والمكونات المعدنية البسيطة، يتمكن إياد من انشاء مجسمات فنية تعكس رؤية مبتكرة وأسلوباً مميزاً، حيث يتجلى إبداعه في تحويل الأشياء التي يُنظر إليها عادةً على أنها غير ذات قيمة إلى أعمال فنية تعبر عن جمال غير متوقع .
وقال الفنان اياد جبارين في حديث أدلى به لموقع بانيت وقناة هلا حول بداياته في مجال الفن: "رحلتي الفنية بدأت منذ صغري، حيث كنت أتعامل مع النحت باستخدام الخشب. مع مرور الوقت، بدأت أهتم بجمع قطع الحديد، لكن في البداية لم أكن أعلم ماذا أفعل بها. بعد تفكير طويل، أدركت أنني أستطيع تحويل هذه القطع إلى تماثيل ومجسمات فنية جميلة. لم أكن أعرف كيفية اللحام في البداية، ولكن من خلال التجارب والمحاولات، تمكنت من إتقانها وبدأت بصنع تماثيل صغيرة، ثم تطورت إلى تماثيل أكبر".
ومضى قائلا: "عملية إبداع المجسمات تعتمد على المواد المتاحة، أحيانًا أبتكر الفكرة بناءً على المواد التي أجمعها، وأحيانًا العكس. من التحديات التي أواجهها هي الأسئلة التي يطرحها الناس حول كيف أجد الوقت للإبداع، لكنني أعتقد أن الإحساس الفني هو ما يدفعني للاستمرار. بالنسبة لي، الفن هو أسلوب حياة وتعامل خاص مع المواد. أحب استخدام مواد مألوفة لدى الناس، مثل الملاعق والشوك، لأحولها إلى قطع فنية فريدة. عندما يشاهد الناس مجسمي الفني، يدركون مما صُنع، وهذا ما يجعل العمل مميزًا".
وأضاف: "أستمد أفكاري من الحياة اليومية، من كيفية تعامل الناس مع بعضهم البعض. كل شخص ينظر إلى الفن ويحلله بطريقته الخاصة، ليس بالضرورة أن يفهم المتلقي الفكرة الفنية التي قصدها الفنان، فلكل شخص تفسيره ورؤيته".
"هناك دعم وأيضا نقد"
وأشار الفنان اياد جبارين الى "أن غالبية الناس تدعمني وتشجعني بكلماتهم الطيبة، وهناك بالطبع من ينتقد، لكنني أحترم جميع الآراء. الى جانب ذلك، شاركت في معارض كثيرة ، فقد شاركت مرتين في عمان في المركز الثقافي الملكي. للأسف، الوضع الحالي صعب، آخر مشاركة لي في معرض لم تحظَ بحضور جماهيري كبير بسبب الأوضاع المتوترة، فالناس ما زالت تعاني من تأثيرات جائحة كورونا، تلتها الحروب، مما أثر بشكل كبير على الفن والمعارض".
"أعمل على بناء مجسم كبير"
وحول مشاريعه الفنية المستقبلية، قال جبارين: "حاليًا، أعمل على بناء مجسم كبير بحجم حصان، وقد استغرق جمع المواد حوالي سنة، حيث أقوم بتنظيفها وتجهيزها. إذا نقصني شيء، أشتريه أو أبحث عنه".
واختتم قائلا: "الفن ليس قرارًا يتخذه الشخص، بل هو موهبة وشعور فني ينبع من الداخل. لاحظت أن بعض الفنانين ينشغلون بالتجارة ويحاولون تسويق أنفسهم أكثر من التركيز على الإبداع، وهذا برأيي خطأ كبير. الفن هو إبداع وروح، وليس تجارة".