logo

تونس: ‘الألكسو‘ تعقد مؤتمرا لمناقشة واقع تعليم الأطفال في القدس بمشاركة وفد فلسطيني

موقع بانيت وصحيفة بانوراما
21-09-2024 05:59:10 اخر تحديث: 22-09-2024 13:36:12

شارك وفد وزاري فلسطيني، في المؤتمر الذي تقيمه المنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم "الألكسو" بالتنسيق مع اللجنة الوطنية الفلسطينية للتربية والثقافة والعلوم،

تصوير اللجنة الوطنية الفلسطينية للتربية والثقافة والعلوم

تحت عنوان: واقع تعليم الأطفال في مدينة القدس، والتأكيد على ضرورة حماية حقهم في التعليم، في مقر المنظمة بالجمهورية التونسية.

وضم الوفد الفلسطيني وزير التربية والتعليم العالي الفلسطيني د. أمجد برهم، ووزير شؤون القدس د. أشرف الأعور، ومسير مهام الأمين العام للجنة الوطنية الفلسطينية مع المنظمات الدولية والتخصصية خلود حنتش، ومستشار رئيس اللجنة والأمين العام فادي أبو بكر، ومدير عام التربية والتعليم في القدس سمير جبريل، والخبير القانوني خلدون نجم، بالإضافة لمشاركة مدير عام منظمة "الألكسو" أ.د محمد ولد أعمر وطاقم المنظمة، ووزير التربية والتعليم التونسي أ.د نور الدين النوري، ومدير وكالة بيت مال القدس محمد سالم الشرقاوي، ومسؤول قطاع فلسطين في الأمانة العامة لجامعة الدول العربية د. محمد شقورة، والمدير العام لاتحاد إذاعات الدول العربية د. عبد الرحيم سليمان، وبحضور عدد من السفراء والبعثات الدبلوماسية الموجودة في تونس.

وافتتح مدير عام "الألكسو" أعمر المؤتمر، مقدما تعازيه الحارة للشعب الفلسطيني، وحيا صموده أمام هذه الحرب الشعواء، التي أتت على الأخضر واليابس، ودمرت المدارس والجامعات ودور العبادة وتراث فلسطين الحضاري المجيد، وأضاف: "إن هذا المؤتمر يأتي التزاما بالدور التاريخي للمنظمة تجاه القضية الفلسطينية، ليكون مساندة للجهود الفلسطينية لفائدة القدس، أمام ما تعمد إليه سلطات الاحتلال من استهداف للعملية التعليمية في القدس للنيل من المنهاج الفلسطيني، وأسرلة التعليم الفلسطيني فيها، تزويرا للتاريخ وتغييرا للمعالم والآثار العربية والإسلامية".

وفي كلمته، قدم الوزير برهم الشكر باسم الطلبة والمعلمين في مدينة القدس، الشكر لمنظمة "الألكسو" بكافة مجالسها الإدارية والتنفيذية، على تنظيمها هذا المؤتمر المهم، في ظل حملة شرسة يشنها الاحتلال على المدينة، بكافة مكونات هويتها الاجتماعية والتراثية والثقافية، ضارباً بعرض الحائط كافة الاتفاقيات والمعاهدات الدولية التي تؤكد على أحقية الشعوب بتحقيق المصير، والحفاظ على نصيب الشعوب ومساهمتها في الثقافة العالمية، متعسفاً بأجواء الحرب البغيضة التي يشنها على محافظات وطننا، واضعاً القدس ومقدساتها تحت وطأة حصار لا يرحم، وفي ظل ظروف قاهرة يعيشها قطاع التعليم من خلال استهداف المناهج الفلسطينية وإعاقة التطوير والبناء والترميم مع سبق الإصرار، والحيلولة دون وصول المعلمين والطلبة إلى مدارسهم، وغيرها من الانتهاكات والخطط والمكائد غير المحدودة التي وضعها الاحتلال منذ ضم القدس عام 1967.

وتطرق د. برهم في مداخلته، إلى خطط الاحتلال لأسرلة التعليم بالقدس، من خلال محاولات طمس وعي الطلبة المقدسيين، وبهدف محو هويتهم الفلسطينية واستبدالها بأخرى تتناسب ومخططاتهم الاحتلالية، والاستهداف ثلاثي الأبعاد (للطالب والمعلم والمنهاج)، والعمل على تفريغ المدينة القديمة من المدارس، والتضييق على المدارس التي تتبنى المنهاج الفلسطيني، في ظل انتهاكات يومية وممنهجة من ضمنها عرقلة وصول الطلبة إلى مدارسهم وإذلالهم وتفتيشهم واحتجازهم دون مسوغ، والتهديد بإغلاق مدارس وكالة "الأونروا".

ودعا الوزير برهم إلى بذل المزيد من الجهود العربية والإسلامية تجاه القدس، لتحظى بأكبر إسناد عربي وإسلامي، ودعم التعليم فيها، إذ إنه لا يعزز فقط تعليم أبنائها، بل ثبات أهلها وصمودهم، مشدداً على خطورة أن تترك القدس وحيدة تصارع كل هذه الخطط الاحتلالية.

من جانبه أشار الوزير الأعور إلى أنه وفي هذه الأيامِ التي تتعرض لها فلسطين لهجمة احتلالية شرسة، فإننا نجتمع باسم القدس وقد جئناكم ونحن محملين بجراحها وهمومها وآلام أبنائها الصامدين، وإنّ العَبَثَ في المَسجدِ الأَقصى المُبارك جَريمةٌ منافيةٌ للقانون الدوليّ وللوضعِ القائمِ في المدينة، فمنذُ لَحظةِ الاحتلالِ السَوداء عام 1967 وَسُلطاتُ الاحتلالِ تُسابقُ الزَمَنَ للاستقواءِ على الحيّزِ الجُغرافيّ مصادرةً واستيطاناً، لِخَلقِ هَيمنةٍ يَهوديةٍ عِرقيةٍ دينيةٍ صَرفة. وضمنَ هذهِ السياسةِ المُتراكِمَةِ تَتجلى عمليةُ اقتلاعِ المقدسيين منْ أَحياءِ القُدسِ الشَرقيةِ مُخالفةٍ للقوانينِ والشرعيةِ الدَولية، وإنّ الحكومة الفلسطينية ممثلةً بوزارة شؤون القدس لا تتوانى عن بذل كل جهد ممكن للحفاظ على المدينة المقدسة وتعزيز صمود أهلها وتثبيتهم في أراضيهم.

وأضاف الأعور: "وبالرجوع إلى عنوان مؤتمرنا هذا فإنّه ووفقاً للمعطيات الفلسطينية فإنّ أكثر من 100 ألف طالب وطالبة يدرسون بالمدارس في القدس الشرقية، يذهب حوالي 45,500 طالب /ة منهم إلى 146 مدرسة تتبع للمظلة الفلسطينية وهي الأوقاف العامة، والمدارس الأهلية، والأونروا، أمّا الجزء المتبقي فيذهب إلى مدارس تتبع لبلدية الاحتلال. كذلك فإنّ الإحصائيات تشير إلى أنّ 81% من الأطفال بالقدس الشرقية يعيشون تحت خط الفقر."

وأضاف أيضاً: "إنّ سلطات الاحتلال لا تتوانى عن بذل كل جهد ممكن لتهويد العملية التعليمية في القدس الشريف وأسرلتها. ومن هنا جاءت محاولات فرض المنهاج الإسرائيلي والمنهاج المحرف على المدارس في القدس الشرقية، وبخاصة الكتب الدراسية في المرحلة الابتدائية، مع التركيز على محاولة شطب كل ما له علاقة بالقضية والهوية الوطنية الفلسطينية، بالإضافة إلى أنّ القدس تفتقر لوجود بيئة تعليمية ملائمة، حيث أدّى إهمال بلدية الاحتلال للتعليم في القدس وعدم إقامة مدارس جديدة، ورفض مخططات إقامة مدارس جديدة إلى إقامة مدارس في أبنية سكنية وأبنية قديمة في أنحاء المدينة تفتقر إلى البيئة التعليمية المطلوبة، حيث انعدام الملاعب والمرافق الترفيهية والتعليمية للطلاب. هذا عدا عن اضطرار آلاف الطلاب للانتقال يومياً عبر حواجز عسكرية إسرائيلية من أجل الوصول إلى مدارسهم وهو ما يترك آثاراً نفسية سلبية على الطلبة."

وشدد د. الأعور على أنّ القدس في أمسّ الحاجة لكل الجهود الخيّرة للحفاظ عليها وتعزيز صمود أهلها، فإضاءة شمعةٍ واحدة خيرٌ من لعن الظلام ألف مرة. حيث يتوجب على الجميع العمل على توفير الدعم المالي اللازم لإقامة مدارس تتوفر فيها البيئة التعليمية المطلوبة وخاصة للأطفال، وضرورة بذل كل جهد ممكن للضغط الدولي لوقف محاولات الاحتلال التدخل في المناهج التعليمية الفلسطينية.

من جانب آخر، أعرب وزير التربية التونسي أ.د. النوري في افتتاح المؤتمر، عن سعادته بمشاركته في هذه الفعالية المميزة بموضوعها وخصوصيتها حول واقع تعليم الأطفال في مدينة القدس عروس العروبة وقبلة العودة ومهد الحضارات، مقدما الشكر "للألكسو" بيت الخبرة العربية على إتاحة الفرصة لمناقشة وطرح القضية العربية الأم قضية فلسطين من زاوية تعليمية تربوية، مشيرا إلى أن فلسطين هي القضية الأساسية للعرب بانحياز دون تحفظ للحق الفلسطيني، معتبرا أي تنازل عن الدفاع عن الحق الفلسطيني خيانة، وهو موقف شعبي موحد عبر عنه فخامة الرئيس التونسي في كل المناسبات بدون تردد أو حسابات، مستنكرا بالوقت ذاته ممارسات الاحتلال الممنهجة والإجرامية لتصفية القضية والوجود العربي في فلسطين وتهويد ما تبقى وتدمير الجامعات والمدارس وغيرها من المؤسسات بما يخالف اتفاقية جنيف الرابعة والإعلان العالمي لحقوق الإنسان.

بدوره نقل شقورة تحيات الأمانة العامة لجامعة الدول العربية للحاضرين في المؤتمر، منوهاً إلى أن حرب الإبادة التي يتعرض لها الشعب الفلسطيني أسفرت عن أكثر من 50 ألف شهيد في المحافظات الجنوبية و700شهيد في الضفة الغربية وأكثر من 10 آلاف معتقل عبر إسقاط 90 ألف طن من المتفجرات، مشيراً إلى أن التعليم هو أول ما استهدفه الاحتلال، إذ توزع أكثر من 27 ألف طفل /ة بين شهيد وجريح، بالإضافة إلى حرمان أكثر من 700 ألف طالب/ة من مزاولة التعليم، هذا إضافة إلى تزايد العنف من طرف المستوطنين في الضفة الغربية والقدس، وهو انتهاك جسيم للاتفاقيات والمعاهدات الدولية، معتبرا أن الدفاع عن القضية الفلسطينية واجب وضرورة أخلاقية وإنسانية، وختم بالتأكيد على أن هذه الحرب الهمجية لن تنال من عزم الشعب الفلسطيني.

فيما أشار مدير عام اتحاد الإذاعات العربية عبد الرحيم سليمان، إلى ما يتعرض له الشعب الفلسطيني من عدوان إسرائيلي غاشم وغير مسبوق منذ ما يناهز العام، وقدم عرضا لما يبذله الاتحاد من جهود في دعم القضية الفلسطينية في نقل الصورة لكل دول ومنظمات العالم، فضلا عن إنشاء قناة فضائية كاملة للاتحاد لنقل الأحداث في فلسطين والتغطية الاستثنائية بالاشتراك مع هيئة العامة للإذاعة والتلفزيون الفلسطينية لنقل الحقيقة لما يجري في قطاع غزة والضفة الغربية والقدس، كما يعمل الاتحاد على التغطية العالمية التي لها علاقة بفلسطين.

وقال مدير عام بيت مال القدس الشريف محمد الشرقاوي أن الأوضاع في فلسطين على شفير الانهيار، ولا بد من مضاعفة جهودنا جميعا واستشراف ما يتعين على الدول العربية والإسلامية عمله، لدعم صمود الشعب الفلسطيني وخاصة في مدينة القدس، وشجع الدول العربية والإسلامية للعمل على تثبيت أبناء القدس بأرضهم من خلال شراء المباني في القدس وتخصيصها للتعليم وإنشاء مراكز ثقافية.

بدوره استعرض جبريل خلال عرض بعنوان "سياسات أسرلة التعليم في القدس، التحديات والانتهاكات وسبل المواجهة"، مجموعة من المحاور التي يسعى الاحتلال لتنفيذها من خلال سياسياته، وخططه نحو التعليم في مدينة القدس، باستخدام المدارس الخاصة كجسر لتنفيذ قرارات محكمته العليا، مشيراً إلى التغيير الملحوظ في طبيعة الطلبة من حيث دراستهم في المدارس الإسرائيلية وتغيير التوزيع ما بين مدارس الوكالة والأوقاف والمدارس الخاصة، مقدماً إحصائيات حول هذه التوزيعات مع زيادة استقطاب المؤسسات التعليمية للطرف الإسرائيلي بالمدينة، بالإضافة لتفصيل طبيعة الانتهاكات التي يتم ممارستها بشكل يومي من قبل الاحتلال.

بدوره قدم الخبير القانوني نجم عرضاً تفصيلياً حول واقع الانتهاكات الإسرائيلية للقوانين الدولية في مدينة القدس، وأهم القوانين الوضعية التي يستعملها الاحتلال كسلاح لتهجير الفلسطينيين من المدينة، مستعرضاً أهم الحقوق المستباحة لشعبنا، وواقع الحريات بالقدس، وما يقوم به الاحتلال بخرق واضح للقانون الدولي خاصة فيما يتعلق بالعملية التعليمية، وتعليم الأطفال بالقدس.