدم طفلك في العمر، حيث ستحملين عبئاً ومسؤولية أكثر مما تستطيعين، وفي حين ينشأ طفلك معتمداً عليك بشكل تام وصورة الطفل الاتكالي والكسول والذي يتحول إلى طفل أناني، وهو منتشر بشكل كبير في البيوت.
تعتقد بعض الأمهات أن تعويد الطفل على الأعمال والمهام المنزلية سوف يقلل من رجولته إذا ما كان ذكراً، ويرين أن تعويد الطفلة على المهام المنزلية سوف يحرمها من طفولتها ولكن هذه الاعتقادات خاطئة، وقد مرت إحدى الأمهات بهذه التجربة، وأحبت أن تشاركنا ما نجحت به في تدريب أطفالها، وحيث عاد ذلك بالكثير من الفوائد على الأطفال، وقد التقت "سيدتي وطفلك" بالمرشدة التربوية هيفاء الأزعر، حيث أشارت إلى تفاصيل تجربة إحدى الأمهات في توزيع المهام المنزلية على أطفالها حسب تدرجهم في العمر حتى وصولهم إلى سن المراهقة، وحيث حققت هذه التجربة نجاحاً في تحمل أطفالها للمسؤولية وتطوير شخصياتهم في الآتي:
مهام منزلية من عمر 2 - 3 سنوات
دربي طفلك على عدة أعمال منزلية ابتداء من بلوغه عمر السنتين، ففي هذا العمر تقريباً وما بعده، يكون طفلك قد تخلص من الحفاض وأصبح يستخدم الحمام وحده، كما أنه يصبح قادراً على تناول الطعام الخارجي بكل أنواعه، وبالتالي فقدراته ومهاراته قد تطورت بشكل جيد يسمح له بأن يشعر بأهمية المشاركة في المهام المنزلية، خاصة حين يراك تقومين بها وحدك ويرى مقدار تعبك في أدائها، ولذلك فمن السهل تطويع الطفل في هذا العمر لكي يقوم بمساعدتك، ويمكن مثلاً تعويده على جمع ألعابه بعد أن ينتهي من اللعب بها، وإلى جانب توضيح أهمية النظام في البيت، حيث يعيد الألعاب إلى الصندوق المخصص لها، فسوف يشعر الطفل بأهمية الحفاظ على سلامة الألعاب؛ لأن بقاء الألعاب مبعثرة يعرضها للكسر والتلف، وهي من الممتلكات المهمة بالنسبة له ويعيش معها عالمه الخيالي الخاص.
عوّدي طفلك على ترتيب القصص التي قمت بشرائها له وكانت مناسبة لعمره، فبعد أن يستمتع طفلك بتصفح الصور المصورة الكثيرة والجذابة، فقد يتركها منثورة على الأرض أو فوق طاولة غرفة المعيشة، وهذه صورة غير جميلة على الإطلاق وتعبر عن الفوضى، ومن واجبك أن تخصصي رفاً للقصص، بحيث يكون على مستوى طول طفلك، وتعلميه أن يعيدها إلى مكانها، ويوماً بعد يوم سوف يتعلم الطفل تنسيق القصص، بحيث يرتبها حسب ارتفاعها وحسب سماكتها، وبالتالي سوف تضعين طفلك على أولى خطوات تعلم المساحات والأحجام.
عودي طفلك أن ينفض الغبار في البيت عن الأسطح وهذه مهمة سهلة، ويمكن أن يقوم بنفض الغبار عن الأماكن الضيقة، والتي لا تستطيعين الوصول إليها، ولكن احذري أن يكون لدى طفلك حساسية صدرية أو أنفية من الغبار، فيجب أن تتوقفي فوراً عن طلبك القيام بهذه المهمة وأن تعهدي بها لطفل آخر.
دربي طفلك على ترتيب السرير الذي كان ينام فوقه، وهذه مهمة، والتي يجب أن تتعرفي إلى أفضل مهام يومية للأطفال من كل الأعمار وبالنسبة للطفل فهو يحب أن يرتب غرفته؛ لأنها مملكته، وفي سن الرابعة يكون قادراً على ذلك بشكل بسيط وغير متقن، لكن مع اقتراب دخوله المدرسة سوف يصبح قادراً على نفض الفراش وإعادة فرش المفارش فوق الأسرّة في غرفته، خاصة لو كان لديه شقيق آخر في غرفة مشتركة.
اطلبي من طفلك أن يخصص وقتاً لكي يقوم بري النبات المنزلي، واحرصي على توفير آنية للري، بحيث تكون مصنوعة من البلاستيك الخفيف؛ لكي لا تسقط فوق قدمه مثلاً وتسبب له الأذى في حال كانت من المعدن الثقيل أو الفخار، ويمكن بالقليل من التدريب أن يتعلم أيضاً تنظيف الأحواض والأصص من العشب القصير الجاف.
اعهدي لطفلك بعد عمر الرابعة مهمة إطعام الحيوانات الأليفة مثل القطط والعصافير وبعض الطيور، وسوف تربين في طفلك حب الحيوانات والعطف عليها، وبالتالي سوف يمتلك طفلك قلباً رقيقاً وحنوناً، وتتولد لديه فضيلة حب العطاء، ويبدأ كذلك في اكتشاف عالم الحيوان، ويمكن أن تسأليه عن بعض طباعها ومقارنتها بطباع الإنسان.
دربي طفلك في سن المدرسة على مساعدتك في تحضير الطاولة المخصصة للطعام، ويمكن أن يقوم بوضع المفرش الذي يوضع فوق المفرش الأساسي، ويمكنه أن يحمل بعض الأدوات من المطبخ إلى الطاولة، ولكن يجب أن تحرصي على عدم حمله للطعام الساخن؛ لكي لا يسبب لنفسه الأذى.
استمري في تخصيص مهمة مسح الغبار عن الأسطح لطفلك لما بعد سن الرابعة ويمكن أن يبدأ في تلميع الزجاج بالسائل المخصص له، وكذلك يمكن أن يقوم بتلميع الخشب بالسائل المخصص لتلميع الخشب، والسبب في الاستمرار بهذه المهمة أن يبقى الطفل على حالة الشعور بأهمية النظافة في حياة الإنسان.
دربي طفلك وبعد أن يصبح في المدرسة، ابتداء من سن السادسة وحتى ينهي المرحلة الابتدائية، على غسل الصحون الصغيرة، بعد أن يفرغ مع إخوته من تناول الطعام.
قومي بتخصيص مهمة أخرى تندرج تحت بند النظافة المنزلية لطفلك، مثل مسح الأرضية بالأداة المخصصة لذلك، ويمكن أن يتعلم في هذه السن إخراج الملابس من الغسالة ووضعها في الوعاء المخصص لها؛ لكي تقومي بتعريضها لأشعة الشمس، ويمكن أن يقوم أيضاً بتنظيف الأطباق والأكواب.
خصصي مهمة إخراج كيس القمامة أكثر من مرة من البيت لكي تقضي على الروائح الكريهة، ويمكن أن يقوم طفلك بهذه المهمة بحيث تكون الأكياس محكمة الإغلاق وصغيرة الحجم لأنك لن تقومي بترك القمامة حتى تتراكم لعدة أيام، ولكن لا تطلبي منه أن يحملها وهو في طريقه للمدرسة لكي لا تؤثر على طاقته، حسب ما يقره علم الطاقة الصيني.. نصائح لتفوق الطفل في المدرسة ويمكن أن يخرجها وهو يرتدي ملابس المدرسة ثم يعود ليكمل ارتداء ملابسه وتناول فطوره، ويمكن أن يقوم بإخراجها من البيت في وقت المساء.
مهام منزلية من عمر 12 - 14 سنة
دربي طفلك وقد أصبح على أعتاب المراهقة المبكرة على العناية بإخوته الصغار في حال غيابك عن البيت أو انشغالك بمولود جديد مثلاً أو حتى مرضك، ومن الممكن أن يقوم الطفل، سواء كان ذكراً أو أنثى، بهذه المهمة على أكمل وجه، فالطفل الذكر يكون لديه شعور بالمسؤولية والانتماء يكون مرتفعاً للعائلة، أما البنت فلديها الشعور الغريزي والفطري بالأمومة، وسوف ينجحان في العناية بالصغار أكثر مما تتوقعين.
دربي طفلك، ويمكن أن يقوم الأب بهذه المهمة على غسل السيارة العائلية في وقت قيلولة الأب، ومن المهم تدريبه على عدم إهدار الماء، وكذلك عدم العبث بالسيارة، ويمكن للأب أن يدرب طفله على طريقة تنظيف كل جزء على حدة، فتنظيف المعدن يختلف عن تنظيف الزجاج وهكذا.
عوّدي طفلك في سن الرابعة عشرة تحديداً على تحضير وجبات خفيفة لإخوته أو من الممكن أن يعد وجبة خفيفة في المساء لكل أطفال العائلة ويمكن أن تدربيه على إعداد بعض الأصناف بعد أن يخصص وقتاً للوقوف في المطبخ معك لعدة أيام متتالية حتى يتقن إعداد هذه الوجبات.
اطلبي من ابنك في سن المراهقة المبكرة، أي عندما يصبح في المرحلة الدراسية المتوسطة، أن يقوم بمهمة تنظيف السجاد المنزلي والحمام، وهذه الأعمال كفيلة بأن تفرغ طاقة المراهق بدلاً من أن يتجه لتصرفات وسلوكيات مضرة به خاصة وهو يمر بمرحلة المراهقة، ويكون لديه الكثير من وقت الفراغ.
اعهدي لابنك المراهق الصغير مهمة المرور على الغرف والتأكد من ترتيبها بعد أن قام الأطفال الأصغر سناً بذلك، واعهدي إليه بالتسوق خارج البيت وشراء بعض الحاجيات التي يمكن أن يشتريها، مثل الخضروات اللازمة لإعداد السلطة والتي يفضل أن تكون طازجة بشكل يومي.