logo

البروبيوتيكا للأطفال: ما مدى أهمّيّتها لصحّة الطفل؟

12-09-2024 12:26:46 اخر تحديث: 12-09-2024 13:55:21

ترتبط صحّة طفلك ورفاهيته ارتباطًا وثيقًا بتطوّر جهازه الهضميّ وقدراته الهضمية وتطوّر جهازه المناعي. يعود ذلك إلى وجود تريليونات من الخلايا الميكروبية (البكتيريا) في الجهاز الهضمي للأنسان، والتي تلعب دورًا حيويًا في التطور المبكر


 لطفلك وصحّته طوال الحياة. يُطلق على هذه البكتيريا اسم "ميكروبيوم الجهاز الهضمي". عندما يخرج الميكروبيوم عن التوازن، يمكن أن تكون هناك عواقب صحّية مستقبلية.

ولكن ماذا يعني ذلك بالنسبة لطفلك؟ هل توجد بروبيوتيكا للأطفال؟ ما الدور الذي تلعبه، وكيف يمكن أن تحسّن صحة طفلك؟ تابعوا القراءة لمعرفة المزيد.

 ما هي البروبيوتيكا؟
البروبيوتيكا هي كائنات دقيقة حيّة مفيدة لصحّة الإنسان ويمكن أن تفيد الصحّة بعدة طرق. تعمل البروبيوتيكا في الجهاز الهضمي وتؤثّر بشكل إيجابي على الميكروبيوم هناك، مما قد يؤثّر على النمو، والتمثيل الغذائي، والجهاز المناعي، وتطوّر الدماغ لدى الطفل.

 هل البروبيوتيكا جيّدة للأطفال؟
أظهرت الدراسات أن البروبيوتيكا تعمل بطرق مختلفة، وقد أثبتت دراسات متعددة فعّاليتها في الحدّ من مخاطر حالات مثل الحساسية الغذائية والربو، وعلاج المغص، والوقاية من الإكزيما والإسهال المعدي لدى الأطفال.

 هل البروبيوتيكا آمنة؟
تطرح أحيانًا تساؤلات حول الأمان نظرًا لوجود أنواع مختلفة من البروبيوتيكا. ومع ذلك، فإن العديد من أنواع البكتيريا البروبيوتيكية المستخدمة هي محدّدة وتأتي من أنواع لها تاريخ طويل من الاستخدام الآمن في الغذاء وتأثير إيجابي على الجهاز الهضمي. أنواع البكتيريا البروبيوتيكية الشائعة، مثل Lactobacillus وBifidobacterium، آمنة للاستخدام.

تؤثّر البكتيريا البروبيوتيكية على الجسم بطرق مختلفة وتساعد عن طريق التأثير على:

 الجهاز الهضمي:
يعمل جدار الجهاز الهضمي كحاجز يحمي الجسم من انتقال العوامل غير المرغوب فيها من جهاز الهضم إلى الجسم. تلتصق الكائنات الدقيقة البروبيوتيكية بجدار جهاز الهضم، مما يساعد على تقوية الحاجز، ويحسّن من أدائه، ويدعم عملية الهضم.8 هذه العملية تمنع أيضًا الكائنات الدقيقة الضارة من الالتصاق بجدار جهاز الهضم، مما يساعد على منع تطور أمراض الجهاز الهضمي.

 التمثيل الغذائي:
تساهم الكائنات الدقيقة البروبيوتيكية في صحة جهاز الهضم. فهي تحسن من هضم اللاكتوز وتساعد في هضم وامتصاص المواد الغذائية.كما تساعد البروبيوتيكا في تخليق الفيتامينات، وإنتاج المواد المضادة للبكتيريا، وتنظيم جهاز المناعة للأطفال والرضع، مما يمكن أن يزيد من مقاومتهم للأمراض والحساسية وقد يساعد في منع تطور أمراض الجهاز التنفسي. وقد كشفت الدراسات أيضًا أن استهلاك البروبيوتيكا من خلال النظام الغذائي يمكن أن يساعد في زيادة الوزن والنمو في الطول لدى الأطفال، وقد تساعد البروبيوتيكا في تعزيز النمو لدى الأطفال الذين يعانون من تأخّر في النمو.
باختصار، قد تساعد البروبيوتيكا في تحسين معدّل نموّ الطفل عن طريق المساعدة في الوقاية من الالتهابات ونقص المغذّيات الدقيقة، حيث ثبت أنها تحسن من امتصاص المواد الغذائية المختلفة.

 مصادر ممكنة لاستهلاك البروبيوتيكا:
اليوم يمكن شراء مجموعة متنوعة من المنتجات التي تحتوي على البروبيوتيكا، بدءًا من المنتجات الغذائية وصولاً إلى الأدوية بوصفة طبية.3 لحسن الحظ، توجد الكائنات الدقيقة البروبيوتيكية بشكل طبيعي في الأطعمة المخمّرة، ويمكن إضافتها إلى منتجات غذائية أخرى، وهي متاحة أيضًا كمكمّلات غذائية، لذلك لا يوجد صعوبة في تقديم البروبيوتيكا للأطفال إذا لزم الأمر.

المصدر الأكثر انتشارا للبروبيوتيكا الطبيعية للأطفال هو اليوغورت. ومع ذلك، يمكن لطفلك الحصول على البروبيوتيكا الطبيعية أيضًا من الأطعمة المخمّرة التقليدية مثل الخضروات المخلّلة.2 بالإضافة إلى ذلك، تساهم الحمية الغنية بالخضروات، والفواكه، والحبوب الكاملة، والبقوليات في ازدهار البروبيوتيكا في الجهاز الهضمي.

 البروبيوتيكا للأطفال - الجرعة:
لا توجد حاليًا جرعة معيارية للبروبيوتيكا للأطفال، حيث تختلف الجرعة وفقًا لنوع البكتيريا البروبيوتيكية ونوع المنتج نفسه. بعض منتجات البروبيوتيكا تكون فعّالة بجرعات منخفضة، بينما يتطلب البعض الآخر جرعة أعلى.
يُعتبر النوع Lactobacillus وأنواع مختلفة من Bifidobacterium من أنواع البروبيوتيكا الشائعة والآمنة منذ سنوات عديدة.3 ومع ذلك، قد يكون هناك اختلاف في التأثيرات السريرية والأمان بين المنتجات المختلفة لأن أنواع وتركيبات البروبيوتيكا قد تختلف.
من المستحسن دائمًا مناقشة استخدام البروبيوتيكا مع الطاقم الطبي قبل إعطائها لطفلك.

البروبيوتيكا وتغذية الرضيع:
تدعم العديد من المنظّمات الرضاعة الطبيعية وتشجّعها كأفضل مصدر لتغذية الرّضع، حيث يحتوي حليب الأم على العناصر الغذائية اللازمة للرّضع. حليب الأم سهل الهضم والامتصاص عند الرّضع، وتركيبته تتغيّر مع مرور الوقت لتلبية احتياجات التغذية المتغيّرة للرّضيع.