جدته التي عاشت في قرية اجزم المهجرة، القريبة من الفريديس .
ويقول كمال دراوشة في حديث أدلى به لموقع بانيت وقناة هلا حول كتابه: "في هذا الكتاب، تناولت قصصًا من حياة جدتي، التي عاصرت فترة حكم الأتراك، وعشت معها تقريبًا ثماني أو تسع سنوات من حياتي، حيث كانت في سنواتها الأخيرة تعاني من الشلل. كنت أزور جدتي بانتظام، وكانت تفتح درجها وتخرج حبات الملبس وكأنها تعرض كنزًا ثمينًا، ثم تبدأ بسرد قصص عن أيامها، معاناتها، وذكرياتها في قريتها "اجزم"، من بعد زواجها، وتربية أولادها، وكيف عاشت حياتها".
ومضى قائلا: "لقد دونت هذه القصص في الكتاب ورتبتها حسب الترتيب الزمني. كما تناولت أيضًا جانبًا كبيرًا من حياة والدي، الذي نشأ في تلال وجبال اجزم بين المواشي، وشاركت في الكتاب العديد من القصص التي سمعتها منه ومن أفراد العائلة عن تلك الفترة. سردت في الكتاب أيضًا كيف انتقلنا إلى الفريديس، وكيف ولدت، وكيف كانت حياتنا منذ البداية، وكيف تعاملت عائلتي مع التغيرات . حاولت في الكتاب دمج جميع هذه القصص تدريجيًا لتقديم صورة واضحة وشاملة عن حياة جدتي ووالدي ووالدتي وحياتي".
"ثروة كبيرة"
وأوضح كمال دراوشة "أن أحد أهم الأمور التي دفعتني لكتابة هذا الكتاب هي تأكيد أهمية الاستفادة من قصص الأجداد والجدات، لأن لديهم ثروة كبيرة من الخبرات والذكريات التي تستحق أن تُحكى وتُوثق، ولكن للأسف جيل اليوم يستهين بهذه الامور". وقال كمال دراوشة : "لقد جمعت الكتاب خلال عام كامل، وحرصت على تضمين كل التفاصيل التي تروي تاريخ عائلتنا وتجارب أجدادنا. ولقد أصدرنا الكتاب وهو جاهز تقريبًا. المواد اللازمة موجودة لدي، وأنا شخص يهتم بالحفاظ على كل ما يقدمه لنا الأجداد من ذكريات وقصص حتى لا تضيع وتندثر. في منزلنا، حيث كنت أنا وأمي وأبي وجدتي، كنا نقضي وقتًا طويلاً في سرد وتبادل القصص القديمة. واليوم، أشارك هذه القصص مع أولادي، وعندما يزورونني، نراجعها معًا".